"واشنطن بوست" ترصد الآثار الاجتماعية المتزايدة جراء حصار قطر

13 اغسطس 2017
خلّف حصار قطر آثاراً اجتماعية على الخليج كله(معتصم الناصر)
+ الخط -



رصدت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقرير نشرته اليوم الأحد، الآثار المتزايدة التي تسبب بها حصار قطر على الخليج والعلاقات الاجتماعية فيه، منذ 5 يونيو/ حزيران الماضي، وتوصلت الصحيفة من خلال مقابلات أجرتها مع صيادين ورجال أعمال وغيرهم، إلى أن "هناك تغييرات اجتماعية واسعة حصلت في المنطقة منذ ذلك التاريخ".

في الصباح الباكر تجلس مجموعة من الصيادين المتقاعدين على ميناء في دبي، يلعبون الورق ويتناولون التمور ويشربون القهوة في مجلس الميناء، وهو مكان تقليدي للقاءات. يقولون إنهم لا يكترثون للأزمة الخليجية التي عصفت بالمنطقة منذ مطلع يونيو/ حزيران، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات مع قطر وفرض حصار بري وجوي على الدوحة.

"عندما تتعلق الأمور بالسياسة فإن لا علاقة لنا بالأمر". قال الإماراتي ثاني عبيد، مضيفاً أنه: "إذا عبّر كل شخص عن رأيه ستكون هناك فوضى".

عبيد (65 عاما) وسالم جمعة (70 عاما) قالا إنهما مؤمنان بقيادة المنطقة وبحكمتها في قيادة الخليج لأننا "جميعاً هنا عبارة عن عائلة". وأضاف: "الخليج هو الوطن. من السعودية وحتى رأس الخيمة (الإمارات) إلى عُمان. جميعنا إخوة وأبناء عمومة وأصدقاء". قال جمعة.

وترى الصحيفة أن النظام الاجتماعي السائد في الخليج جعل العلاقات طوال سنوات علاقات متينة، نتيجة تقارب العائلات والشيوخ، لكن حصار قطر جعل ذلك يتغير، إذ تجاوزت الأزمة خطوطاً حمراء جعلت من الأمور التي كانت ممنوعة مسموحة والعكس صحيح.

وكان من أهم هذه التقاليد، حسب التقرير، هو أن تحقير رئيس حكومة خليجية أخرى كان يقابل بالعقاب والسجن، لكن وبعد الأزمة الخليجية تغيرت هذه القواعد، إذ قامت السعودية والإمارات والبحرين بتحذير كل من يتعاطف مع قطر أو ينتقد الإجراءات التي اتخذت ضدها بالسجن والغرامة.

وجرى طرد المواطنين القطريين من ثلاث دول بعد سنوات طويلة من حرية التنقل بلا تأشيرة داخل الخليج، كذلك تم قطع المواصلات مع قطر، وأغلقت السعودية الحدود البرية، ما أثر على استيراد الأغذية.





ومع أن المسؤولين في السعودية والإمارات أكدوا أن الإجراءات لا تستهدف المواطنين القطريين بل الحكومة، إلا أن هذا لم يعنِ كثيراً للقطريين الذين قالوا إن الحصار على دولتهم وقيادتهم يعتبر اعتداء على المجتمع ككل.

وقال القطري أحمد الخيلة للصحيفة الأميركية: "إذا تكلموا عن أميرنا فكأنهم تكلموا عنا. الحصار والإغلاق جعل التضامن مع قطر غير شرعي. هذا كله ضدنا". مضيفاً أنه يؤمن أن العلاقات بين القطريين والآخرين في دول الخليج أصبحت حساسة جداً.

كثير من القطريين يؤمنون بقضيتهم، ومع موجة من الوطنية العارمة اجتاحت البلاد، تم وضع كثير من الصور للأمير على واجهات الأبراج السكنية والبنايات العالية والسيارات والشوارع في العاصمة كلها.

وأدى طرد القطريين إلى فصل الأسر ذات الجنسية المختلطة، والأبناء عن الآباء والأزواج عن زوجاتهم. وبعد موجة غضب عام من ذلك، قالت دول الخليج الثلاث إن الاستثناءات ستقدم لأفراد العائلة المباشرين، على الرغم من أن المنظمات الحقوقية تقول إن الطلاب والأسر لا تزال تتأثر.

من جهته، قال حمد الكليب، رجل الأعمال الكويتي (38 عاماً)، إن الأزمة "تبدو وكأنها معركة تعالٍ" بين كبار المسؤولين. وتحاول الكويت، والتي ظلت محايدة، التوسط في الأزمة. وقال إن: "التوتر بين قطر والسعودية مع حلفائها يعرض بالتأكيد جميع علاقاتنا الاجتماعية للخطر".

ونشرت وسائل الإعلام السعودية والإماراتية عدداً من التقارير التي تحرّض ضد قطر، متهمة إياها برعاية الإرهاب ومحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة، في حين تؤكد قطر أن هذه الاتهامات ذات دوافع سياسية ولا تعدو كونها حملة افتراءات تسعى إلى شيطنة الدوحة.
وأثارت هذه الأعمال وسماً على "تويتر" لدعم قطر، وقيل في وسم آخر إن السعوديين لا يزالون يرحبون بالعلاقات مع المواطنين القطريين.

في المجلس بميناء دبي يهز الصيادون رؤوسهم عندما يأتي ذكر "تويتر"، إذ لا يوافقون على الكلمات الشرسة التي يتم تداولها عبر الإنترنت. يقول عبيد: "إذا أضفت الوقود إلى النار سوف يكبر الحريق".