وقال ترامب، في تصريحات أدلى بها في خطاب وجهه إلى الأميركيين، من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، في العاصمة واشنطن: "من أجل منع الإصابات الجديدة من الوصول إلى شواطئنا، سوف نعلق جميع الرحلات من أوروبا إلى الولايات المتحدة للأيام الثلاثين المقبلة".
وأضاف: "القواعد الجديدة تدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة"، مبينًا أنه سيتم تعديل هذه القيود حسب الظروف على أرض الواقع". ولفت إلى أنه "ستكون هناك استثناءات للأميركيين الذين خضعوا لفحوصات مناسبة، ولن تنطبق هذه القيود فحسب على أعمال التجارة والشحن، بل على أنواع أخرى مختلفة من الأشياء، كل ما يأتي من أوروبا إلى الولايات المتحدة".
وأوضح أن الولايات المتحدة قادرة على مواجهة الفيروس، لافتًا إلى أنه تم تسجيل انخفاض في أعداد المصابين خلال الأيام الماضية.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي فشل في اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع انتشار الفيروس، وأن واشنطن قامت بخطوات جدية بهذا الصدد، موضحًا أن الولايات المتحدة خصصت أكثر من 8 مليارات دولار لمواجهة فيروس كورونا، ومساعدة المتضررين من هذا الوباء.
وتابع في السياق ذاته قائلا: "لدينا أفضل الأنظمة الصحية في العالم، وسنعرقل انتشار فيروس كورونا"، مضيفًا: "أمرت بتوفير قروض ذات فوائد مخفضة للعمال بالولايات المصابة". كما بيّن أن "ما يحدث بسبب فيروس كورونا ليس أزمة مالية".
إلى ذلك، أصدرت وزارة الخارجية بيانا على موقعها الإلكتروني الأربعاء، تنصح فيه المواطنين بإعادة التفكير في السفر للخارج بسبب التأثير العالمي لتفشي فيروس كورونا، وسبل تعامل الدول المختلفة مع الأمر.
وجاء في البيان: "تنصح وزارة الخارجية المواطنين الأميركيين بإعادة التفكير في السفر للخارج، نظرا للتأثير العالمي لفيروس كوفيد-19". وأضاف: "مناطق كثيرة في أنحاء العالم تشهد الآن تفشيا لفيروس كوفيد-19 وتتخذ إجراءات ربما تقيد حركة المسافر، بما في ذلك الحجر الصحي والقيود على الحدود".
وعلى صعيد متصل، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ستيفاني غريشام، في بيان، إن الرئيس الأميركي ألغى فعاليات كانت مقررة هذا الأسبوع في كولورادو ونيفادا "إمعانا في التحوط من تفشي فيروس كورونا".
وأعلنت منظّمة الصحة العالمية، الأربعاء، أنّها باتت تعتبر فيروس كورونا المستجدّ، الذي أصاب أكثر من 110 آلاف شخص حول العالم منذ كانون الأول/ ديسمبر 2019، "جائحة"، لكنها أكّدت أنّ هذا الوباء العالمي من الممكن "السيطرة عليه".
وبحسب المنظّمة التابعة للأمم المتحدة، فقد تضاعف في الأسبوعين الأخيرين عدد الإصابات بالفيروس خارج الصين 13 مرة، كما تضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء ثلاث مرّات.
وقال المدير العام لمنظمة الصحّة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي في جنيف: "نحن قلقون للغاية إزاء مستويات التفشّي المقلقة وخطورتها، وكذلك إزاء مستويات انعدام التحرّك المقلقة" في العالم. وأضاف: "يمكن تصنيف كوفيد-19 الآن على أنّه جائحة... لم يسبق مطلقاً أن شهدنا انتشار جائحة بسبب فيروس كورونا".
وأكّد المدير العام للمنظمة الأممية أنّ "توصيف الوضع على أنّه جائحة لا يغيّر تقييم الخطر الذي يشكله فيروس كورونا. هذا الأمر لا يغيّر ما تقوم به منظّمة الصحة العالمية، كما لا يغيّر ما يتعيّن على الدول القيام به".
وأضاف أنّ عدد الإصابات والوفيات والدول المتأثرة سيزداد "في الأيام والأسابيع المقبلة"، مجدّداً دعوته إلى البلدان للتحرك من أجل "احتواء" الوباء الذي تخطّت وفياته أربعة آلاف شخص.
وأكّد المدير العام "ضرورة اعتماد مقاربة أكثر تشدّداً"، مشدداً على أنّ "دولاً عدّة برهنت أنّه يمكن القضاء على الفيروس أو السيطرة عليه". وأضاف أنّه، وعلى غرار الأيام الأخيرة، واصلت المنظّمة دعوة المجتمع الدولي إلى "احتواء" الوباء وعدم الاكتفاء بـ"تخفيف" حدة تداعياته.