أثر فرجينيا وولف: عن الفن والحداثة والعزلة

11 مارس 2018
"صخور"، ويلهلمينا بارنز-غراهام، 1954
+ الخط -

يقيم متحف "تيت الحديث" في لندن معرضاً استوحيت كل أعماله من مؤلفات الروائية الإنكليزية فرجينيا وولف (1882-1941)، حيث يتواصل المعرض المقام حالياً حتى 29 نيسان/ أبريل المقبل.

تلتفت اللوحات بشكل خاص إلى الجانب النسوي من أعمال صاحبة "السيدة دالاوي" و"غرفة تخص المرء وحده" و"إلى المنارة"، وتستكشف المنظور النسوي للطبيعة والبيت والعزلة والهوية والحداثة والسياسات الجندرية والذاكرة والعلاقة بالألوان والأشياء والتفاصيل في تجربة وولف الأدبية.

يضمّ المعرض 200 عمل فني منجز في فترة تمتد بين نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم، وتنقسم في أربع مجموعات كل واحدة تحمل ثيمة مختلفة؛ "التضاريس والمكان"، و"الهوية الأدائية"، و"الطبيعة الصامتة والبيت"، و"الذات الخاصة". وتشارك فيه ثمانون فنانة من بينهن لورا نايت (1877-1970)، وينيفريد نيكلسون (1893-1981)، وساندرا بلو (1925-2006)، وباربرا هيبورث (1903-1975) وكلود كاون (1894-1954)، ودورا كارينغتون (1889-1932).

من أبرز اللوحات المعروضة تلك المعنونة "في الداخل مع طاولة" للفنانة البريطانية ما بعد الانطباعية فينيسا بيل شقيقة وولف (1879-1961) والتي أنجزتها عام 1921. وقد رسمت بيل النافذة والطاولة وآنية الزهور التي تنتمي إلى صمت أشياء وولف في أعمالها المختلفة، فقد اعتنت صاحبة "الأمواج" بوصف البيوت والغرف والأثاث وترتيب البيوت كما لو كانت تؤثث لوحة قبل أن توزع الشخصيات فيها.

كذلك تحضر لوحة التشكيلية الأميركية آغنيس مارتين (1912-2004) المعنونة "صباح" وهي عبارة عن كانفاس أبيض مائل إلى الرمادي مخطط بخطوط خفيفة تقسم المساحة الفارغة إلى مربعات، كما لو أن اللوحة كلها صفحة فارغة من دفتر.

من المفارقات أن يتضمّن المعرض بضع لوحات يعود تاريخها إلى العام 1854، أي قبل أن تولد وولف، وتحضر للدلالة على السياق الذي ولدت فيه وكيف كان عمل المرأة الإبداعي النسوي قبلها، لا سيما وأن هذه اللوحات التي يستعيدها "تيت" لم يلتفت إليها أحد في زمانها ولم تقدر حق تقديرها لأنها لنساء.

من الأعمال التي يتيح المعرض مشاهدتها أيضاً عمل للأميركية إيتيل ساندز (1873-1962) بعنوان "أريكة تشينز" (1910)، و"بورتريه ذاتي" التي رسمتها غوين جون (1876-1939) عام 1902، والتي تأتي ضمن مجموعة من البورتريهات الذاتية التي يفرد لها المعرض ثيمة الهوية ومن بينها عمل فوتوغرافي للبريطانية ليندر (1954) بعنوان "هي/هي"، كما تعرض لوحة "صخور" للتجريدية البريطانية ويلملينيا بارنز غراهام (1912-2004)، والتي رسمتها عام 1953.

من المفترض أن يواصل المعرض جولته في بريطانيا بين صالات عرض ومتاحف حتى نهاية العام الحالي، حيث يعرض في "غاليري بالانت هاوس" من أيار/ مايو وحتى منتصف أيلول/ سبتمبر، قبل أن ينتقل إلى متحف "فيتزويليام" في كامبردج من بداية تشرين الأول/ أكتوبر وحتى نهاية كانون الأول/ ديسمبر.

المساهمون