موجة حرّ تدفع الجزائريين الصائمين إلى الشواطئ

03 يوليو 2016
كثيرون وجدوا في الأمر متعة (فرانس برس)
+ الخط -



دفعت درجات الحرارة المرتفعة وغير الاعتيادية في الجزائر، العائلات باتجاه الشواطئ. فقد فضّل كثيرون الإفطار بالقرب من السواحل، علماً أنّ الحرارة بلغت اليوم 48 درجة مئوية.

يؤكد الأهالي أنّ الشاطئ هو الملجأ الوحيد لهم بالرغم من صيامهم. هي رحلة هروب للعشرات من العائلات الجزائرية نحو الشواطئ في شهر رمضان. كثيرون يفضلون إمضاء الوقت، خصوصاً ما بعد الظهيرة، عند الشواطئ في سواحل برج الكيفان وسيدي فرج وسطاوالي وغيرها.

المشكلة الأساس المترافقة مع الحرّ هي انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل بسبب الضغط الكبير على استعمال أجهزة التبريد في هذه الفترة من النهار. يقول السيد عبد الكريم لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الأجهزة تضرّ بالصحة. ولذلك، يفضل كثيرون الشاطئ على البقاء في البيوت. بل وجد بعضهم ضالتهم في اللجوء إلى البحر واستغلال الفرصة للاستجمام وطلب برودة تمنحها الأمواج لهم.


اللافت للانتباه أنّ العاصمة الجزائرية باتت عبارة عن مبانٍ مكدسة إلى جانب بعضها البعض، وموزعة في عدة مساحات كانت قبل سنوات عبارة عن مساحات خضراء بشهادة السكان الذين يتحسرون اليوم عليها. اليوم استبدلت المساحات الخضراء بالإسمنت الموزع على المباني والمصانع والمؤسسات على حساب الطبيعة.

حقيقة أخرى يعترف بها الجزائريون، وهي أنّ أزمة السكن الخانقة التي تعرفها العاصمة، تسببت في القضاء على الكثير من المساحات الخضراء. كما أنّ من بين الأسباب التي تساهم في مضاعفة حرارة الجو الاكتظاظ الخانق بسبب عدد السيارات التي تجوب الشوارع في النهار يومياً؛ مما يتسبب في التلوث وارتفاع نسب الرطوبة.

الآلاف من سكان العاصمة الجزائرية يقطنون في مبانٍ سكنية تتألف من 12 طابقاً. وهي مبانٍ باتت للنوم فقط. يقول محمد مخالدي لـ"العربي الجديد": "نهرب من حرارة المباني نحو البحر في منطقة برج الكيفان. والكثيرون ينتظرون المساء إما للعودة إلى البيوت للإفطار أو نقل المأكولات إلى الشواطئ والإفطار هناك في جو منعش".

إلى ذلك، حذرت الأرصاد الجوية من ارتفاع شديد للحرارة إلى غاية يوم الثلاثاء المقبل في العديد من ولايات الجنوب الجزائري أيضاً، محذرة السكان من الخروج في فترات محددة.

ونزولاً عند قول "ربّ ضارة نافعة"، فإنّ الكثير من الجزائريين اعتبروا موجة الحرّ متعة أخرى في تجهيز الإفطار وتناوله خارج المنازل، وتغيير الجو والخروج من الروتين اليومي بين المطبخ وصالون الأكل في شقق سكنية لا تتعدى مساحتها 100 متر مربع، إلى مكان فسيح وواسع مع استنشاق هواء البحر المنعش.

دلالات