ذكريات أسير فلسطيني مهددة بِقرار الاحتلال هدم منزله

19 اغسطس 2015
إخطار بهدم منزل الأسير الهشلمون
+ الخط -


سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، سكان البناية التي يعيش فيها الأسير الفلسطيني، ماهر الهشلمون، (32 عاماً)، إخطاراً بهدم منزله في الطابق الثالث، بعد اتهامه تنفيذَ عملية دهس مستوطنين بالقرب من مفترق "غوش عتسيون" جنوبي بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة أواخر العام الماضي.

واقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي البناية السكنية المكونة من خمسة طوابق، وسلمت الجيران إخطاراً يقضي بإخلاء منزل الأسير الهشلمون، تمهيداً لهدمه في غضون يومين، حيث أمهل جيش الاحتلال الجيران، حتى الحادي والعشرين من الشهر الحالي، للاعتراض على قرار الهدم.

عائلة الهشلمون، كانت قد أخلت المنزل بعد أيام من تنفيذ الهشلمون العملية، وانتقلت للعيش في بلدة أخرى في مدينة الخليل، تاركة خلفها عشرات الذكريات.

وتقول بهية الهشلمون زوجة الأسير، ماهر الهشلمون، لـ"العربي الجديد" "قمنا بإخلاء المنزل فور سماعنا نبأ العملية تحسباً لهدمه. في الفترة ذاتها كان هناك قرار من الاحتلال يقضي بهدم منازل منفذي العمليات في الضفة الغربية والقدس المحتلة".

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "اقتحم المنزل، خلال الشهور الماضية، أكثر من سبع مرات، وأخطر الجيران في الشهر الأول بعد العملية بهدم المنزل، لكنه لم يسلم الإخطار للعائلة، في الوقت الذي كنا فيه منشغلين بالأسير ومجريات محاكمته".

مريم (6 أعوام)، وعبادة (8 أعوام)، طفلا الأسير، ذكريات كثيرة في هذا المنزل على الرغم من صغر سنهما، وتقول الهشلمون، إن طفليها يسألان باستمرار عن غرفتيهما في المنزل، وعن ألعابهما، وعن الطقوس اليومية التي كانوا يعيشونها منذ ولادتهما هناك، فيما تستمر مريم بالبكاء كونها، لم تعتد بعد المنزل الجديد الذي تعيش فيه العائلة.

وأشارت الزوجة إلى أن ما يقلقها في الوقت الحالي، هو الحالة النفسية التي أصابت طفليها لكثرة سؤالهما عن والدهما، إضافة إلى منعهما مرتين من زيارته، والسماح لهما في مرة واحدة فقط، الأمر الذي أصابهما بحالة نفسية أثرت على وضعهما الصحي.

وتجهل زوجة الأسير الهشلمون الكيفية التي سيقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بهدم المنزل، وإن كان سيغلقه بالإسمنت المسلح، أو الطريقة التي سيتم بها الهدم.

واسترجعت الزوجة الشابة، خلال حديثها مع "العربي الجديد"، بعض الذكريات مع زوجها ماهر برفقة طفليهما "كنا سعداء نحتفل بالأعياد معاً، وبولادة طفلينا، إضافة إلى ذكريات يحملها أثاث المنزل وجدرانه وغرفه".

وكان الأسير الهشلمون نفذ عملية دهس وطعن مجموعة من المستوطنين قرب مفترق "غوش عتسيون" جنوب مدينة بيت لحم، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وقتل في العملية مستوطنة إسرائيلية وأصاب عدداً آخر، وأصدرت المحكمة الإسرائيلي ضده حكماً بالسجن مدة مؤبدين، وغرامة مالية، نحو 4 ملايين شيكل.