أعلنت منظمة العفو الدولية عن سلسلة من مقاطع الفيديو جرى تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي في الأسابيع الأخيرة سلطت الضوء على المضايقات والاعتداءات العنيفة اليومية التي تواجهها النساء في إيران على أيدي شرطة الآداب وأفراد الحرس الموالين للحكومة، الذين يسعون إلى إنفاذ قوانين الحجاب الإلزامي في البلاد.
وتُظهر مقاطع الفيديو أفرادًا من شرطة الآداب العلنية أو في ملابس مدنية، يواجهون بشدة أو يعتدون على النساء لمعارضتهن قوانين الحجاب الإلزامي الإيرانية المهينة، وذلك باسم الدفاع عن "الآداب العامة". ويبدو أن مرتكبي مثل هذه الاعتداءات يزدادون جرأة في اعتداءاتهم رداً على جهود النساء لتصوير العنف الذي يواجههن، وتبادل مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب بيان المنظمة الصادر اليوم الثلاثاء.
وقال مدير البحوث وأنشطة كسب التأييد للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، فيليب لوثر: "إن اللقطات المصورة، التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة، توضح المستويات المروعة للاعتداءات التي تواجهها النساء في إيران بشكل يومي على أيدي شرطة الآداب، أو أفراد عصابات موالين للحكومة لمجرد تجرؤهن على تحدي قوانين الحجاب الإلزامي المهينة في البلاد".
وتابع "إن قوانين الحجاب الإلزامي في إيران ليست مهينة للغاية ومتسمة بالتمييز فحسب، بل تستخدم أيضًا لتبرير الاعتداءات العنيفة على النساء والفتيات في الشوارع".
وأضاف "يتم إيقاف النساء في إيران بشكل اعتيادي في الشارع وبصورة عشوائية على أيدي أفراد شرطة الآداب، الذين يهينونهن ويهددونهن، ويأمرونهن بسحب غطاء الرأس إلى مقدمة الرأس لتغطية ما يظهر من شعرهن، أو إعطائهن مناديل ورقية لمسح مساحيق التجميل من على وجوههن. وغالباً ما يتم الاعتداء عليهن بدنياً، بما في ذلك بالصفع على الوجه، والضرب بالهراوات، وتقييد أيديهن ووضعهن في شاحنات الشرطة".
— Anton Struve 🏳 (@AntonStruve) ٦ يناير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وفي أحد مقاطع الفيديو، التي بثت على الإنترنت أخيراً، تقوم امرأة بتصوير إحدى المواجهات، تقول إنها بدأت بعدما أمرها أحد الحراس الموالين للدولة بإصرار بارتداء الحجاب بشكل صحيح. ففي الفيديو، يوجه الرجل إهانات مسيئة لها، وعندما تعترض، يلتفت ويرشها في وجهها بما يبدو أنه رذاذ الفلفل.
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) ٨ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وفي فيديو آخر، يظهر رجل يصرخ ويسب امرأة، ويطلب منها أن تضع الحجاب على رأسها. وسُمعت المرأة وهي تصرخ بسبب تهديدها بإطلاق مسدس صاعق عليها، فرد الرجل: "لم أطلق النار عليك. لقد أظهرت المسدس لك فقط".
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) ١٥ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وفي مقطع فيديو ثالث بث على الإنترنت، شوهد رجل يرتدي ملابس مدنية يقف إلى جوار سيارة شرطة الآداب ويصوب مسدسًا نحو الرجال والنساء العُزّل الذين تدخلوا لوقف إلقاء القبض العنيف على امرأة لا ترتدي الحجاب. ويشرح الشخص الذي صور الفيديو، في تعليق له، أنهم كانوا مع أفراد آخرين من المارة يحاولون إنقاذ المرأة من أيدي عناصر شرطة الآداب، الذين صادروا مفاتيح سيارتها، وكانوا يحاولون دفعها إلى شاحنتهم.
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) ١١ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقامت المدافعات عن حقوق المرأة الإيرانية بتصوير هذه الأحداث بشجاعة كجزء من حملة "كاميرتي سلاحي"، والتي تهدف إلى زيادة الوعي بالمضايقات والاعتداءات المستمرة التي تواجه النساء والفتيات في شوارع إيران نتيجة لقوانين الحجاب الإلزامي.
وبثت مقاطع الفيديو على الإنترنت من قبل الصحافية الإيرانية البارزة والناشطة في مجال حقوق المرأة، مسيح عليّ نجاد، ومقرها بالولايات المتحدة الأميركية، والتي قامت بسلسلة من الحملات الشهيرة على الإنترنت ضد الحجاب الإلزامي. وهناك صفحة "حريتي الخفية" على "فيسبوك"، التي تشجع النساء في إيران على نشر صور لأنفسهن دون غطاء الرأس، و"حملة الأربعاء الأبيض"، وهي حملة تدعو النساء للاحتجاج على قوانين الحجاب الإلزامي، وذلك عن طريق ارتداء غطاء رأس أبيض كل يوم أربعاء.
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) ٢٨ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولقي تسليط الأضواء المتزايد على الاعتداءات على النساء، اللاتي يتحدّين القوانين المتعلقة بالحجاب الإلزامي، حملة تشهير مروعة من قبل وسائل الإعلام الحكومية ضد المدافعات عن حقوق المرأة المطالبات بإلغاء هذه القوانين المهينة.
ورأت منظمة العفو الدولية أن هناك بواعث قلق جدية من أن السلطات الإيرانية تؤجج هذه الاعتداءات من أجل إسكات أصوات النساء في لحظة حاسمة ـ تماماً كما تحلين بالشجاعة للتحدث علانية ضد الحجاب الإلزامي، ورفع أصواتهن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال فيليب لوثر: "إن هذه الاعتداءات الوحشية التي تستهدف النساء والفتيات تشكل انتهاكاً لحقهن في الحماية من المعاملة القاسية واللاإنسانية والمهينة بموجب القانون الدولي، ويتم حرمان ملايين الإيرانيات من الحق في أن يعاملن بكرامة، وأن يمارسن حياتهن اليومية دون شعور بالخوف من العنف أو المضايقة".
وبموجب القانون الإيراني، يمكن معاقبة النساء والفتيات اللاتي بلغن تسع سنوات، اللواتي يُشاهدن علناً دون ارتداء غطاء للرأس، بالسجن لمدة تراوح بين 10 أيام وشهرين، أو دفع غرامة نقدية. وفي الواقع الفعلي، فرضت السلطات الإيرانية الحجاب الإلزامي على الفتيات اللاتي بلغن سن السابعة.
وخلال العام الماضي، صعدت السلطات الإيرانية من حملة القمع على المدافعات عن حقوق المرأة، اللاتي احتججن بشكل سلمي على قوانين الحجاب الإلزامي. والمثال الأشد صدمة، هو حالة المحامية البارزة المدافعة عن حقوق الإنسان، نسرين ستوده، التي حكم عليها بالسجن لمدة تصل إلى 34 سنة و148 جلدة.