أظهرت دراسة جديدة أعدّتها منظمة الصحة العالمية أنّ النساء يعشنَ أكثر من الرجال، وذلك في كلّ أنحاء العالم، وليس فقط في أوروبا. وأوضحت المنظمة أنّ متوسّط العمر المتوقع للإناث المولودات في عام 2019 سوف يزيد بمقدار 4.4 أعوام عن متوسّط عمر الذكور المولودين فيه. وهو ما يعني أنّه من المتوقع للإناث المولودات في عام 2019 أن يعشنَ 74.2 عاماً في المتوسّط والذكور 69.8 عاماً.
ولاحظت المنظمة ارتفاعاً في متوسّط الأعمار في كلّ أنحاء العالم بين عامَي 2000 و2016، إذ إنّ متوسّط العمر ارتفع بمقدار 5.5 أعوام. وبحسب البيانات التي نشرتها، فقد ارتفع من 66.5 عاماً في عام 2000 إلى 72 عاماً في عام 2016. في ألمانيا على سبيل المثال، كان متوسّط الأعمار في عام 2000 نحو 78.1 عاماً، وفي عام 2016 ارتفع إلى 81 عاماً. وتشير المنظّمة إلى أنّ السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع هو تطوّر الصناعات الدوائيّة والطب والرعاية في بلدان كثيرة.
وربطت المنظمة طول عمر النساء بالمقارنة مع الرجال بعوامل عدّة، منها عوامل بيولوجيّة، ومنها سلوكية جرى اختبارها اجتماعياً ولها علاقة بالذكورة والهيمنة. كذلك فإنّ النساء عموماً يولينَ اهتماماً أكبر بصحتهنّ من الرجال، وعلى سبيل المثال استهلاك الكحول لدى النساء أقل ممّا هو عليه عند الرجال. وفي السياق صرّح معدّ التقرير الرئيس، ريتشارد سيبولسكيس، بأنّ "أكبر تقدّم تمّ إحرازه هو توفير رعاية صحية أفضل للأطفال دون سنّ الخامسة".
ووفقاً للتقرير الذي نشرته المنظمة، فإنّ الرجال يموتون أكثر من النساء لأسباب غير طبيعية، مع الإشارة إلى أن التقرير قسّم أسباب الموت إلى طبيعية وغير طبيعية. على سبيل المثال، الرجال ينتحرون أكثر من النساء بنسبة 75 في المائة. كذلك فإنّ عدد الرجال الذين يموتون في حوادث المرور مثلاً هو ضعفَي عدد النساء. أمّا جرائم القتل فهي تفتك بالرجال أكثر من النساء بأربعة أضعاف.
أمّا مفاجأة التقرير فكانت أنّ متوسّط العمر المتوقع يرتفع في الدول الغربيّة أو ما تسمّى بـ"دول الرفاه" بمعظمها، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية حيث معدّل الأعمار يتراجع عند الرجال والنساء على حدّ سواء. مثلاً، في عام 2014، كان متوسّط العمر المتوقع للأميركيين حديثي الولادة في ذلك العام هو 79 عاماً. بعد عام واحد (2015)، انخفض إلى 78.6 عاماً، وفي عام 2016 وصل إلى 78.5 عاماً. وأعادت المتخصصة في علم البيانات في منظمة الصحة العالمية، سميرة أسماء، هذا الانخفاض إلى "السمنة... السبب الأوّل".
وغداً، في السابع من إبريل/ نيسان، أي في يوم الصحة العالمي، سوف يُنشَر التقرير من ضمن الكتاب الإحصائي السنوي الخاص بالمنظمة، تحت عنوان "الرعاية الصحية للجميع". يُذكر أنّ أكثر من نصف سكان العالم لم يحصلوا بعد على الدعم الصحي الأساسي الكافي. وتهدف المنظمة إلى حصول أكثر من مليار شخص على مساعدات طبية إضافية بحلول عام 2023.