نديم لم يبع جواز سفره

01 أكتوبر 2015
مرتاح في عمله في لبنان نوعاً ما (العربي الجديد)
+ الخط -
"ليس جميع اللاجئين السوريين في لبنان طيبين". هذا ما يقوله اللاجئ السوري نديم بعد تجربته الصعبة مع أحد مواطنيه في لبنان. هذا الشاب لا يكاد ينتهي من عمله الأول أمام لهيب "سيخ الشاورما" في منطقة الجميزة في العاصمة بيروت، حتى يبدأ عمله الثاني في منطقة أخرى، بعد استراحة قصيرة في المنزل. يبدأ عمله الأول تمام الثامنة صباحاً، ويمضي نهاره في إعداد وتقديم الشاورما للزبائن، قبل أن يعود إلى المنزل سريعاً للاستحمام وتناول الطعام، حتى بات قضاء لحظات مع طفلته الرضيعة بمثابة حلم. ينطلق إلى عمله الثاني، حيث لا يعِدّ الشاورما بل يبيعها فقط. يقول بلغة خبير إن "تلك التي أعدها أفضل". خبرةٌ اكتسبها خلال عمله كـ"مُعلّم شاورما" في سورية والبحرين ولبنان، وتوّجها بتقديم حلقتين تلفزيونيتين عن إعداد الشاورما على إحدى الشاشات اللبنانية خلال شهر رمضان الماضي. إلا أن الشهرة التي حازها لم تُعفِه من العمل المُرهق يومياً لإعالة عائلته وعائلة شقيقه الذي قتل في سورية، ووالده.

أمر ما نغّص حياته، حين سُرقت أوراقه الثبوتية من قبل صديق. كان نديم قد استقبل شقيق زميل سوري في منزله في أحد أحياء بيروت. كان يُدرك صعوبة الإقامة في هذه المدينة بالنسبة للاجئ جديد. طالت إقامة الشاب من دون عمل، إلى أن قرر المُغادرة، واتفق مع نديم على اللقاء لوداعه. استيقظ نديم في موعده المعتاد وارتدى ملابس العمل. توجه إلى الطاولة التي يضع عليها جواز سفره فلم يجده. انتظر يزن من دون أن يأتي، وقد ظن أن زوجته خبأت جواز السفر، قبل أن يكتشفا أن جميع أوراقه الثبوتية مفقودة أيضاً.

بعد أيام، اتصل رجل عرّف عن نفسه بأنه صديق يزن، وأخبره أن أوراقه في حلب، ويُمكن إعادتها في مقابل الحصول على المال. لم يجد نديم حلاً غير إرسال المبلغ المطلوب للحصول على الأوراق. لكن المُفاجأة كانت في وجود ختم مغادرة الأراضي اللبناني وختم آخر لدخول الأراضي السورية على الجواز، دون أختام مُماثلة عند العودة، ما يعني أن نديم غادر لبنان بطريقة شرعية ثم دخل بطريقة غير شرعية.

بعدها، تحوّلت قصة نديم من تقديم بلاغ، إلى اتهام مُحقّق الأمن العام له ببيع الأوراق في مُقابل الحصول على بدل مادي، الأمر الذي نفاه مراراً. ثم نُقل إلى شعبة المعلومات في الأمن العام، حيث أوقف لمدة خمسة أيام. أخيراً، حُوّل إلى النيابة العامة، وقرر القاضي إخلاء سبيله في مقابل دفع 200 دولار أميركي لعدم ثبوت التُهمة. عاد نديم إلى حياته بانتظار الإفراج عن جواز سفره.

إقرأ أيضاً: الطفل السوري ميراز لا يحب الحياة في لبنان
المساهمون