مثقفو تونس يقترحون وسائل مواجهة الإرهاب

13 اغسطس 2015
ورود في مكان هجوم سوسة (فرانس برس)
+ الخط -

شهد مؤتمر المثقّفين التّونسييّن ضدّ الإرهاب، الذي انعقد أمس الأربعاء، بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة، مشاركة واسعة من مكونات المشهد المدني والثقافي والجامعي والإعلامي، فضلا عن عدد من الضيوف الأجانب.

وأكد منسق لجنة إعداد المؤتمر، الحبيب الكزدغلي، أنّ "مؤتمر المثقفين ليس فى منافسة مع المؤتمر الوطني للإرهاب المزمع تنظيمه فى سبتمبر/أيلول المقبل"، مشيراً في تصريح على هامش المؤتمر، إلى أن "الاقتراحات التي سيخرج بها المثقفون، يمكن أن يستند إليها المؤتمر الوطنى للارهاب"، معتبراً أن "هذا العمل الذي بادر به المثقفون، هو في صلب دورهم ووعيا منهم، بخطورة ظاهرة الإرهاب وبضرورة التصدي لها".

واقترح المجتمعون، خلال المؤتمر، التركيز على الإصلاح الديني في اتجاه الملاءمة بين التدين والحياة الديمقرطية، وشددوا على ضرورة الاهتمام بالسلسلة التربوية من الأسرة إلى الجامعة، والاهتمام بالأسر التي تكون عرضةً لانتماء أحد أفرادها إلى إحدى المجموعات الإرهابية".


ونوّه المثقفون في التقرير إلى "ضرورة العمل على الانتقال من هيمنة الصيغة التنافسية للرياضة إلى تأسيس رياضة المواطنة، والعمل على إرساء ثقافة بديلة ترسخ القيم الكونية وتترجم محتويات الدستور إلى قواعد وسلوك، وتفضح خطر ثقافة الإرهاب".



أما فى الجانب المتعلق بالسياحة، فاقترحوا "تطوير الخدمة الفندقية البيئية والرياضية، والتوجه إلى التونسيين لتحفيزهم على السياحة الداخلية".

من جهتها، شجبت الأكاديمية التونسية، رجاء بن سلامة، الجمود الفكري، وعابت غياب أي حوار جدي حول وظيفة المذهب المالكي في تونس، ودعت المثقفين للعب دور طلائعي وريادي في تنوير العقول، ضد الغلو والتطرف الديني.

وفي السياق نفسه، أكدت المحامية، بسمة الخلفاوي، أرملة السياسي الراحل، شكري بلعيد، أن "تونس لن تركع للإرهاب، وأن انعقاد مثل هذا المؤتمر تحذير لكل الإرهابيين بأن تونس لن تستسلم لتهديداتهم".

واعتبرت الخلفاوي أنّ "دور المثقفين والشباب جوهري وأساسي في مكافحة الإرهاب، بعيدا عن الحسابات السياسية". وتساءلت "كيف لبعض القضاة أن يطلقوا سراح الإرهابيين الذين يهددون أمن وسلامة تونس؟".

أما مديرة مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة (الكريديف)، دلندة لرقش، فرأت أن "الإرهاب أضحى عابراً للقارات، وممولاً من قبل شبكات دينية ومالية، أثرت على عقول عدد من الشبان"، داعيةً إلى "إرساء مشروع أو عقد اجتماعي يحمي الشباب من الانخراط في الإرهاب، ويعتمد على مبادئ دولة القانون والمساواة بين المرأة والرجل، ودور الثقافة في مراجعة علاقة الدولة بالدين".



اقرأ أيضاً: تونس والإرهاب... حرب غير مرئية