لم تمرّ ساعات على إعلان خبر الزلزال الذي ضرب كلاًّ من العراق وإيران، حتى هرعت الحكومة التركية لإرسال المساعدات وفرق الإنقاذ إلى إقليم كردستان في شمال العراق لتقديم الدعم للمتضررين، بينما أصدرت رئاسة الوزراء التركية بياناً أكدت فيه وقوفها إلى جانب العراق وبدئها في إرسال المساعدات.
وأطلق الهلال الأحمر التركي حملة جمع تبرعات لدعم المتضررين من الزلزال، وأفاد بيان صادر عنه، اليوم الاثنين، أنه تم إطلاق حملة تبرعات في تركيا، لإيصال المساعدات إلى المتضررين من الزلزال.
في غضون ذلك، أكد مصدر تركي مطلع لـ"العربي الجديد" إمكانية حصول رفع جزئي للحظر الجوي على الإقليم، المطبق منذ استفتاء الانفصال، تبعاً لاحتياجات الإقليم الإنسانية. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم في بيان له: "نود أن يعرف إخوتنا المتأثرون بالزلزال وقوف تركيا إلى جانبهم بكلّ إمكاناتها، ولقد تحركت تركيا لتلبية احتياجات إخوتنا العراقيين الذين تأثروا بالزلزال ويأتي على رأسها المساعدات الطبية والمساعدات الغذائية، إذ خرجت أول قوافل المساعدات".
وأصدر الهلال الأحمر التركي بياناً أكد فيه خروج أولى قوافل المساعدات التركية المتوجهة إلى العراق. كذلك، أرسلت مديرية الكوارث والطوارئ التابعة لولاية وان التركية (شرق، تعرضت لزلزال مدمر عام 2011) ليلاً فريقاً للبحث والإنقاذ مكوناً من 15 شخصاً، عبر منفذ خابور الحدودي ليصل إلى مدينة السليمانية العراقية. وأكد المتحدث باسم الحكومة التركية بكير بوزداغ توجه شاحنات تركية محملة بمساعدات مكونة من 3 آلاف خيمة و3000 آلاف بطانية، ومطبخ متحرك ومساعدات غذائية إلى الأراضي العراقية، بينما أرسلت كلّ من ولاية موش وديار بكر أربعة آلاف بطانية إضافية إلى الإقليم.
ووصلت طائرة شحن عسكرية تركية من العاصمة أنقرة إلى السليمانية، وعلى متنها طواقم بحث وإنقاذ ووحدة طبية تحت تنسيق إدارة الكوارث والطوارئ التركية. وقال رئيس الإدارة محمد غوللو أوغلو للصحافيين في مطار أتيمسكوت العسكري قبيل التوجه إلى العراق، إنّهم سيتوجهون إلى منطقة الزلزال بطائرة شحن على متنها فريق بحث وإنقاذ، وفريق طبي مكون من 25 شخصاً، مشيراً إلى أنّ الطائرة تحمل أيضا سيارتين، و60 خيمة، و320 بطانية.
وأكد مسؤول عمليات الهلال الأحمر التركي، أوغوزهان دمير، أنّ فريقه سيطلع على الوضع الإنساني، ويحدد المباني المتضررة، ليطلب الدعم من الفرق المتأهبة لتقديم العون. وأشار إلى أنّهم أول فريق إغاثي يصل إلى المنطقة، وقد بدأوا في تسجيل الخسائر في المنطقة. كذلك، جلبوا معهم شاحنة محملة بمواد غذائية، وأكياس نوم، وبطانيات ستوزع على المتضررين.
أما نائب رئيس الوزراء رجب أكداغ، فاشار في مقابلة تلفزيونية إلى أنّ فرق الإنقاذ ستتجه إلى المنطقة باستخدام طائرة نقل عسكرية، مشيراً إلى أنّ فريقاً للإنقاذ مكونا من 30 شخصاً وصل إلى معبر خابور الحدودي، بينما توجهت باقي المساعدات براً.
بدوره، لفت وزير الصحة التركي أحمد دميرجان إلى أنّ فريقاً من 316 عنصر إنقاذ طبي دولي وفرق استجابة للطوارئ، جاهزون لتقديم المساعدات في شمال العراق، ولفت إلى أنّ أكثر من 40 سيارة إسعاف و4200 سرير و217 وحدة عناية مركزة في مختلف المستشفيات التركية جاهزة لتقديم المساعدة. وقال: "لقد أجرينا الترتيبات ونحن مستعدون لتقديم المساعدة إلى شمال العراق، في حال الاحتياج إلى ذلك".
من جهتها، أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً قدمت فيه تعازيها لضحايا الزلزال مشددة على "جاهزية أنقرة لتقديم المساعدة" بالتعاون مع كلّ من إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لرئاسة الوزراء والهلال الأحمر التركي.