"يونيسكو": العنف والبلطجة يطاولان ربع أطفال المدارس في العالم

18 يناير 2017
تأثيرات صحية ونفسية للتنمر (تويتر)
+ الخط -




أعلنت منظمة "يونيسكو" أن من بين أكثر من مليار طفل في المدارس حول العالم، يتعرض ربعهم لأعمال البلطجة والعنف المدرسي.

وتأتي الإحصائية المثيرة للقلق في تقرير جديد صادر عن "يونيسكو"، يفيد بأن الأكثر عرضة للخطر هم في كثير من الأحيان من الفقراء أو من الأقليات العرقية أو اللغوية أو الثقافية.

وأفاد تقرير "العنف المدرسي والبلطجة: تقرير الوضع العالمي"، الصادر عن "يونيسكو" بالتعاون مع معهد الوقاية من العنف المدرسي في جامعة إيهوا النسائية في سيول في كوريا الجنوبية، بأن 34 في المائة من الطلاب الذين تراوح أعمارهم بين 11 و13 عاما ذكروا أنهم تعرضوا للمعاملة القاسية خلال الشهر السابق لإجراء المسح، 8 في المائة يتعرضون للبلطجة يوميا، وفقا لبيانات من 19 دولة ذات دخل منخفض ومتوسط.

وقال المسؤول في منظمة "يونيسكو"، كريستوفر كاسل، في حوار هاتفي مع أخبار الأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، عشية إطلاق التقرير: "إن إحدى نتائج التقرير اللافتة هي أنه من الواضح جدا أن جميع الأطفال يتعرضون للعنف والبلطجة في المدارس، ولكن بعضهم يتعرض لهما أكثر من غيره".

ورأى أن "من الأسباب التي تعزز احتمالية تعرض الأطفال للعنف والبلطجة في المدارس هي معاناتهم من إعاقة ما. ونحن نعلم أن أوجه التفاوت بين الجنسين يمكن أن تزيد أيضا من نقاط الضعف، إذ إن الفتيات والشابات أقل قوة من الفتيان والشبان، على سبيل المثال. كما أن الفقر والوضع الاجتماعي من العوامل التي تحفز العنف والبلطجة في المدارس".



وتابع "الطلاب الذين لديهم اختلافات عرقية أو لغوية أو ثقافية مختلفة تزيد مخاطر تعرضهم للعنف والبلطجة. المظهر الخارجي، إذا كان الطالب زائد الوزن، على سبيل المثال، أو يبدو مختلفا، له خصائص فيزيائية مختلفة، أي شيء مختلف عن الأغلبية، يمكن أن يجعله أكثر عرضة للخطر. أيضا الأطفال والشباب الذين لديهم ميول جنسية مختلفة".

مخاطر التنمر والعنف في المدارس تحتاج علاجا (تويتر) 





ويتضمن العنف في المدارس البلطجة والمضايقات الجسدية والنفسية والجنسية، التي وجد أن لها تأثيرا سلبيا على تعلم الطلاب، فضلا عن صحتهم العقلية والعاطفية.

كما تظهر مجموعة من الدراسات أن الأطفال والشباب الذين تعرضوا للبلطجة بسبب مثليتهم الجنسية في خطر متزايد من الإصابة بالإجهاد والقلق والاكتئاب وتدني احترام الذات والعزلة، كما تراودهم أفكار إيذاء النفس والانتحار.

وحذر كاسل أيضا من أن ضحايا العنف المدرسي والبلطجة لا يأمنون شروره حتى في منازلهم، وقال: "البلطجة الإلكترونية أو البلطجة على الإنترنت آخذة في الازدياد. العنف المدرسي والبلطجة سلسلة متصلة. سواء كان ذلك يحدث في العالم الحقيقي، في المدرسة أو حولها، أو ما إذا كان ولا يزال يحدث عبر الإنترنت، إنها في تزايد. والسبب في ذلك يرتبط بأن المزيد من الأطفال والشباب يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي".

وأطلق التقرير في ندوة دولية حول العنف المدرسي والبلطجة في سيول، بهدف دعم الجهود العالمية لضمان استفادة جميع الأطفال والمراهقين من حقوقهم الأساسية في التعلم في بيئة تعليمية آمنة.



ويوصي التقرير بعدد من الإجراءات ذات الأولوية لمعالجة العنف المدرسي والبلطجة، وبصفة خاصة تعزيز القيادة والوعي وإقامة شراكات وإشراك الأطفال والمراهقين، وبناء قدرات المعلمين وإنشاء نظم إعداد التقارير وتحسين جمع البيانات والأدلة.

ومن المتوقع أن يقدم المشاركون في الندوة توصيات بشأن كيفية مكافحة العنف والبلطجة في المدارس، بالإضافة إلى دراسة سبل إنشاء منصة جديدة لتعزيز رصد التقدم المحرز في هذا المجال، تماشيا مع الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم والأهداف الأخرى.


(العربي الجديد)


المساهمون