رافق إعلان رئيس الاتحاد الشعبي الجمهوري في تونس، لطفي المرايحي، عن إصابته بفيروس كورونا الجديد، رفقة عدد من قيادات الحزب، جدال واسع في البلاد، لا سيما أنّ الإصابة جاءت بعد عقد الحزب مؤتمراً شارك فيه عشرات الأشخاص.
وبينما أعلن المرايحي أنّه وضع نفسه في الحجر الصحي رفقة أعضاء حزبه، فإنّ وزارة الصحة أكدت أنّه ليس من ضمن الحالات الـ54 المعلن عنها اليوم.
قال المرايحي، وهو مرشح سابق لرئاسة تونس، إنّ الإرادة الإلهية اقتضت أن تبتليه بالإصابة بفيروس كورونا الجديد، مع مجموعة ضيقة من قيادات الصف الأول للحزب، مضيفاً في منشور على صفحته الخاصة في موقع "فيسبوك"، أنّه بادر فوراً إلى إعلام وزارة الصحة بالأمر، ووضع، مع الأعضاء المشتبه بإصابتهم، أنفسهم تلقائياً تحت الحجر الصحي كما تقتضي الإجراءات. كذلك، عبّر عن عميق قلقه من ضعف جهوزية وزارة الصحة في التعاطي مع هذا الخطر الداهم، داعياً إلى ضرورة التعجيل باتخاذ قرار الحجر الصحي العام على كامل البلاد.
من جهته، أوضح القيادي في الاتحاد الشعبي الجمهوري رمزي الجمايعي، لـ"العربي الجديد"، أنّ لديهم حالياً إصابة مؤكدة تشمل المديرة التنفيذية للحزب، ولديهم حالتان مشتبه بإصابتهما وهما رئيس الحزب الدكتور المرايحي والناطقة الرسمية باسم الحزب. وأوضح الجمايعي أنّ المديرة التنفيذية للحزب أصيبت بفيروس كورونا الجديد بعدما انتقلت إليها العدوى من ابنتها الصغيرة بحكم قرابة تجمعهما بالطبيب المصاب في أريانة، شمالي تونس، والعائد من مصر، مضيفاً أنّ الحزب نظم اجتماعاً حضره حوالي 50 شخصاً ولم يكن أحد يعرف بالإصابة.
تابع الجمايعي أنّ وزارة الصحة اتصلت بتاريخ 13 مارس/ آذار الجاري بالمديرة التنفيذية لتعلمها بأنّ لديها إصابة مؤكدة، وقد سارعت المعنية بالأمر إلى مدّ الوزارة بقائمة بأسماء من التقت بهم، بمن فيهم 50 شخصاً ممن حضروا اجتماع الحزب. وأفاد بأنّ رئيس الحزب والناطقة الرسمية باسمه، التقيا في اجتماعات مصغرة عدة بالمديرة التنفيذية يومي 11 و12 مارس، ثم ظهرت عليهما الأعراض نفسها. وبيّن أنّهم سارعوا إلى القيام بالحجر الذاتي بدءاً من تاريخ 16 مارس، مضيفاً أنّ وزارة الصحة لم تتصل بالمشاركين في الاجتماع لإجراء التحاليل، مبيناً أنّهم تلقوا اتصالاً واحداً مساء أمس، إذ طُلب من المرايحي إجراء التحليل له وللناطقة الرسمية، لكنّه تمسك بأن يشمل التحليل جميع المشاركين في الاجتماع. وأفاد بأنّ اجتماع الحزب كان بتاريخ 7 و8 مارس، وكان التعامل مع فيروس كورونا الجديد مختلفاً عما هو عليه الآن، بدليل أنّه في التاريخ نفسه نظمت تونس مباراتين رياضيتين من الحجم الثقيل بحضور الجماهير، لكن سُجلت مستجدات كثيرة أخيراً بينت خطورة الوضع لاحقاً، وصولاً إلى يومنا هذا.