مليشيات تدمِّر مقبرة حرب العراق - إيران في تكريت

06 ابريل 2015
الصراع على أشده في تكريت (GETTY)
+ الخط -



على الرغم من الانتشار الكبير للقوات العراقية النظامية من الجيش والشرطة في مدينة تكريت، إلا أنها ما زالت غير قادرة على ضبط تصرفات المليشيات المسلحة لليوم الرابع على التوالي، رغم تحذيرات رئيس الحكومة بإحالة أي عضو بالمليشيا يثبت تورطه بعمليات حرق ونهب أو تدمير في المدينة.

وشهدت مدينة تكريت التي لم يبق منها إلا أطلال هنا أو هناك، اليوم الإثنين، جريمة أخرى تمثلت بإقدام مليشيات تابعة لـحزب الله فرع العراق على تدمير مقبرة الجيش العراقي السابق التي تضم رفات الذين قتلوا إبان حرب الثماني سنوات مع إيران في ثمانينيات القرن الماضي.

وقال ضابط بالشرطة العراقية في تكريت لـ "العربي الجديد" إن "قيادة عمليات صلاح الدين العسكرية أرسلت فجر الأربعاء الماضي مفرزة عسكرية لمنع تفجير قبور شهداء حرب إيران، وغالبيتهم من أبناء المدينة، إلا أن قائد المفرزة اتصل بآمريه عند وصوله إلى المقبرة وأبلغهم أن المقبرة قد دمرت فعلاً".

وأشار الضابط إلى أن مجموعة من كتائب حزب الله التابعة لإيران قد طوقت مقبرة تكريت، ومنعت الاقتراب منها خشية التقاط صور لعناصرها وهم يجرفون قبور متوفين تشير لوحة التعريف بهم إلى أنهم قضوا في الحرب العراقية الإيرانية.

من جهته، أكد محمد عبد الكريم القيادي في ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي إياد علاوي في حديث خاص إلى "العربي الجديد" أن "الشيعة الذين يشكلون أغلبية القوات العسكرية ووحدات مليشيات الحشد الشعبي في تكريت، ما زالوا يتصرفون من منطلق المعارضة، خصوصاً أنهم لم يستوعبوا بعد بأن السلطة في العراق أصبحت في متناول أيديهم من دون منازع منذ دخول القوات الأميركية إلى العراق عام 2003، وبالتالي فإن فكرة الانتقام من الطائفة السنية التي حكمت البلاد عشرات السنين، تجول في مخيلة الكثيرين منهم، والذين لا يجدون حرجاً في إيذاء الناس في العراق أو إلحاق الضرر بممتلكاتهم، خصوصاً أن الأحزاب والمليشيات الشيعية، ومعظمها تأسس في إيران، قد أشاعت عقب قدومها إلى العراق بعد الاحتلال ثقافة الانتقام من السنة العرب، واعتبرتهم من الموالين للرئيس الراحل صدام حسين الذي حارب إيران وانتصر عليها".

وفي سياق آخر، قال عضو مجلس محافظة صلاح الدين أن قرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بانسحاب فصائل مليشيات الحشد الشعبي من تكريت، وإحلال قوات من الجيش والشرطة وأبناء العشائر التي شاركت في عمليات تحرير المدينة من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بدلاً منها، ما زال يواجه تعقيدات في تنفيذه، بعد أن أبدت أكبر المليشيات الشيعية مثل بدر والعصائب وسرايا الخراساني وكتائب حزب الله ولواء علي الأكبر التابع للمرجعية الشيعية رفضاً للقرار، معلنة أنها ستبقى في تكريت إلى أن ينجلي الموقف الأمني فيها.

اقرأ أيضاً: مليشيات مسلحة تفرض "الخاوة" و"الدية" في العراق