ميانمار تكمل استعدادات عودة الروهينغا مع تنامي شكوك اللاجئين والأمم المتحدة

20 يناير 2018
فرّوا من النزاع في ولاية راخين (Getty)
+ الخط -

قال الإعلام الرسمي في ميانمار، اليوم السبت، إنّ البلاد تضع اللمسات النهائية على خطة عودة أول دفعة من الروهينغا المسلمين الذين فروا من النزاع في ولاية راخين، رغم تنامي الشكوك بشأن الخطة بين اللاجئين وفي الأمم المتحدة.

وذكرت صحيفة "غلوبال نيو لايت أوف ميانمار"، أن ني بو، رئيس وزراء ولاية راخين، "أصر على الانتهاء من وضع اللمسات النهائية على المباني والمراكز الطبية والبنية التحتية للصحة العامة"، خلال زيارته مخيمات استقبال العائدين في الولاية، أمس الجمعة.

ونشرت الصحيفة صورة لوفده يقف أمام بيت خشبي سيُستخدم في إيواء العائدين إلى المخيم القريب من بلدة مونجتاو. ويظهر في خلفية الصورة سياج يعلوه سلك شائك.

وفر أكثر من 655 ألفا ونصف من الروهينغا إلى بنغلادش، بعد حملة عسكرية نفّذتها ميانمار في الجزء الشمالي من ولاية راخين، ردا على هجمات شنها متشددون على قوات الأمن، يوم 25 أغسطس/آب. ووصفت الأمم المتحدة العملية بأنها تطهير عرقي للروهينغا، وهو ما تنفيه ميانمار.

وستبدأ ميانمار استقبال اللاجئين الروهينغا العائدين من بنغلادش في مركزي استقبال وفي المخيم المؤقت القريب من مونجتاو، اعتبارا من يوم الثلاثاء، وستستمر عملية العودة على مدى العامين المقبلين، في إطار اتفاق وقّعه البلدان، الأسبوع الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن بنغلادش ستقدم قائمة بأسماء العائدين المحتملين، مع وثائق إثبات إقامتهم في ميانمار.

وأضافت أن بعضهم سيعود برا، بينما سيعبر آخرون نهرا في المنطقة الحدودية. ويشعر بعض اللاجئين الروهينغا، في مخيم كوتوبالونج مترامي الأطراف في بنغلادش، بالتردد في العودة إلى بلدهم، قبل أن تقدّم ميانمار ضمانات لسلامتهم، إضافة إلى مطالب أخرى كتبها زعماء المخيم في قائمة، اطلعت عليها رويترز.

ومع استعداد ميانمار لبدء استقبال الروهينغا، هذا الأسبوع، قال وافدون جدد إلى المخيم لرويترز، إن فرار الروهينغا مستمر، في ظل العمليات العسكرية الدائرة في ولاية راخين.


وقالوا إن أكثر من 100 من الروهينغا المسلمين فروا من شمال ولاية راخين إلى بنغلادش، بينما ينتظر العشرات لعبور نهر ناف، الواقع على الحدود بين البلدين. وقال متشددون من الروهينغا، اليوم السبت، إن خطة الترحيل "غير مقبولة"، وإن "الحكومة البورمية تمارس الخداع والاحتيال عن طريق عرض تسكين اللاجئين الروهينغا فيما يطلق عليه مخيمات مؤقتة".

وقال جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان، في بيان على تويتر: "اللاجئون الروهينغا العائدون من بنغلادش لن يمكنهم أبدا الاستقرار في أراضي وقرى آبائهم وأجدادهم، وإنما سيقضون ما بقي من حياتهم، وربما ستقضي الأجيال القادمة حياتها في مخيمات الاحتجاز تلك".

وقالت ميانمار إنها ستبني مخيما مؤقتا يمكنه إيواء 30 ألفا من العائدين، قبل السماح لهم بالعودة إلى "أماكنهم الأصلية" أو "أقرب نقطة لأماكنهم الأصلية". ولم يستجب زاو هتاي، المتحدث باسم الحكومة، لطلب التعليق على (بيان جيش إنقاذ الروهينغا في أراكان).

وحذّر بول فرييز، المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في ميانمار، من التعجل في إعادة اللاجئين الروهينغا من بنغلادش بشكل دائم "من دون موافقة اللاجئين المبنية على المعرفة التامة بكل أبعاد الموقف، أو تطبيق العناصر الأساسية لحلول دائمة". وقال لرويترز "هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات لضمان عودة آمنة واختيارية ودائمة للاجئين إلى أماكنهم الأصلية، والقضاء على أسباب الأزمة من منبعها". وتساعد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في إدارة مخيمات اللاجئين، لكنها لا تشارك في عملية الترحيل بين بنغلادش وميانمار.

(رويترز)

المساهمون