الطيران يستهدف المراكز الطبية في سورية

28 ابريل 2016
قتل وأصيب العشرات في استهداف مستشفى القدس (فرانس برس)
+ الخط -
كثفت الطائرات الروسية والنظامية السورية استهدافها للمراكز الطبية في مختلف المحافظات السورية، خلال الأيام الأخيرة، خصوصاً في مدينة حلب التي تتعرض لحملة قصف مكثفة، حصدت، منذ أسبوع، مئات القتلى والجرحى.

في هذا الإطار، أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" تدمير مستشفى القدس في حي السكري في حلب الخاضع لسيطرة المعارضة، والذي تديره المنظمة. وأعلنت مصادر محلية ارتفاع عدد ضحايا تلك الغارة إلى أربعين شخصاً، من بينهم أطباء وممرضون. وكان من بين الضحايا طبيب الأطفال الوحيد في حلب محمد وسيم معاذ، الذي نعته المنظمة.

كما طالبت منظمة الأطباء المستقلين (IDA)، التي نعت معاذ، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية الأطباء والمستشفيات الميدانية العاملة على الأرض، وتحييدهم عن الصراع والاعتداءات العسكرية.

سبق للطيران الروسي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قصف أحد المستشفيات الميدانية في محافظة إدلب ما أدى الى مقتل 13 شخصاً.

كما اتهمت الجمعية السورية الأميركية الطبية، التي تعمل في سورية، الطائرات الروسية بشن تسع غارات على 5 مستشفيات ومراكز طبية في مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة، ما أسفر عن مقتل عمال في المجال الطبي.

في فبراير/ شباط الماضي، قصفت الطائرات الروسية ثلاثة مستشفيات، من بينها مستشفى لمنظمة "أطباء بلا حدود"، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من بينهم أطفال ونساء.

كما تعرضت مدينة إعزاز لغارات من الطيران الروسي، استهدفت إحداها محيط مستشفى التوليد والأطفال، وسط المدينة، ما تسبب في إخراجه من الخدمة.

وكانت منظمة العفو الدولية اتهمت روسيا والنظام السوري في مارس/ آذار الماضي بتعمد استهداف المستشفيات والمرافق الطبية في سورية، في إطار خطة عسكرية ممنهجة. وقال تقرير للمنظمة إنّ الطيران الحربي قصف، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بشكل متعمد ومنظم، مستشفيات ومرافق وعيادات طبية في ريف حلب الشمالي. وأضاف أنّ هذا القصف جاء بهدف تمهيد الطريق أمام التقدم البري على الأرض لقوات النظام السوري في شمال حلب مع تفريغ المناطق من السكان. وأشار التقرير إلى أنّ استهداف المستشفيات والمرافق الطبية كان يتواصل حتى في الأوقات التي كانت تجري فيها اتفاقات هشة لوقف إطلاق النار.

واستندت المنظمة إلى شهادات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وأفادت أنّ ما لا يقل عن 27 مستشفى، منها ثمانية مستشفيات في حلب، تعرضت للقصف الروسي منذ سبتمبر/ أيلول الماضي. كما أبلغت الجمعية الطبية الأميركية السورية عن استهداف 13 مستشفى على الأقل في حلب وحدها منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.



في 15 فبراير/ شباط الماضي، اتهم المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل، روسيا والنظام السوري بارتكاب جرائم حرب بعد استهدافهما عدداً من المراكز الطبية والمدارس، من بينها مستشفى منظمة "أطباء بلا حدود"، ومستشفى 101 في ريف إدلب، ومستشفيا إعزاز وأورم الكبرى في ريف حلب. وأدى ذلك إلى مقتل نحو 50 مدنياً.

وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" وثقت 94 هجوماً جوياً وقصفاً مدفعياً على 63 مرفقاً طبياً مدعوماً منها عام 2015، ما تسبب بدمار كامل لـ12 منها، وأدى إلى مقتل 81 موظفاً في الطواقم الطبية التي تدعمها. كما أحصت المنظمة سقوط نحو 7 آلاف قتيل ونحو 155 ألف جريح عام 2015 في المرافق الطبية التي تدعمها في سورية.

وذكرت المنظمة أنّ هذه الحصيلة تدعو إلى القلق، لا سيما أنّ "عدد المرافق المدعومة من منظمة أطباء بلا حدود ما هو إلاّ جزء صغير من المرافق الطبية المؤقتة والرسمية في سورية". ونددت المنظمة بـالهجمات التي تستهدف الطواقم الطبية والهيئات الصحية مباشرة بعد مضي وقت قصير على هجوم أوّلي، بحيث يتزامن الهجوم الثاني مع وصول فرق الإنقاذ الى المكان لنقل الجرحى الى المراكز الطبية.

إلى ذلك، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مجلس الأمن الدولي إلى تعليق المبيعات والمساعدات العسكرية، بما فيها التدريب والخدمات التقنية، إلى جميع القوى التي تورطت بانتهاكات خطيرة في سورية. كما دعت المنظمة في بيان لها اليوم إلى "تبني عقوبات تستهدف القادة من جميع الجهات التي تورط مقاتلوها في انتهاكات خطيرة، أو القادة المسؤولون مباشرة عن انتهاكات خطيرة، وإلى الالتزام بعملية ذات مصداقية لضمان المساءلة الجنائية لجرائم جميع الأطراف". وأشارت المنظمة الى أنّ القادة الغربيين أهملوا خلال اجتماعهم في ألمانيا الإثنين الماضي فرصة التركيز على ضرورة حماية المدنيين في سورية.