حرّ وإغماء ومياه شرب ساخنة في مخيمات العراق

13 يوليو 2016
الحرارة تخطت 45 درجة مئوية (أحمد موسى- فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
أكثر ما يحتاجه النازحون في مخيمات الأنبار وبغداد هو الماء البارد، مع وصول درجات الحرارة إلى معدلات مرتفعة جداً. ولكن انقطاع الكهرباء وعدم كفاية قوالب الثلج للآلاف منهم، يبقيهم عرضة للإغماء والجفاف وأمراض الكلى.


ومع وجود أغلب المخيمات في مناطق صحراوية، حيث تشتد حرارة الصيف، تنعدم الكهرباء وتشح مياه الشرب المبردة، كما تقلّ قطع الثلج التي توزعها بعض المنظمات على النازحين لتبريد المياه.

وتبرز حاجة النازحين في المخيمات لقوالب الثلج التي يكافح ناشطون ومنظمات مدنية لتوفيرها لهم، لكنها تبقى غير كافية لتبريد مياه الشرب، مع تخطي درجات الحرارة 45 درجة مئوية.

وأوضح الناشط المدني حسن الدليمي أن "حرارة الجو اللاهبة وعدم وجود الكهرباء في المخيمات، إحدى أكثر المشاكل التي يعاني منها النازحون، فليس من المعقول أن يشربوا الماء الساخن في درجة حرارة تفوق 45 درجة مئوية".

وأضاف لـ"العربي الجديد": "نوزع قوالب الثلج لتوفير الماء البارد للنازحين، والتي يتبرع بها الميسورون، لكنها لا تكفي لسد حاجة الآلاف منهم، وجدنا كثيرين قد أصيبوا بالإغماء بسبب الحرارة وعدم وجود ماء بارد للشرب".

وتمتد مخيمات النازحين من بغداد نحو أبو غريب وصولاً إلى جسر بزيبز وعامرية الفلوجة والمدينة السياحية والخالدية ومناطق غرب الرمادي، والتي أنشئت أغلبها في مناطق صحراوية بعيدة عن المدن، في وقت لا توجد فيه مساعدات كافية لهم.

ويكشف رئيس منظمة "رحمة" الإنسانية علي الحسيني أن "هناك أكثر من 30 مخيماً نظامياً ومخيمات أخرى عشوائية تضم آلافاً من الأسر النازحة، وأهم احتياجاتهم هو ماء الشرب البارد ما يعني ضرورة توفير إما كهرباء أو قوالب الثلج".


ولفت إلى أن "الحرارة الشديدة سببت جفافاً لعشرات النازحين، وعجزاً كلوياً أدى إلى وفاة بعضهم، في حين يمر الأطفال وكبار السن والمصابون بالأمراض المزمنة بوضع مأساوي تحت وطأة حرارة الجو الشديدة جداً".

في هذه الأثناء، تغيب الجهود الحكومية بحسب ناشطين ميدانيين، وتتحمل المنظمات الإنسانية المدنية الثقل الأكبر، كما يتبرع ميسورون بأموال لشراء قوالب الثلج ومستلزمات حفظ الماء بارداً أطول فترة ممكنة.

ويستخدم النازحون وسائل بدائية جداً لحفظ الماء بارداً منها لف قناني الماء البلاستيكية بقطع القماش المبلل، كما يبللون المناشف ويلفون بها أنفسهم لتبريد أجسادهم بسبب حرارة الجو المرتفعة.


وتتركز مخيمات الأنبار الأوسع في العراق بدءاً من عامرية الفلوجة، وصولاً إلى مناطق غرب الرمادي حيث الكيلو 160 والكيلو 18 التي تضم آلافاً من النازحين من الفلوجة والرمادي وهيت ومناطق وبلدات أخرى.

مدير منظمة "خير" الإنسانية سامي العلي بيّن أن "فصل الصيف يبرز فيه احتياج النازحين الأكبر للنازحين إلى مياه الشرب الباردة في الصيف الحار، ولهذا نحن نواجه مصاعب كبيرة في جمع أكبر عدد من قوالب الثلج لتوزيعها عليهم بواقع ربع قالب لكل خيمة".

وتابع "الحر الشديد بلا ثلج يهدد بالموت عددا كبيرا من النازحين، وحصل فعلاً وتوفي عدد منهم بسبب الجفاف وحرارة الجو مثل العام الماضي والذي قبله، وما نواجهه من صعوبات كبيرة هو قلة التمويل واعتمادنا على المتبرعين".

وأشار إلى شحّ المستلزمات الحياتية للنازحين في المخيمات، لافتاً إلى تساؤل النازحين والناشطين والمنظمات الإنسانية عن مصير أموال النازحين التي تسلمها مجلس محافظة الأنبار.

وكان مجلس الأنبار صوّت بالإجماع على إيقاف صرف أموال النازحين، ما أثار فضيحة كبرى أسفرت عن إقالة محافظ الأنبار صهيب الراوي، وإثارة موجة غضب شعبية واتهامات لمجلس المحافظة بالتلاعب بأموال النازحين.

المساهمون