ودّعت محافظة الشرقية في مصر اليوم الإثنين، محمد عبد السلام العباسي أحد أبطال حرب أكتوبر/تشرين الأول المجيدة، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 72 عاماً.
ونعى محافظُ الشرقية ممدوح غراب، البطل الراحل، معرباً عن بالغ حزنه لفقد المحافظة محمد عبد السلام العباسي، ابن مدينة القرين، أحد أبطال القوات المسلحة، وأول من رفع العلم المصري على أرض سيناء في حرب أكتوبر المجيدة إيذاناً بتحرير الأرض واسترداد الكرامة المصرية.
وُلد العباسي، وشهرته "محمد أفندي العباسي" بمدينة القرين بمحافظة الشرقية، ودفن فيها أيضا. وهي المدينة ذات التاريخ المعروف في مقاومة الاحتلال الإنكليزي.
التحق الراحل بكتّاب القرية وحفظ القرآن الكريم كاملا، ثم حصل على الشهادتين الابتدائية والإعدادية من مدارس القرين، وبعدها توقف عن الدراسة والتحق بالتجارة والزراعة، والتحق بالتجنيد في أثناء حرب أكتوبر.
وفي الساعة الثانية من ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973، حين جاءت الأوامر للقوات المرابطة على الجبهة الغربية من قناة السويس بالعبور وبدء عملية تحرير الأرض، كان العباسي في المفارز الأولى التي عبرت باستخدام القوارب المطاطية متوجهة إلى إحدى نقاط خط بارليف الحصينة بشجاعة نادرة وسط حقول الألغام والأسلاك الشائكة وهو يهتف "الله أكبر".
ثم جاءت ساعة الصفر لعبور قناة السويس، وكان العباسي في صفوف المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف ولم يهتم بالألغام والأسلاك الشائكة، وقام بإطلاق النار على الجنود الإسرائيليين المكلفين بحراسة النقطة الحصينة في الوقت الذي كانت المدفعية المصرية تطلق قذائفها على طول خط القناة.
وبحسب رواية البطل الراحل عن الواقعة نادى العباسي قائد الكتيبة، قائلا: "مبروك يا ناجي مبروك يا ناجي" وكانت رتبته مقدما في الجيش، فرد عليه وهو في قمة الفرح قائلا: "مبروك يا عباسي، ارفع علم مصر يا بطل"، فنزع العلم الإسرائيلي ورفع العلم المصري فوق أول نقطة مصرية تم تحريرها.