عودة النقاش حول دواء الصرع في فرنسا.. ويقظة بالمغرب

25 اغسطس 2016
يحتوي على مادة مسببة للتشوهات ومؤثرة (Getty)
+ الخط -

يعود دواء "ديباكين" الذي يمنع نوبات الصرع، إلى واجهة النقاش العمومي بفرنسا هذه الأيام. وهو نقاش قد يتعدى ذلك البلد الأوروبي، كي يشمل بلدانا أخرى.

وتأتي أهمية النقاش حول هذا الدواء الذي يسوّق منذ 1967، في معالجة نوبات الصرع في العالم بالنظر لغياب أي بديل يمكن أن يعوضه.

وأثار ما كشفت عنه أسبوعية "لوكنار أونشيني"، من كون عشرة آلاف نساء حوامل يعانين من الصرع، وصف لهن الأطباء دواء ديباكين بين 2007 و2014، ضجة كبيرة في ذلك البلد الأوروبي.

وذهبت الأسبوعية الفرنسية الساخرة، إلى أن دراسة حول "ديباكين" أخفيت نتائجها عن الأسر، فالنساء الحوامل تناولن ذلك الدواء، رغم المخاطر التي ينطوي عليها.

ونفت وزارة الصحة الفرنسية إخفاء نتائج الدراسة التي أنجزت من قبل الوكالة الوطنية للسلامة الدوائية، والصندوق الوطني للتأمين على المرض، عن الأسر، وقالت إنها ستقدمها لجمعية مساعدة الأطفال الذي يعانون آثار ديباكين، خلال الشهر الجاري.

وتكوّن اليقين لدى الخبراء والأطباء بأن وصف الدواء الذي يمنع نوبات الصرع للنساء الحوامل، يؤدي إلى تشوهات الأجنة والتأثير على المدارك الفكرية لدى الأطفال. وهي الآثار التي كانت معروفة.



وكانت المفتشية العامة للشؤون الاجتماعية بفرنسا، كشفت في فبراير/ شباط الماضي، عن إصابة 450 طفلاً بتشوهات خلقية، بين 2006 و2014، بسبب استعمال دواء "ديباكين".

ونقل عن مارين مارتين، رئيس جمعية الضحايا بفرنسا، في تصريحات للصحافة، أن الأطباء استمروا في وصف الدواء، رغم المخاطر التي ترتبط به ودون إخبار المرضى.

ولا يستعمل الدواء لدواعٍ علاجية لمرض الصرع، بل يوصى به من قبل الأطباء من أجل الحد من نوبات هذا المرض.

وأثير النقاش حول الأعراض الجانبية لـ"ديباكين" في الثمانينيات من القرن الماضي. ففي 1983، توصل المركز الأميركي للأمراض إلى وجود علاقة دالة بين استعمال ذلك الدواء والنمو غير المكتمل للعمود الفقري.

وفي 2014، حذرت وكالة الأمن الدوائي الأوروبية، في تقييمها لفوائد ومخاطر ديباكين الذي تصنعه مختبرات "سانوفي"، من استعمال الأدوية التي تحتوي على المادة المسببة للتشوهات والمؤثرة على القدرات الفكرية للأطفال، مثل ديباكين.

واهتدت فرنسا إلى تقييد وصف الأطباء هذا الدواء للمرضى، إلا بعد الحصول على موافقتهم وإخبارهم بآثاره الجانبية.

وفي المغرب، مثلا، يؤكد صيادلة استطلع "العربي الجديد" آراءهم، أن الطبيب لا يصف "ديباكين" للمريض بالصرع، إلا بعد توقيعه على إقرار يتضمن معرفته بالأعراض الجانبية لذلك الدواء.

ولجأت مختبرات "سانوفي" في المغرب، إلى تعميم توجيه للأطباء والصيادلة، تحثهم فيه على إخبار المريض، كما عمدت إلى تضمين ورقة المعلومات المرفقة بالدواء تحذيرات وتنبيهات حول المخاطر التي ينطوي عليها تناول "ديباكين".

وعلى أثر هذا النقاش، أكدت وزارة الصحة، في بيان سابق لها، أن هذا الدواء مهم جدا لعلاج حالات الصرع والاضطراب الثنائي القطب، بل وفي بعض الأحيان يكون استعماله ضروريا، ويستعمل في كل دول العالم إلى حدود اليوم. كما أنه، وكجميع الأدوية، له أعراض جانبية مبيّنة في النشرة المرافقة معه.

وعمدت الوزارة إلى رفع درجة اليقظة لتتبع الأعراض الجانبية لهذا الدواء، وقامت بإبلاغ مهنيي الصحة بالأعراض الجانبية له والتأكيد على ضرورة إبلاغ وشرح هذه الأعراض للمريضات وتتبع جميع الحالات لتجنب وقوعها.

 

 

المساهمون