وغلب الحديث عن فيروس كورونا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الشوارع والسيارات العامة، التي ما زالت تتحرّك، في وقت التزم عدد من المواطنين بارتداء الكمامات الواقية والقفازات، كما ارتدى أفراد الشرطة والمرور أدوات الوقاية اللازمة.
وتشهد شوارع القطاع المختلفة تراجعاً في حركة المواطنين والسيارات، في ظل إغلاق المدارس والجامعات وعدد من المؤسسات والمرافق العامة، وقد التزم مواطنون بيوتهم نتيجة الانتشار السريع للوباء حول العالم.
وقلّة هم الأشخاص الذين توجهوا إلى المتنزهات العامة، بينما انخفضت نسبة حركة السيارات على المفترقات الرئيسية. وأغلقت بعض المحال التجارية أبوابها، عدا عن إغلاق الجلسات الداخلية في المطاعم واقتصارها على تسليم الطلبات الخارجية.
ورافق الإعلان عن إصابة مواطنين اثنين جُملة من الإجراءات الجديدة التي تم بموجبها الطلب من المواطنين اتباع طرق الوقاية والسلامة، والحد من الحركة، والابتعاد عن مناطق الازدحام، إلى جانب تعطيل صلوات الجمعة وإغلاق المقاهي والمطاعم وصالات الأفراح حتى إشعار آخر.
وشملت الإجراءات الإضافية التي تم الإعلان عنها لحماية وضمان سلامة المواطنين، إغلاق الاستراحات البحرية والجلسات العامة، وصالات ألعاب الأطفال والانترنت والبلياردو. كما أعلنت وزارة الصحة اتخاذ الإجراءات اللازمة لجميع من خالطوا المصابين بالفيروس، بحسب البروتوكول الطبي، في وقت وضع المصابان تحت العناية السريرية في المستشفى الميداني في معبر رفح البري.
وقال الفلسطيني أحمد المصري من معسكر جباليا شمالي قطاع غزة، الذي كان يجلس بمفرده في متنزه الجندي المجهول، إنه فوجئ بنبأ إصابة الفلسطينيين، موصياً أهالي قطاع غزة بتجنب المصافحة والتقبيل، حتى نتمكن من التغلب على الأزمة.
فيما وَجّه المواطن ساهر العايدي من حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، رسالة إلى المؤسسات الرسمية والأهلية، بتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لمواجهة فيروس كورونا، وعلى وجه التحديد المنظفات وأدوات السلامة الشخصية وأدوات الوقاية، موضحاً أنه لم يتمكن من توفير وسائل السلامة اللازمة لأسرته بعد سماع الأخبار المتداولة عن وصول فيروس كورونا إلى قطاع غزة، نتيجة أوضاعه الاقتصادية السيئة.
واضطر الفلسطيني سامح الغولة، وهو من حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، إلى تأجيل حفل زفافه المقرر في العاشر من إبريل/ نيسان المقبل، بسبب إغلاق صالات الأفراح في إطار إجراءات مواجهة فيروس كورونا في قطاع غزة.
وأشار الغولة، في حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى أهمية تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الشخصية، واتخاذ إجراءات السلامة والوقاية في الفترة الحالية، داعياً المواطنين إلى الحفاظ على أسرهم والالتزام بالنظافة الشخصية وتجنب أماكن الازدحام.
أما الفلسطيني يوسف الملاحي الذي يعمل بائعاً للمشروبات الساخنة في أحد المتنزهات العامة وسط مدينة غزة، فقد ارتدى الكمامة والقفازات اليدوية فور سماع خبر وصول فيروس كورونا إلى قطاع غزة، وقال إنه بدأ بتعقيم مكان العمل، ورش الكراسي بالمياه والكلور.
وأوضح الملاحي لـ "العربي الجديد" أهمية التعقيم المتواصل والسلامة الشخصية، في التعامل مع المواطنين، مشدداً على أهمية اتباع الإجراءات الحكومية والرسمية التي تهدف إلى مواجهة فيروس كورونا الجديد والحد من انتشاره.
ودعت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة المواطنين إلى ضرورة الالتزام بتعليمات وإرشادات الوقاية والسلامة الشخصية والمجتمعية، مطالبة كبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي وذوي المناعة الضعيفة بتجنب الأماكن العامة والتجمعات.