"دواية".. احتجاج ليبي بالفن والحرف

12 مايو 2018
(من المعرض)
+ الخط -

تحت عنوان "دواية"، تُعرض حالياً في "النادي الثقافي الطاهر الحداد" في تونس مجموعة من الأعمال الحروفية التي أنجزها أربعة فنانون من ليبيا هم محمد الخروبي وأحمد البارودي وتقوى برنوسي ورضوان الزناتي، حيث يأتي كل منهم من خلفية فنية مختلفة من الحروفية التزينية إلى التجريدية فالرمزية وكذلك الزخرفية.

عن فكرة حروفيات "دواية" (المحبرة بالمحكية الليبية) يقول البارودي، في حديث لـ "العربي الجديد" أن المعرض "كان فكرة لإذابة الجليد وتعزيز التواصل والتبادل الثقافي بين ليبيا وتونس، وهذه هي النسخة الثالثة من دواية حيث أقيم في طرابلس سنتي 2016 و2017، وكان بمثابة ردٍ على الحرب التي اندلعت في طرابلس (2014)".

يتابع قائلاً: "بدأ الأمر بإقامة ورشة عمل فنية، ولم يكن مخططاً للمعرض في حينها، بل كان يشغلنا كيف نقول لا للحرب، وأن نصنع عالمنا الفني وسط الدمار وحالة الركود والإحباط والترقب، حتى أن مكان الورشة تعرض للقصف آنذاك".عمل لـ رضوان زناتي

يضيف البارودي "جاءت لوحات المعرض حاملة أفكار أصحابها وهمومهم، فعبّروا بشكل رمزي معتمدين على ما تحمله الحروف من ليونة وامتداد ومرونة ليشكلوا بها نصاً بصرياً، فمثلاً نجد لوحة "طرابلس" التي تزخر بكل معالم طرابلس المعمارية المدمرة التي تصارع للبقاء في ظل الفوضى والتلوث البصري والفكري، مضامين اللوحات ليست هي فقط الرسالة التي أراد الفنانون إيصالها، بل ان إقامة المعرض في حد ذاته هو وسيلة لخلق ملامح جديدة لمدينة طغت عليها آثار الحرب، فالفن هو السلاح البصري للاحتجاج".

يشارك البارودي في المعرض عبر خمسة أعمال تحمل عناوين: "شغب"، و"غضب"، و"كبت"، و"عشق"، و"رموز"، وعن تجربته الحروفية يبيّن "لست خطاطاً ولا أتقيد بقواعد الخط، اهتمامي بالحروفية جاء من اهتمامي بشكل الحرف أياً كان عربياً، أو لاتينياً أو الحرف الأمازيغي تيفيناغ، كشكل فالانسياب والمنحنيات وكذلك المفارقة في سمك الحرف والعلاقات بين الحروف بعضها البعض لتكمل شكلاً بصرياً جميلاً هو ما شدني لذلك الفن".

بدوره يقول الخروبي في حديث لـ "العربي الجديد" إن دراسته للخط كانت كمادة تخصصية في كلية الفنون في طرابلس، ثم أكمل في هذا المجال بالدارسة مع شيخ الخطاطين في ليبيا الراحل أبوبكر ساسي، وكذلك مع الحروفي إبراهيم المصراتي.

حول أسلوبه يوضّح "قمت بالمزاوجة بين ما أُتقنه من خبرات طباعية وأخرى خطية، أستخدم أحبار وأقلام الخط العربي وألوان الأوفست الطباعية في اللوحة الواحدة وأحياناً أستخدم الشاشة الحريرية وبهذه المزاوجة التقنية ابتكرت أسلوبي الخاص في لوحاتي غالباً ما يكون النص حاضراً، ولكن بعد تحويله إلى مدلول بصري".

يضيف "أختار النصوص المعاصرة، فمن المفترض أن يعكس الخط واقع الحياة التي نعيشها، كما أنني أتعامل مع النص كمدلول بصري قبل أي شيء، وأفضل أن أنجز أكثر من لوحة مختلفة بنص واحد، على أن أقوم بعمل لوحات متماثلة بنصوص مختلفة".

عن علاقته باللون يوضّح الفنان: "يشدّني الأزرق كثيراً وأجد فيه عمق البحر ربما، ولكن المهم عند عمل لوحة فنية هو تناسق الألوان مع بعضها بدرجاتها المختلفة. ويبقى الاختيار مفتوحاً مشرع الأبواب فالمهم إخراج لوحة فنية ذات طابع خاص".

حول الثيمة المشتركة التي تجمع أعمال المعرض الحالي، يبيّن الخروبي "شاركنا كمجموعة دواية بـ 22 لوحة فنية حروفية مختلفة الاتجاهات والأساليب، تشترك في إبراز دور الحرف العربي تشكيلياً وما يتمتّع به قيم جمالية مرتبطة بالأصل متماشية مع العصر".

دلالات
المساهمون