أكدت الأمم المتحدة أن المواد الأفيونية المخدرة تتسبب بنحو 76 في المائة من الوفيات الناجمة عن سوء استخدام الدواء، وأن الاستخدام غير الطبي للعقاقير يهدد الصحة العامة، خصوصاً أن إنتاج الكوكايين والأفيون ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة.
وذكر تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، أمس الثلاثاء لمناسبة اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، أن دواء الفينتانيل يمثل مشكلة في أميركا الشمالية، فيما يزداد القلق الناجم عن سوء استخدام عقار الترامادول في بعض أجزاء أفريقيا وآسيا.
وأوضح التقرير المنشور على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني، أن توفر العقارين مهم لتخفيف آلام المرضى، إلا أن تجار المخدرات يقومون بإنتاجهما بشكل غير قانوني، وبيعهما للاستخدامات غير الطبية بما يلحق ضررا كبيرا بالصحة.
وقال المدير التنفيذي للمكتب، يوري فيدوتوف، إن التقرير يظهر أن أسواق المخدرات تتوسع، إذ وصل إنتاج الكوكايين والأفيون إلى مستويات عالية غير مسبوقة على الإطلاق بما يمثل تحديات متعددة على أصعدة عدة.
وأكد أن المكتب ملتزم بالعمل مع كل الدول لإيجاد حلول متوازنة ومتكاملة وتحقيق التقدم على مسار تطبيق أهـداف التنمية المستدامة.
وأوضح المكتب أن العلاقة القوية بين الأبناء والوالدين يمكن أن تمنع السلوكيات الخطرة حتى في ظل الظروف الصعبة، ناصحاً بضرورة الإنصات إلى الأبناء ومنحهم وقتا واهتماما بدون تشتيت، والإطراء عليهم. وأشار إلى أن الأبناء الذين يتلقون مشاعر الحنان يقل احتمال تعاطيهم المخدرات بنسبة 20 في المائة، وأن على الأهل أن يكونوا على دراية بما يفعله الأبناء.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالة بمناسبة اليوم الدولي، إن التحديات المتعلقة بالمخدرات من "أكثر المشاكل التي نواجهها تعقيدا إذ إن لها آثارا واسعة النطاق على الصحة والرفاه والأسر والمجتمعات والأمن والتنمية المستدامة".
وذكر أن التصدي لتلك التحديات يتطلب تركيزا شموليا في عدد من الجبهات، مشددا على أهمية التعاون الدولي والاستجابات الفعلية في مجال تنفيذ القانون لوقف شبكات الجريمة المنظمة وتجار المخدرات، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وفقا للمعايير الدولية.