العلاج الانشغالي اختصاص طبي لا يعرفه كثيرون عربياً. تتحدث عنه إلى "العربي الجديد" المدربة والمعالجة الانشغالية اللبنانية المجازة، فرح الشيخ علي (25 عاماً)، التي تحمل درجة الدبلوم المتخصص في الإعاقات الفكرية. وتعمل في مشاريع تابعة لاتحاد المقعدين اللبنانيين ومؤسسة الهادي للإعاقة.
- عرّفينا على العلاج الانشغالي. من يحتاجه عادة؟
هو اختصاص في الحقل الطبي الحليف يسمّى أيضاً العلاج الوظيفي. والوظيفة كلّ نشاط للإنسان. هذه النشاطات تحتاج توظيفاً واستخداماً لكلّ قدراته الحسية، والحركية، والفكرية والنفسية. يقيّم المعالج تلك الوظائف والترابط بينها لمعرفة مدى تأثيرها على مجرى حياة الشخص اليومية، فيعدّ خطة متابعة علاجية، بهدف المحافظة على قدرات الشخص أو تطويرها، وتكييف المحيط والأدوات التي يستخدمها بما يسمح له بالاستقلالية. يستفيد من هذا العلاج مرضى الأعصاب، والمرضى النفسيون، والأشخاص المعوقون، ومن لديهم توحد، ومن لديهم تأخر في النمو الجسدي، والمصابون بأمراض الشيخوخة وغيرهم.
- ما العلاقة بينه وبين اختصاصات أخرى؟
يعمل المعالج الانشغالي ضمن فريق يضمّ إليه المعالج الفيزيائي، والطبيب، ومعالج اللغة والنطق. هو الوحيد من بينهم الذي يرى الشخص المعالَج كتلة واحدة. فبينما يقوّي المعالج الفيزيائي عضلات الأطراف العلوية مثلاً، يدرب المعالج الانشغالي الشخص على استخدام الأطراف بشكل فعال في الحياة اليومية للإمساك بالأغراض بمختلف أشكالها وأحجامها، وإتمام النشاطات المرتبطة بالاهتمام بالذات، والإنتاجية، والتعلم، والتسلية باستقلالية.
- هل يفتقر لبنان والدول العربية إلى هذا الاختصاص؟
يتزايد في لبنان مؤخراً عدد المعالجين الانشغاليين، لكن بشكل غير كافٍ لا يلبّي الاحتياجات. ما زال إقبال الشباب على دراسة هذا الاختصاص خجولاً، فالغالبية تجهل أهميته، علماً بأنّه مطلوب في سوق العمل اللبنانية والعربية ويتقاضى المتخصص فيه راتباً جيداً. كذلك، ما زال العدد الأكبر من الدول العربية لا يقدم الاختصاص في جامعاته.