ناشطون لأجل الأسرى

02 فبراير 2015
يعاني أكثر من 25 أسيراً من السرطان (محمد الحجار)
+ الخط -
خلال السنوات الثلاث الماضية، عملت مجموعة "ناشطون لأجل الأسرى" على إيصال صوت الأسرى داخل سجون الاحتلال إلى العالم الخارجي، حيث يعانون في ظل الانتهاكات المستمرة بحقهم. ونظمت العديد من الاعتصامات أمام المؤسسات الحقوقية في محاولة لتغيير هذا الواقع.

وتسعى المجموعة إلى التواصل الدائم مع عائلات المعتقلين، إيماناً منها أن للدعم المعنوي إيجابيات كثيرة، حتى أن الأسير يشعر أن هناك مَن يتابع قضيته، ويحاول إيصال صوته، حتى لو كان يقبع خلف القضبان.

تضم المجموعة العديد من الأسرى المحررين، وناشطين في المجتمع المدني، وطلاب جامعات، ومتضامنين، تجمعهم قضية الأسرى. سماح أحمد، وهي ناشطة تهتم بقضايا الأسرى منذ نحو عشرة أعوام، تقول لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المجموعة تتعامل مع قضية الأسرى باعتبارها قضية إنسانية، وخصوصاً أنهم يتعرضون للاضطهاد والظلم".

دعماً لهذه القضية، نظمت المجموعة فعاليات عدة، وركزت على المرضى منهم، وخصوصاً المصابين بأمراض السرطان، والقدامى الذين أمضوا سنوات طويلة في السجون، وأولئك الذين ينفذون إضرابات بشكل دائم رفضاً لسياسة السجّان.

حتى اليوم، شاركت المجموعة في تنظيم خمسة إضرابات عن الطعام أمام خيمة الاعتصام، التي أقامتها بمحاذاة مقر الصليب الأحمر في غزة. استمر أحدها 17 يوماً، بالتوازي مع إضراب الأسير المحرر سامر العيساوي، الذي خاض أطول معركة إضراب عن الطعام في تاريخ الأسرى، وعُلّق الإضراب حين قررت هيئة السجون الإفراج عنه.

وتُعنى المجموعة حالياً بشؤون الأسرى المرضى الذين ينهشهم السرطان داخل السجن، وخصوصاً إبراهيم البيطار ومراد أبو معيلق وإياد أبو نصر، وترافق عائلاتهم التي تحضر كل يوم اثنين إلى خيمة الاعتصام.

تشير أحمد إلى "أننا نتضامن مع كل أسير بشكل مختلف، وذلك بحسب حالته الصحية. انطلاقاً من هنا، نسعى إلى إبراز قضيته أمام المؤسسات الحقوقية".

تلفت أحمد إلى وجود أكثر من 25 أسيراً يعانون من السرطان، وأكثر من 800 أسير يترددون على عيادات داخل السجون، ولا يحصلون إلا على مسكنات، عدا عن أن شركات الأدوية الإسرائيلية تقوم بتجارب عليهم، ما أدى إلى زيادة نسبة المرضى بينهم.

أيضاً، ساهمت المجموعة في إبراز قضية الأسيرات، ويصل عددهن إلى 19، بينهن عميدة الأسرى لينا الجربوني، التي دخلت عامها الـ14 في السجن. تعتمد المجموعة على برنامج "بسمة أمل"، الذي يعد أهم حلقة وصل بين الأسرى وأهاليهم. يقومون بزيارة عائلات الأسرى في بيوتهم، ويطلبون الحصول على جميع المعلومات الخاصة بهم.

وتتعاون المجموعة مع جمعيات عدة تُعنى بالأسرى، منها "واعد للأسرى"، و"حسام" و"موجة القدس"، بالإضافة إلى الإذاعة المخصصة للأسرى "إذاعة الأسرى"، لتوجيه رسائل إليهم عبر الأثير. وبعد الافراج عن أي أسير، تشارك المجموعة في استقباله عند معبر بيت حانون.

من جهته، يقول الناشط يوسف بعلوشة، وهو أحد أعضاء المجموعة، لـ"العربي الجديد"، إننا "رفضنا بشكل تام العروض لتمويلنا، حتى لا نكون تابعين لجهة معينة. فعملنا يصب في خدمة الأسرى". ويشير إلى أن النشاطات التي تقوم بها المجموعة تعتمد على مبالغ بسيطة يتم جمعها من الأعضاء أنفسهم، مضيفاً أننا نسعى أيضاً إلى "التواصل مع العديد من المؤسسات الدولية في ما يتعلق بمصلحة الأسرى فقط".

وإلى الضفة الغربية، تعمل "ناشطون لأجل الأسرى" على التواصل مع أهالي المعتقلين من خلال مسؤولة العلاقات العامة نعمة أبو قينص. وعادة ما يتم التنسيق مع المجموعة في الضفة، لتنظيم وقفات التضامن بشكل موحد بهدف إبراز القضية. وبعد الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى ضمن صفقة وفاء الأحرار، عملت المجموعة على التنسيق مع 12 مدينة في الضفة والقدس وأراضي 48 وقطاع غزة، للمشاركة في إطلاق سراح باقي الأسرى.

بعد التحرير

تضم مجموعة "ناشطون لأجل الأسرى" عدداً من الأسرى المحررين، منهم محمد العديني الذي قضى 9 سنوات في السجن، وخرج ضمن صفقة وفاء الأحرار، وحازم العجلة الذي قضى 5 سنوات في الأسر، وعلاء أبو ستة الذي أُسر قبل اتفاقية أوسلو وخرج أيضاً ضمن صفقة وفاء الأحرار، وفريد القيسي، والمحررة المبعدة هناء شلبي، وياسر البيك، وحسين حمدان الذي قضى 7 سنوات في السجن، بالإضافة إلى رائد الحداد (10 سنوات).