وجدت الرحالة الإيرانية رؤيا لقمانيان طريقها في وقت متأخر. قبل 17 عاماً، بدأت تجول العالم سيراً على الأقدام وبدراجتها الهوائية
ليست صغيرة في السن، ولم تبدأ مشوارها في الترحال داخل إيران وحول العالم في وقت مبكّر، لكنها حققت ما تريد، وحملت رسالة سلام للحفاظ على البيئة وحل مشاكلها في الداخل والخارج، قاطعة آلاف الكيلومترات إما سيراً على الأقدام أو على دراجتها الهوائية. أصبحت الرحالة الإيرانية صاحبة الحلم والرؤية لتصبح اسماً على مسمى كما يقول البعض.
تقول رؤيا لقمانيان (57 عاماً) إنها ما زالت مفعمة بالنشاط وقادرة على تحقيق ما تحب. بدأت مشوارها في الترحال والتنقل داخل بلادها وخارجها منذ 17 عاماً، هي التي تحب الطبيعة وتحمل شهادة في علم النفس، كما أنها أم لولدين.
تشرح لـ "العربي الجديد" أن المشوار الحقيقي بدأ في عام 2008، حين غادرت إيران إلى الحدود الصينية سيراً على الأقدام، لتحمل علم السلام إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي استقبلتها العاصمة الصينية بكين في ذلك الوقت. قبل ذلك، كانت تمشي وتركض كثيراً، لكنها بدأت مشوارها كرحالة محترفة في ذلك العام.
في أسفارها، كانت تعتمد على المشي. لكن بعد فترة، قررت استخدام الدراجة الهوائية. بداية، وصلت إلى كينيا بدراجتها، وبعدها إلى دول أوروبية كثيرة، وأخرى عربية كالإمارات العربية المتحدة. وكانت النتيجة الوصول إلى عشرة بلدان سيراً على الأقدام، وإلى خمسة وعشرين بلداً من خلال الدراجة. تضيف أنه في بداية رحلاتها، خصوصاً تلك التي بدأتها داخل إيران، كانت تحمل رسالة حب وسلام إلى مختلف القوميات والأعراق المختلفة التي تسكن البلاد. حملت بعد ذلك الرسالة نفسها من إيران إلى العالم، وترى أن ذلك واجب اجتماعي لتغيير وجه بلادها أمام كثيرين. ومع مرور الوقت، تعرفت أكثر على ثقافات وتاريخ شعوب أخرى، وغيرت مواقفها حيال أشياء كثيرة وأصبحت أكثر عمقاً كما تقول. زادت من الرسائل التي تعمل على إيصالها للناس خلال الرحلات التي تقوم بها بدافع شخصي بحت، وبدأت الدفاع عن البيئة وقضاياها، وحملت مشاكلها إلى المسؤولين خصوصاً في الداخل الإيراني.
في إيران نفسها، قطعت البلاد من شمالها إلى جنوبها، وحملت مياهاً من بحر قزوين الواقع شمالاً وسكبتها في تلك الخليجية الموجودة في الجنوب. تقول: "نحن بلد واحد". كما تركز على المشاكل الخاصة بالبيئة، لا سيما التلوث والعواصف الترابية، وقد قامت برحلة في خوزستان جنوب إيران التي تعاني بعض مدنها من تلوث بنسب مرتفعة للغاية، وتحاول في الوقت الراهن إيصال تبعات هذا الخطر إلى مسامع المسؤولين، ولكل من تلتقيهم في رحلاتها.
حققت أرقاماً قياسية عدة خلال رحلات مختلفة داخل إيران، من دون أن تحقق أمراً مماثلاً في الخارج. تكتفي بالقيام بما تحب وتستطيع من خلاله إيصال رسائلها. دونت لقمانيان كل ما تحلم به أو صادفته خلال رحلاتها في كتابين، تقول إنّها طبعتهما على حسابها الشخصي. تحلم بكتابة المزيد من المذكرات لكن لذلك تكاليف قد لا تستطيع تحملها.
تقوم لقمانيان بتدريبات مكثّفة وقاسية قبيل كل رحلة. تتدرب على تسلق الجبال والمرتفعات، ويترافق ذلك مع تمارين رياضية صعبة تساعدها على تحمل المصاعب التي قد تواجهها في رحلاتها بحسب تعبيرها.
ولدى سؤالها عن طبيعة المشاكل التي تواجهها خلال رحلاتها التي تقوم بها بدافع شخصي، توضح أن المشاكل داخل إيران تختلف عن تلك التي تعترضها خارجها. في بلادها، تعاني حين تقود الدراجة، لأنه ما من ثقافة خاصة بقيادة الدراجات الهوائية، خصوصاً على الطرقات العامة والمزدحمة، والطرقات التي تصل بين المدن. وفي بعض الأحيان، تتعرض لمضايقات ترتبط بزيادة عدد السيارات، وعدم وجود ثقافة تعامل مع الرحالة على الدراجات. ولا تعاني من أمر مماثل خلال رحلاتها في أوروبا. لكن في مناطق هذه القارة بالذات لا تستطيع أن تفتح خيمتها وتنام وتستريح حين ترغب، كما تفعل في إيران، فتواجه مشكلة في الإقامة.
كما أن رحلاتها وحيدة في غالبية الأوقات تجعل الأمور أكثر صعوبة. لذلك، تبحث دائماً عن رفاق سفر يكونون قادرين على القيام بما تفعله، فضلاً عن ضرورة إيمانهم بالشعارات التي تحملها، ما يزيد من الوعي المجتمعي. وعن ردود فعل الإيرانيين حين يقابلونها وهي على دراجتها تتنقل من مكان إلى آخر، تقول لقمانيان إن الانطباع إيجابي للغاية على الرغم من الصعوبات، خصوصاً من النساء اللواتي يستمعن لها ويصغين لما تقوله ويشعرن بالفخر كونها امرأة تقوم بذلك بجرأة. صحيح أن بعض الإيرانيين يستغربون ما تفعله، لكنهم يمنحونها طاقة إيجابية تزيد من قدرتها على الاستمرار في رحلتها مهما بلغ عدد أيامها أو زادت مشقتها.
اقــرأ أيضاً
وتصف ردود فعل الداخل بأنها أكثر إيجابية من الخارج. ربما اعتادت بعض الدول على وجود رحالة. مع ذلك، تقوم بدور هام إلى جانب ترحالها وممارسة هوايتها التي تحب.
تواجه لقمانيان مشكلة عدم وجود راع رسمي لها، وقد حصلت عليه مرة خلال رحلتها إلى الصين. تقول إنها احتاجت أربع سنوات لتخطط لتلك الرحلة، لكنها نجحت في النهاية في الحصول على دعم حكومي. كما أن سفارات إيران في البلدان التي قطعتها سيراً على الأقدام حتى وصلت إلى الصين قدمت لها اللازم. لكن الأمر لم يتكرر في أسفار أخرى تحملت مسؤوليتها بشكل شخصي، وإن ساعدتها بعض المنظمات البيئية.
تشير لقمانيان إلى أنها أطلقت رحلات جماعية برفقة دراجين هوائيين. لكنها ما زالت تبحث عن رفاق درب. تؤكد أنها حققت 80 في المائة من أحلامها، وما زالت تسعى لتحقيق أمور أخرى لكن ضيق الوقت يقف في طريقها أحياناً. كتبت صحف كثيرة محلية وعالمية عن لقمانيان، المرأة الإيرانية الرحالة، ما زادها إصراراً كون ذلك يساعدها على نشر ما تريد من رسائل وأهداف. وتتابع الآن مسألة تلوث منطقة خوزستان جنوب إيران، وتخطط في الوقت الراهن لرحلتها القادمة التي ستنطلق فيها من تركيا عبر البوسفور لتصل إلى أوروبا وتقطعها كاملة وصولاً إلى السويد.
ليست صغيرة في السن، ولم تبدأ مشوارها في الترحال داخل إيران وحول العالم في وقت مبكّر، لكنها حققت ما تريد، وحملت رسالة سلام للحفاظ على البيئة وحل مشاكلها في الداخل والخارج، قاطعة آلاف الكيلومترات إما سيراً على الأقدام أو على دراجتها الهوائية. أصبحت الرحالة الإيرانية صاحبة الحلم والرؤية لتصبح اسماً على مسمى كما يقول البعض.
تقول رؤيا لقمانيان (57 عاماً) إنها ما زالت مفعمة بالنشاط وقادرة على تحقيق ما تحب. بدأت مشوارها في الترحال والتنقل داخل بلادها وخارجها منذ 17 عاماً، هي التي تحب الطبيعة وتحمل شهادة في علم النفس، كما أنها أم لولدين.
تشرح لـ "العربي الجديد" أن المشوار الحقيقي بدأ في عام 2008، حين غادرت إيران إلى الحدود الصينية سيراً على الأقدام، لتحمل علم السلام إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية التي استقبلتها العاصمة الصينية بكين في ذلك الوقت. قبل ذلك، كانت تمشي وتركض كثيراً، لكنها بدأت مشوارها كرحالة محترفة في ذلك العام.
في أسفارها، كانت تعتمد على المشي. لكن بعد فترة، قررت استخدام الدراجة الهوائية. بداية، وصلت إلى كينيا بدراجتها، وبعدها إلى دول أوروبية كثيرة، وأخرى عربية كالإمارات العربية المتحدة. وكانت النتيجة الوصول إلى عشرة بلدان سيراً على الأقدام، وإلى خمسة وعشرين بلداً من خلال الدراجة. تضيف أنه في بداية رحلاتها، خصوصاً تلك التي بدأتها داخل إيران، كانت تحمل رسالة حب وسلام إلى مختلف القوميات والأعراق المختلفة التي تسكن البلاد. حملت بعد ذلك الرسالة نفسها من إيران إلى العالم، وترى أن ذلك واجب اجتماعي لتغيير وجه بلادها أمام كثيرين. ومع مرور الوقت، تعرفت أكثر على ثقافات وتاريخ شعوب أخرى، وغيرت مواقفها حيال أشياء كثيرة وأصبحت أكثر عمقاً كما تقول. زادت من الرسائل التي تعمل على إيصالها للناس خلال الرحلات التي تقوم بها بدافع شخصي بحت، وبدأت الدفاع عن البيئة وقضاياها، وحملت مشاكلها إلى المسؤولين خصوصاً في الداخل الإيراني.
في إيران نفسها، قطعت البلاد من شمالها إلى جنوبها، وحملت مياهاً من بحر قزوين الواقع شمالاً وسكبتها في تلك الخليجية الموجودة في الجنوب. تقول: "نحن بلد واحد". كما تركز على المشاكل الخاصة بالبيئة، لا سيما التلوث والعواصف الترابية، وقد قامت برحلة في خوزستان جنوب إيران التي تعاني بعض مدنها من تلوث بنسب مرتفعة للغاية، وتحاول في الوقت الراهن إيصال تبعات هذا الخطر إلى مسامع المسؤولين، ولكل من تلتقيهم في رحلاتها.
حققت أرقاماً قياسية عدة خلال رحلات مختلفة داخل إيران، من دون أن تحقق أمراً مماثلاً في الخارج. تكتفي بالقيام بما تحب وتستطيع من خلاله إيصال رسائلها. دونت لقمانيان كل ما تحلم به أو صادفته خلال رحلاتها في كتابين، تقول إنّها طبعتهما على حسابها الشخصي. تحلم بكتابة المزيد من المذكرات لكن لذلك تكاليف قد لا تستطيع تحملها.
تقوم لقمانيان بتدريبات مكثّفة وقاسية قبيل كل رحلة. تتدرب على تسلق الجبال والمرتفعات، ويترافق ذلك مع تمارين رياضية صعبة تساعدها على تحمل المصاعب التي قد تواجهها في رحلاتها بحسب تعبيرها.
ولدى سؤالها عن طبيعة المشاكل التي تواجهها خلال رحلاتها التي تقوم بها بدافع شخصي، توضح أن المشاكل داخل إيران تختلف عن تلك التي تعترضها خارجها. في بلادها، تعاني حين تقود الدراجة، لأنه ما من ثقافة خاصة بقيادة الدراجات الهوائية، خصوصاً على الطرقات العامة والمزدحمة، والطرقات التي تصل بين المدن. وفي بعض الأحيان، تتعرض لمضايقات ترتبط بزيادة عدد السيارات، وعدم وجود ثقافة تعامل مع الرحالة على الدراجات. ولا تعاني من أمر مماثل خلال رحلاتها في أوروبا. لكن في مناطق هذه القارة بالذات لا تستطيع أن تفتح خيمتها وتنام وتستريح حين ترغب، كما تفعل في إيران، فتواجه مشكلة في الإقامة.
كما أن رحلاتها وحيدة في غالبية الأوقات تجعل الأمور أكثر صعوبة. لذلك، تبحث دائماً عن رفاق سفر يكونون قادرين على القيام بما تفعله، فضلاً عن ضرورة إيمانهم بالشعارات التي تحملها، ما يزيد من الوعي المجتمعي. وعن ردود فعل الإيرانيين حين يقابلونها وهي على دراجتها تتنقل من مكان إلى آخر، تقول لقمانيان إن الانطباع إيجابي للغاية على الرغم من الصعوبات، خصوصاً من النساء اللواتي يستمعن لها ويصغين لما تقوله ويشعرن بالفخر كونها امرأة تقوم بذلك بجرأة. صحيح أن بعض الإيرانيين يستغربون ما تفعله، لكنهم يمنحونها طاقة إيجابية تزيد من قدرتها على الاستمرار في رحلتها مهما بلغ عدد أيامها أو زادت مشقتها.
وتصف ردود فعل الداخل بأنها أكثر إيجابية من الخارج. ربما اعتادت بعض الدول على وجود رحالة. مع ذلك، تقوم بدور هام إلى جانب ترحالها وممارسة هوايتها التي تحب.
تواجه لقمانيان مشكلة عدم وجود راع رسمي لها، وقد حصلت عليه مرة خلال رحلتها إلى الصين. تقول إنها احتاجت أربع سنوات لتخطط لتلك الرحلة، لكنها نجحت في النهاية في الحصول على دعم حكومي. كما أن سفارات إيران في البلدان التي قطعتها سيراً على الأقدام حتى وصلت إلى الصين قدمت لها اللازم. لكن الأمر لم يتكرر في أسفار أخرى تحملت مسؤوليتها بشكل شخصي، وإن ساعدتها بعض المنظمات البيئية.
تشير لقمانيان إلى أنها أطلقت رحلات جماعية برفقة دراجين هوائيين. لكنها ما زالت تبحث عن رفاق درب. تؤكد أنها حققت 80 في المائة من أحلامها، وما زالت تسعى لتحقيق أمور أخرى لكن ضيق الوقت يقف في طريقها أحياناً. كتبت صحف كثيرة محلية وعالمية عن لقمانيان، المرأة الإيرانية الرحالة، ما زادها إصراراً كون ذلك يساعدها على نشر ما تريد من رسائل وأهداف. وتتابع الآن مسألة تلوث منطقة خوزستان جنوب إيران، وتخطط في الوقت الراهن لرحلتها القادمة التي ستنطلق فيها من تركيا عبر البوسفور لتصل إلى أوروبا وتقطعها كاملة وصولاً إلى السويد.