كرم الحمد.. من معتقلات النظام إلى الأمم المتحدة

01 سبتمبر 2015
شارك في الثورة السورية منذ بدايتها (العربي الجديد)
+ الخط -

"دير الزور.. تسبح على بحر من النفط. في السنوات المقبلة سيأتي العرب للعمل لديكم"، جملة قالها علماء كانوا ينقّبون عن النفط في دير الزور. وعلى أثرها بدأ كرم الحمد، ابن المدينة الشرقية، دراسته في هندسة البترول التي أكمل سنته الرابعة فيها، قبل أن يغادر سورية بسبب الحرب.

يقول كرم لـ"العربي الجديد": "كنت دائماً أسعى لإيصال صورة المنطقة الشرقية التي نسيها نظام حافظ الأسد واستمر بشار الأسد في إهمالها، فخزان سورية الاستراتيجي من النفط لم تفتتح فيه جامعة، حتى نهاية عام 2007".

كرم من مواليد عام 1990، شارك في الثورة السورية منذ بدايتها، ويقول: "قبل بداية الثورة السورية بأيام، كتبت قصيدة عن الثورة التونسية متمنياً أن يصحو الياسمين، وفعلاً بعد أيام، انطلقت الثورة السورية، فشاركت مباشرة في التظاهرات".

نشط كرم في المجال الإعلامي، وأسس قناة يوتيوب في مارس/ آذار 2011 وبدأ برفع مقاطع فيديو الثورة، إلى أن اعتقله النظام السوري أربع مرات كانت أولاها في يوليو/ تموز 2011. أما الأخيرة فكانت في كمين مدبّر من قبل أحد أقاربه في أغسطس/ آب 2013، حيث اعتقله النظام مع شقيقه. ووجهت إليه اتهامات كانت كافية لإعدامه، وبعد نقله إلى محكمة الارهاب أخلى القاضي سبيله، لكنّ القضية ما زالت منظورة، وما زال ممنوعاً من مغادرة سورية.

استقر كرم بعدها في المناطق المحررة لدير الزور، تحديداً الميادين التي تخضع لسلطة داعش، ويوضح أنه شعر بغربة قاسية، تكاد تكون أصعب من الغربة التي يعيشها اليوم. لم يستطع الاستمرار أكثر، وهرب إلى تركيا.

في تركيا، اختير لمنحة دراسية في الولايات المتحدة الأميركية، وسافر من دون جواز سفر، بل بورقة بديلة صادرة عن الخارجية الأميركية. يقول: "قاتلت حتى أسافر للمنحة، بقيت أسبوعاً كاملاً في المطار، وكان الخروج والسفر تحدياً لي. وفي الدورة درست في القسم الأول الأكاديمي في جامعة سيراكيوز السياسية. وعملت في القسم الثاني التدريبي مع منظمة العفو الدولية على تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان".

عاد بعدها إلى تركيا، محاولاً الاستمرار في مجال الصحافة وكذلك التقدم للجامعات من أجل إنهاء سنته الدراسية الأخيرة، إلى أن وقع عليه الاختيار كمرشح سوري وحيد إلى المجلس الاستشاري الشبابي التابع للأمم المتحدة.

وبينما ينتظر نتائج التصويت ويتمنى أن تكون في صالحه، تتصارع طموحات وآمال كثيرة في نفسه، وأولها العودة إلى سورية.

اقرأ أيضاً: عبد الله العمري..الفرشاة عوضاً عن الزناد
المساهمون