نفايات الوطن

23 يوليو 2015
يمرّ كالسهم من أمام المستوعبات (حسين بيضون)
+ الخط -
هو اليوم الرابع الذي يتعايش فيه اللبنانيون مع شوارعهم الممتلئة بالنفايات.

ليست النفايات منزلية فحسب، فالمعامل والمحال التجارية والمسالخ تشارك فيها وتزيد الأزمة سوءاً.

يتعايش اللبنانيون مع كثير من الانتهاكات لحقوقهم الإنسانية. فالمياه والكهرباء والطبابة وغيرها الكثير من الحاجات الأساسية، ورغم فواتيرها المرتفعة، لا تتوفر لهم إلا بعد ألف منّة من مسؤولين لا يعرفون حلّ الأمور بقدر ما يعرفون الانتفاع والانحياز والاستعراض.

أزمة النفايات تتجدد.. أطرافها واضحة، ما بين شركة وحكومة وشعب. والأخير هو الخاسر دائماً مهما توصلت له الحكومة في جلستها اليوم من نتائج.

ومع ذلك، تتراجع الأولويات لدى اللبنانيين في مثل هذا الوضع. فالشوارع التي اعتادوا المرور منها تحولت فجأة إلى تلال هائلة من النفايات تمنع المرور حتى للمشاة.

ليس لدى الشعب الكثير ليفعله. نفاياته تتكوم يوماً بعد يوم. والحلّ الوحيد لديه هو في حرقها، الأمر الذي يحولها إلى أدخنة تضرّ بأفراده قبل أن تضرّ بالبيئة ككلّ، وتسمم أجواء المدن بأكملها.

الشاب في الصورة، يمرّ كالسهم على دراجته النارية، من أمام مستوعبات فُقدت السيطرة على نفاياتها. لا يريد أن يتنشق روائحها، ولو أنّه يعرف أنّ مكبّات مماثلة تنتظره عند كلّ مفترق.

هي أزمة النفايات التي تنسي اللبنانيين أزمات أخرى، من خطف وقتل في الشارع وانتحار يومي. أزمة أخرى يراد للشعب أن يتحمل نتائجها.

إقرأ أيضاً: النفايات تتراكم في شوارع بيروت لليوم الثاني