لاجئون سوريون في لبنان يحلمون بغد أفضل في ألمانيا

11 سبتمبر 2015
يتقدمون بأوراقهم الثبوتية للسفارة الألمانية ببيروت (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -
وقف عشرات السوريين من رجال ونساء وأطفال أمام أبواب السفارة الألمانية شمال شرقي بيروت، وفي عيونهم بريق أمل أيقظته شائعات وتقارير عن استعداد دول أوروبية لاستضافة لاجئين.


جاء هؤلاء السوريون إلى السفارة الواقعة في منطقة المطيلب، علّهم يحجزون لأنفسهم مكاناً على سفن أشيع أنها في طريقها إلى لبنان لنقل اللاجئين إلى ألمانيا. إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن، وخاب أملهم مرة أخرى بعد إصدار السفارة الألمانية بياناً، نفت فيه هذه التقارير التي تداولتها الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.

لكن النفي الألماني لم يقنع قاصدي السفارة الهاربين من نيران الحرب السورية، الذين يتشاركون سيارات الأجرة والحافلات الصغيرة للوصول إليها.

ويقول وسام يوسف الذي فر من محافظة إدلب، شمال غربي سورية، قبل أربع سنوات، "ليس لدي خيار آخر"، مضيفاً وهو الوالد لأربعة أطفال "سمعت بقرار الدولة الألمانية تسهيل اللجوء للسوريين، وقررت أن أقدم طلباً".

ولم تأبه عشرات العائلات السورية بالعاصفة الرملية التي ضربت لبنان وبدرجات الحرارة المرتفعة، فوقفوا، أمس الخميس، عند أبواب السفارة يحملون أوراقهم الثبوتية. لكن موظفاً في السفارة كان يردد بشيء من العصبية للمنتظرين "لا أعرف ماذا أقول لكم... ليس هناك لجوء ولا هجرة إلى ألمانيا".

اقرأ أيضاً:ألمانيا تنتقد أوروبا لتعاملها مع اللاجئين..وتضع "الشنغن" على المحك

ويقول يوسف بتصميم "في حال لم نحصل على تأشيرة خلال عشرة أيام، سنختار طريق التهريب"، ويضيف "أريد فقط أن أضمن مستقبلاً لأولادي".

ويمكن للاجئين في لبنان تقديم طلب لجوء إلى ألمانيا عبر برنامج إعادة التوطين التابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو عبر الحصول على تأشيرات إلى ألمانيا تتيح لهم فور الوصول إليها المطالبة باللجوء. إلا أن عدداً محدوداً فقط استطاع الإفادة من هذين الحلين في لبنان، الذي يستضيف أكثر من 1,1 مليون لاجئ سوري.

ويرى الكثيرون في لبنان أن الوقت حان للمغادرة. وقال رجل من الغوطة الشرقية، وقد احمرت عيناه من كثرة البكاء، "ألمانيا هي التي تستوعب أكبر عدد من اللاجئين، ولديها حس إنساني أكثر من غيرها".

اقرأ أيضاً:النخب الألمانيّة ترحّب باللاجئين

ولا يكف وضع اللاجئين السوريين في لبنان عن التدهور. وفي يوليو/تموز، خفض برنامج الأغذية العالمي مساعدته الشهرية لهم. وفرضت السلطات اللبنانية إجراءات مكلفة على عمليات تجديد وثائق الإقامة للسوريين.

وليست رحلات الهجرة غير القانونية أمراً سهلاً. ويروي رجل غزا الشيب شعره، أنه لم يعد يملك تكلفة السفر عبر طرق التهريب بعدما صرف مدخرات عائلته في لبنان. أما آخرون فتلاحقهم صور اللاجئين والمهاجرين الذين لقوا حتفهم في طريقهم إلى أوروبا. وبالنسبة إلى خليل "لا أثق بتسليم عائلتي لأحد. لا نجرؤ أن نسافر تهريباً". ويؤكد أنه مستعد لتقديم طلبات إلى أكثر من سفارة ليضمن وصول عائلته إلى أوروبا سالمة.

وبعكس خليل، يبدي كثيرون استعدادهم للمخاطرة. وتقول صفاء فيما ابنها إلى جانبها "سنسافر مع المهربين وسندخل (ألمانيا) بالقوة. بعد أربع سنوات من الحرب ذقنا خلالها طعم المر، لم نعد نخشى شيئاً".

اقرأ أيضاً:عدد قياسي من المهاجرين وصلوا ألمانيا واستقبلوا بالترحيب