مصر.. الإهمال الطبي يقتل مزيدا من المرضى

25 فبراير 2016
الإهمال الطبي بمصر يسبب الوفاة (العربي الجديد)
+ الخط -
توفي مواطن مصري وأصيب أربعة آخرون، بمدينة المحلة الكبرى، شمال غرب القاهرة، جراء حقنهم بمضاد حيوي رخيص، في حادثة تكررت مرات عديدة، حيث يسبب الإهمال الطبي حالات وفاة وإصابات مستديمة.

وبعد إصابة أكثر من 13 شخصاً بالعمى داخل مستشفى طنطا قبل عام، جراء حقنهم بمادة "الأفاستن" المحرمة دولياً، على سبيل التجربة، توفي اليوم عامل بمدينة المحلة الكبرى بنفس المحافظة، وأصيبت أربع سيدات بتشنجات وارتفاع في درجة الحرارة ورعشة شديدة، بعد حقنهم بمضاد حيوي رخيص يدعى "زورين"، بديلاً عن المضاد الحيوي "سفوتاكس" بمستشفى المحلة العام، وحاولت إدارة المستشفى التعتيم على الواقعة وعدم الإفصاح عنها خشية التداعيات.

إحدى المصابات طفلة تدعى ماهي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، قال والدها محمد حمودة سعدان، إن طفلته دخلت المستشفى قبل أربعة أيام مصابة باشتباه التهاب في الزائدة الدودية، وأعطاها الطبيب حقنة مضاد حيوي، وأصبحت تعاني من ارتفاع شديد في درجة الحرارة ورعشة شديدة وتشنجات، ولم تتحسن حالتها الصحية.

وعندما سأل الأب الطبيب عن الأعراض التي تظهر على الطفلة، أجاب أن السبب يتعلق بالمضاد الحيوي الجديد، ورجح أطباء آخرون أن تكون الحقن ذاتها فاسدة أو المحلول بداخلها هو الفاسد، وقالوا إنهم سيحللون العينات.

لم يتمالك محمد أعصابه وكان يصرخ قائلا إن ابنته تموت، وطلب أن يتم إخراجها من المستشفى فورا، ليأخذها إلى طبيب آخر، منتقدا التعامل مع أرواح الناس وكأنها لعبة. وطالب بالتحقيق في الواقعة والتأكد من سلامة الدواء الوارد للمستشفى وبيان صلاحيته للاستخدام من عدمه، حتى لا تتعرض حياة المرضى للخطر.

أما المصابة الثانية، نوال السيد محمد، فدخلت المستشفى تعاني من مغص كلوي شديد وأعطيت المضاد الحيوي، والذي أصابها برعشة شديدة وارتفاع في درجة الحرارة وزيادة ضربات القلب، وقالت: "عانيت من نوبات سخونة وبرد شديدين. الممرضات غطينني بالعديد من البطانيات، لكن شعوري بالبرد لم يتوقف، بقيت حتى الخامسة صباحا على الحال هذه".

وأشارت إلى أنها سمعت الأطباء يتحدثون عن حقنة فاسدة أخذتها، وأن ثلاث حالات دخلت المستشفى بعدها وتعرضت للمشكلة ذاتها بسبب الحقنة نفسها.

بينما قالت المصابة الثالثة، إيمان عاطف محمد موسى، إنها دخلت المستشفى بسبب تعب شديد بعد استئصال المرارة، وعانت من الأعراض السابقة ذاتها بعد أخذ الحقنة، وازدادت حالتها سوءا، وفقدت الوعي لدرجة أن الممرضين ظنوها ماتت.

وظهرت نفس الأعراض على المريضة، ممدوحة فؤاد عبد القادر (37 سنة)، بسبب الحقنة، وأنكر الأطباء أن يكون الدواء هو السبب، معتبرين أنها تتظاهر فقط، إلى أن ظهرت الأعراض فيما بعد على ثلاث حالات أخرى، فطلب زوجها إخراجها من المستشفى لعلاجها عند طبيب آخر، فيما أكد مدير القطاع الطبي في مستشفى غزل المحلة العام، علي النوساني، أن الحالات الأربع المحجوزة بالمستشفى تم إعطاؤها عقار "الزورين" وهو مضاد حيوي سعره رخيص ومتوفر في الصيدليات، وتم إعطاؤه للحالات كبديل لعقار "السيفوتاكس"، وأضاف أن الحالات الأربع أصيبت بحساسية شديدة ورعشة وسخونة بعد إعطائها المضاد الحيوي البديل، وأن هذه الحالات تبين أن لديها حساسية من هذا العقار.

وأكد النوساني أن صيدلية المستشفى تصرف العقار للمرضى، وهو أيضا متوافر بجميع الصيدليات، وقال إنه تم التوثيق في أوراق المرضى أن لديهم حساسية من عقار "الزورين"، حتى لا يتم إعطاؤهم إياه مرة أخرى.


اقرأ أيضاً: تشويه صورة الأطباء... جديد الإعلام المصري