يان فان إيك.. بدايات الفن الهولندي

29 ابريل 2020
(جزء من لوحة "تقديس الحمل"، من المعرض)
+ الخط -

يُعدّ يان فان إيك من أوائل الرسامين الهولنديين الذين احترفوا الفن خلال عصر النهضة، وتُنسب إليه عشرون لوحة ما زالت موجودة إلى اليوم، عشرة منها وُسمت بتوقيعه بحروف يونانية توريةً لاسمه مع تاريخ رسم كلّ منها، تنتمي إلى الفن القوطي الذي كان منتشراً آنذاك.

لا يحدّد دارسو سيرته عام ميلاده، والذي يُرجَّح أنه خلال ثمانينيات القرن الرابع عشر، ولا يُعرف سوى القليل عن حياته المبكرة، وأهمها عمله رساماً في بلاط جون الثالث دوق بافاريا في لاهاي، حيث رسم بورتريهات لعدد من الشخصيات هناك، فيما سُجّل رحيله عام 1441.

"يان فان إيك.. ثورة بصرية" عنوان المعرض الذي افتتح في شباط/ فبراير الماضي في "متحف الفنون الجميلة" بمدينة غنت البلجيكية، وكان يفترض أن يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري قبل أن يُغلق المتحف بعد تفشّي وباء كورونا المستجدّ، ويوفّر جولة افتراضية للمعرض على موقعه الإلكتروني.

من أبرز الأعمال المعروضة لوحة "مذبح كاتدرائية سانت بافو" أو "تقديس الحمل"، التي نفّذها يان مع شقيقه هوبرت بعد سبع سنوات من العمل المتواصل، وتُنظم ألواحها في سجلين رأسيين، لكلّ منهما مجموعتان مزدوجتان من الأجنحة القابلة للطي والتي تحتوي على لوحات داخلية وخارجية مصورة على الألواح، ويمثل السجل العلوي للألواح الداخلية الخلاص السماوي، وتنقسم ألواح السجل الأدنى إلى تصوير زخرفي مجسم للقديسيْن يوحنا المعمدان ويوحنا الإنجيلي، وتجمع من القديسين، والخطاة، ورجال الدين، والجنود.

في أعماله الأخرى يظهر اهتمامه في رسم أدق التفاصيل في المناظر الطبيعية والتي اكتسبها من خبرته الطويلة في رسم المخطوطات القديمة، كما ابتعد عن الأسلوب الزخرفي الذي ساد في العصور الوسطى، في استخدامه الألوان الزيتية التي صنّعها من خليط من مسحوق الزجاج والعظام المتكّلسة والأصباغ المعدنية مع زيت بذر الكتان الذي يُحوّله إلى مادة لزجة قابلة للتلوين.

كما تعرض لوحته "زواج السيد أرنولفيني" التي أنجزها عام 1834، وتصوّر زوجين يقفان متقاربين في غرفة وحولهما منضدة فوقها حبات البرتقال التي تحيل إلى البراءة والتفاح الذي يرمز إلى إغواء المعرفة والسقوط، وكلب صغير أمامها يشير إلى الإخلاص، كما تظهر الإضاءة ثريا نحاسية قرب النافذة ومسبحة معلّقة بحانب مرآة محدبة صغيرة.

المساهمون