النائب العام المصري: بكتيريا "إي كولاي" وراء وفاة السائحين البريطانيين بالغردقة

اعترف النائب العام المصري، المستشار نبيل صادق، اليوم الأربعاء، في بيان حول واقعة وفاة سائحين بريطانيين بمدينة الغردقة، أن سبب الوفاة هو التسمم الغذائي ببكتيريا "إي كولاي"، تأكيدا لما أعلنته وكالة السفر البريطانية "توماس كوك" قبل نحو أسبوع.

ونقل بيان النائب العام المصري عن تقرير الطب الشرعي حول حالة جثماني السائحين "خلوهما من أيّ إصابات أو علامات تفيد بحدوث عنف جنائي أو مقاومة"، وأن وفاة السائحين "يرجح أن يكون بسبب إصابتهما بالبكتيريا؛ لكونهما مقيمين بذات الغرفة وتلازمهما في التنقل، وتناول ذات الطعام".

وقالت توماس كوك، عقب صدور البيان المصري، إنها "لم تطلع على التقرير الكامل بشأن وفاة السائحين البريطانيين، وتحتاج إلى وقت كي يتسنى لخبرائها مراجعته"، بحسب رويترز.

وذكرت الوكالة السياحية في بيان سابق، أن "اختباراتها على الطعام في الفندق الذي توفي فيه السائحان البريطانيان نهاية الشهر الماضي، كانت تحتوي على مستويات عالية من بكتيريا (إي كولاي) المعوية والمكورات العنقودية".

وقال البيان المصري إنه "بتاريخ 13 أغسطس/ آب، وصل السائحان البريطانيان جون كوبر، وزوجته سوزان إلين كوبر، إلى فندق (شتيجنبرجر أكول ماجيك) بمدينة الغردقة، وبرفقتهما نجلتهما وأحفادهما، ضمن فوج سياحي. وبتاريخ 21 أغسطس، قامت ابنتهما باستدعاء طبيبي الفندق لتوقيع الكشف الطبي على والدها، حيث تبين للطبيبين وفق ما تضمنه تقريرهما، أن جون كوبر يعاني من قيء وإسهال منذ الثانية فجرا، وقدم الطبيبان له العلاج، إلا أن حالته أخذت في التدهور إلى أن توفي بغرفته، وأفاد الطبيبان المعالجان بأن سبب الوفاة هو توقف عضلة القلب".

وتابع البيان: "أثناء ذلك أبلغت الزوجة سوزان كوبر، ابنتها بشعورها بالإعياء، فاصطحبتها والطبيبين إلى عيادة الفندق للعلاج، وحين لاحظ الطبيبان عدم استجابتها للعلاج قاما باستدعاء سيارة الإسعاف، وتم نقلها لأحد المستشفيات، الذي أفاد أن السيدة وصلت إلى المستشفى في حالة توقف للدورة الدموية والتنفسية، ولم تستجب لإجراءات الإنعاش القلبي الرئوي التي استمرت لمدة ثلاثين دقيقة، فتوفيت، وتم إبلاغ النيابة العامة التي انتقل فريق من محققيها إلى الفندق الذي كان يقيم به المتوفيان، حيث تم التحفظ على الغرفة، وكل متعلقاتهما، بما في ذلك العقاقير الطبية".




وقررت النيابة العامة تكليف الطب الشرعي تشريح الجثمانين، وإجراء الفحوص المعملية لبيان سبب الوفاة، وندب لجنة من أساتذة كلية الهندسة لفحص الأجهزة الموجودة بالغرفة؛ لما ذكرته ابنتهما وحفيدتهما من وجود رائحة غريبة، وندب لجنة من أساتذة السموم بالجامعات المصرية وخبراء المعامل المركزية بوزارة الصحة لإجراء التحاليل المعملية اللازمة، وندب لجنة من مديرية الصحة بالغردقة لسحب عينات من مياه الشرب بالفندق، وعينات من الأغذية والمشروبات التي تقدم للنزلاء، فضلا عن إجراء فحص طبي للعاملين بالتغذية والمشروبات بالفندق.


وبفحص جثمان المتوفى جون كوبر (69 سنة) تبين أنه كان يعاني تضخما في عضلة القلب، وضيقا بالشريان التاجي، وأن الوفاة كانت نتيجة لتوقف عضلة القلب وعضلة التنفس، وأثبت التحليل أن العينات المأخوذة من جثمان المتوفى إيجابية للبكتيريا المعوية (إي كولاي)، التي تسبب الإسهال الشديد والغثيان المؤدي للقيء، وهو أمر يعد من عوامل الخطورة نظرا لكبر سن المتوفى وحالته الصحية، وانتهى تقرير الطب الشرعي إلى أن "الوفاة ناتجة عن النزلة المعوية الشديدة التي سببتها الإصابة بالبكتيريا".

أما بالنسبة لجثمان سوزان كوبر (64 سنة)، فإن التشريح كشف عن أنها لا تعاني من أمراض سوى ضيق بسيط في الشرايين التاجية المغذية للقلب، وأنه لا يوجد سبب عضوي مزمن من شأنه إحداث الوفاة، وأشار إلى أن الوفاة سببها إصابتها ببداية متلازمة الانحلال الدموي اليوريمي، ويرجح أن يكون ذلك بسبب إصابتها بالبكتيريا نفسها.





كما أفاد التقرير بأنّ الرائحة غير المعلومة، تبين أنها نتيجة تسرّب مبيد حشري استُخدم في الغرفة المجاورة، ونفى التقرير أن يكون لذلك علاقة بوفاة السائحين، فضلا عن عدم وجود أي أثر له في دم المتوفيين.

وتبين خلو عينات مياه الشرب بالفندق من البكتيريا أو الفطريات الضارّة، كما نفى التقرير وجود أي تسمم غازي بدماء المتوفيين، وأفاد بخُلوّ الغرفة من الانبعاثات الغازية وسلامة أجهزة للتكييف والأجهزة الأخرى بالغرفة. كما تبين إصابة 3 من العاملين بقسم الأغذية والمشروبات بالفندق بالبكتيريا.