وفاة مصري مصاب بفيروس كورونا بعد رفض مستشفى استقباله

28 مارس 2020
بقي الجثمان أكثر من 7 ساعات أمام المستشفى(العربي الجديد)
+ الخط -
في واقعة مأساوية جديدة شهدتها مصر، توفي مواطن يبلغ من العمر 62 عاماً، الخميس، بعد أن بقي ملقىً في الشارع لساعات أمام "مستشفى الحياة التخصّصي" في منطقة حمامات القبة بالقاهرة، نتيجة إصابته بفيروس كورونا الجديد، ورفض إدارة المستشفى استقباله، بدعوى وجود تعليمات من وزارة الصحة بـ"حصر استقبال حالات الإصابة بكورونا أو الاشتباه بها على مستشفيات الحميات".

وأعلنت وزارة الصحة المصرية، مساء الجمعة، ارتفاع حالات الوفيات جرّاء فيروس كورونا إلى 30 حالة، بعد تسجيل 6 حالات جديدة، بينها امرأة أجنبية (ألمانية) و5 مصريين تتراوح أعمارهم بين 50 و65 عاماً من محافظتي القاهرة ودمياط، مشيرة إلى ارتفاع حالات المصابين بالفيروس إلى 536 حالة، تعافى منهم 116 مصاباً، من أصل 147 حالة تحولت نتائجها مخبرياً من إيجابية إلى سلبية.

وأغلقت وزارة الصحة "مستشفى الحياة التخصّصي"، إلى حين ظهور نتائج عيّنات جميع الأطباء والعاملين فيها، الذين دخلوا في عزل طبي لمدة ثلاثة أيام في منازلهم، في وقت اتهم فيه ناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي إدارة المستشفى ووزارة الصحة، بالضلوع في وفاة المواطن الستّيني؛ بسبب التأخّر في إسعافه، أو نقله إلى مستشفى حميات العباسية لعزله.

وبحسب شهود عيان، فإنّ المصاب توجّه إلى "مستشفى الحياة التخصّصي" في الساعة الثالثة عصراً، حيث رفض استقباله نتيجة الاشتباه بإصابته بفيروس كورونا، ما أعقب تعرّضه للإغماء أمام باب الطوارئ، ومن ثم وفاته نتيجة عدم إسعافه، في حين رفع جثمانه من أمام المستشفى في الساعة الحادية عشرة مساءً، أي بعد أكثر من 7 ساعات من بقاء جثمانه في الشارع.

وقالت إدارة المستشفى، في بيان: "إيضاحاً للحقائق كاملة، والتزاماً بشفافية عهدناها، فإنّ مستشفى الحياة تقدّم خدماتها الطبية لجميع سكان المنطقة بأسعار اقتصادية، وغير هادفة للربح"، مضيفة أنّ "أحد المرضى ويدعى (ع. أ) طلب من الصيدلية المجاورة للمستشفى صرف دواء له، يوم الخميس الماضي، لأنّه يعاني من ضيق تنفّس، وحالة إعياء شديدة".

وأضاف البيان: "الصيدلية وجّهت المريض بضرورة الكشف عليه، وبالفعل دخل المستشفى، وحجز كشف طوارئ. تمّ الكشف عليه في الساعة الثالثة والنصف عصراً، وتبيّن أنه يعاني من ضيق شديد بالتنفس، وارتفاع في درجة الحرارة. وبعد الفحص العيادي، اكتشف الطبيب أنه يعاني من التهاب رئوي حاد، ومشبته في إصابته بـ(كوفيد-19)".

وتابعت المستشفى، في بيانها: "جهات التشخيص والعلاج المتاحة هي الجهات الرسمية في الدولة، حسب خطّة الحكومة في مواجهة الفيروس، وطلبنا من المريض الانتظار حتى تحويله إلى مستشفى حميات العباسية، ولكنه غادر وحدة الطوارئ، وبعد خروجه من بوابة المستشفى سقط على الأرض في الساعة الثالثة و47 دقيقة، إثر توقّف عضلة القلب".

وأضاف البيان: "تعامل مع الحالة الطبيب الذي وقّع الكشف، بعد اتخاذ الاحتياطات الموصى بها في هذه الحالات"، مشيراً إلى اتصال إدارة المستشفى برقم 105 المخصّص من قبل وزارة الصحة للإبلاغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا، وإبلاغ قسم الشرطة بوجود مشتبه بإصابته بالفيروس أمام المستشفى".
وأكمل: "أوصت إدارة الطب العلاجي في وزارة الصحة بعدم لمس الجثمان، لكونه مشتبهاً بإصابته بالفيروس، وتواصلت المستشفى مع وحدة مباحث الزيتون، وإدارة الطب العلاجي لرفع الجثمان، لأنه توجد طريقة معيّنة للتعامل مع هذه الحالات إن كان من تطهير، ودفن صحي، طبقاً للبروتوكول المطلوب من وزارة الصحة".

وواصل البيان: "وصلت سيارة شرطة في الساعة الخامسة ودقيقتين مساءً، غير أنّ رفع الجثمان لم يحدث إلا في الساعة العاشرة و55 دقيقة مساءً، وعليه فلا صحة لما تداوله روّاد مواقع التواصل الإجتماعي عن الواقعة، عن عدم تقديم المستشفى الخدمة الطبية للمتوفى، أو تجاهله بطريقة غير إنسانية أمام مبناها".

وكانت وزارة الصحة المصرية قد حذّرت المعامل الخاصة من إجراء تحليل (PCR) المتعلّق بفيروس كورونا، تحت طائلة المساءلة القانونية، مشدّدة على عدم إجراء التحليل إلاّ عن طريق المعامل التابعة لها، ووفقاً لشروط محددة، وذلك بهدف حصر إعلان الإصابات على الوزارة.

(العربي الجديد) 
دلالات
المساهمون