في أول قرار عزل ذاتي جماعي في مصر لمنع انتشار فيروس كورونا الجديد، أصدرت وزارتا الصحة والتعليم قراراً بإغلاق مدرسة "سيتي الدولية" بضاحية الزمالك في العاصمة المصرية القاهرة، وفرض عزل ذاتي (في المنازل) على جميع التلاميذ والمعلمين والإداريين العاملين بها لمدة 14 يوماً.
جاء القرار على خلفية إصابة ولي أمر تلميذ في المدرسة، نظراً لاختلاطه، منذ أسبوع، تقريباً بأحد المصابين الأجانب، والتأكد من مخالطته لنجله، وانتظام الابن في الحضور إلى المدرسة، طوال الأيام الماضية.
ويعتبر العزل الذاتي في المنزل إجراء احترازياً أوصت منظمة الصحة العالمية بانتهاجه مع الأشخاص الذين تتأكد مخالطتهم لمصابين، سواء ظهرت عليهم أعراض المرض أم لا. ووفقاً لمصادر بوزارة الصحة، فقد سبق لها أن فرضت عزلاً ذاتياً على عشرات الأشخاص الذين خالطوا مصابين، لكن بصورة غير معلنة، وليست مقتصرة على مكان عمل واحد حصراً.
يذكر أنّ جميع حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد المكتشفة في مصر، حتى الآن، هي لأشخاص أجانب من السائحين والعاملين، ولمصريين عادا من الخارج، وعدد من المصريين المخالطين لتلك الفئات السابقة، ولذلك فرضت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حالة حجر صحي وعزل كامل على عدد من البواخر السياحية في الأقصر التي جاورت أو عمل بها عدد من العاملين في الباخرة التي وصفت بأنّها بؤرة لانتشار المرض، واكتشف فيها أكثر من 50 إصابة.
وهناك حالة واسعة من التوجس في الشارع المصري؛ بسبب انتشار أقاويل عن حالات اشتباه بعشرات المصابين في مختلف المحافظات، ولا يتم التعامل معها بجدية؛ بسبب ضعف الإمكانيات في المستشفيات الحكومية، فضلاً عن اعتراف وزارة الصحة بعدم امتلاكها خطة واضحة للتعامل مع حالات الانتشار الوبائي، ولجوئها إلى قواعد العزل وتدابير الاستكشاف والتقصي من الصين خلال زيارة قامت بها وزيرة الصحة هالة زايد، إلى بكين، الأسبوع الماضي، مما عزز حالة التوجس هذه.