"هذه حياتي"... مطبخ رمضاني في إدلب يعيد الألفة المفقودة للنازحين

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
05 مايو 2020
C850F95B-835A-4806-AD60-66EE172656F7
+ الخط -
تجتمع المتطوعات في المطبخ الرمضاني، الذي تشرف عليه مجموعة "هذه حياتي" في مدينة إدلب، شمال غربي سورية لإعداد وجبات طعام للنازحين، ليتذكّرن ما افتقدنه في شهر رمضان الحاليّ، ويتبادلن الأحاديث حول المستقبل، إذ أعاد لهنّ العمل الجماعي شيئاً من الحماس الذي خبا بفعل الظروف القاسية التي مررن بها.

مشرفة المطبخ في المجموعة نجلاء البيطار تحدثت لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، عن فكرته والهدف منه، قائلة: "نحن مجموعة من المتطوعات العاملات بهذا المطبخ اخترنا له اسم (هذه حياتي)، وتركنا باب التطوع مفتوحاً، إذ انضمت إلينا طباخات، بينهن زوجات معتقلين، وسنعمل معاً طيلة شهر رمضان المبارك لإدخال الفرحة إلى قلوب الناس".

وتابعت البيطار: "الهدف من هذا المطبخ هو إعداد وجبات يتم توزيعها بشكل يومي على النازحين في المخيمات والعوائل الفقيرة ضمن مدينة إدلب، ونعدّ يومياً نحو 300 وجبة"، مضيفة "عبر العمل التطوعي نعيش أجواء رمضان التي افتقدناها قبل الثورة وحتى من 10 أعوام".

وتوضح "في ظل الحرب وما رافقها من أزمة، غادر كثيرون سورية، فلم يعد هناك اجتماع للأهل والأصحاب، وحتى المتطوعات العاملات معنا، هنّ فاقدات لأزواجهنّ، افتقدن جوّ الأسرة الذي يجب أن يعشنه في رمضان، وهنّ يستفدن من هذه الوجبات التي يقمن بإعدادها بأخذ قسم منها لأطفالهنّ".

ويلاحق الشعور بالتوتر أم محمد على الرغم من حالة الهدوء النسبي في مدينة إدلب، وتخبر "العربي الجديد" ما مرت به قائلة: "نزحنا من دمشق وأتينا لنعيش في إدلب، نشعر حالياً بالتوتر والخوف من الحرب وعدم الاستقرار، فلا نعلم متى يتجدد القصف أو إلى متى يستمر الهدوء، كلّ شيء تغيّر، والقلق في شتى نواحي الحياة خاصة في شهر رمضان".
ولم يبق لها من الماضي سوى ذكريات كما توضح "أعود بذاكرتي إلى 15 عاماً خلت، كان أولادي جميعاً بالقرب مني، وكذا الأهل والجيران، اليوم أفتقد كل هذا، الأولاد تفرقوا كلّ منهم في مكان، الإخوة والأهل والجيران الأعزاء كلهم باتوا بعيدين في الوقت الحالي".

وتتحدث أم محمد عن تقاليد اعتادت عليها وقد غابت في شهر رمضان الحالي، وتقول "من التقاليد التي افتقدناها بسبب الحرب، وزادتها أزمة فيروس كورونا، الموائد الرمضانية التي اختفت، بالإضافة إلى اجتماع الأهل والأحباب، وفرحة اللمة والصغار، والاستعداد للعيد، كلها مظاهر اندثرت ولم يبق منها شيء".

غير أنها تستدرك "العمل مع مجموعة (هذه حياتي) منحني شيئاً من الطمأنينة والأمان والشعور بأنّ الخير لا يزال موجوداً، رغم الخوف الدفين من الحرب ومن المستقبل".

وتسهم المطابخ الرمضانية بتخفيف بعض الأعباء عن النازحين في المخيمات بريف إدلب الشمالي، إضافة للنازحين المقيمين في المدن، وهذا ما أشار إليه محمد السوري، العامل بإحدى المنظمات الإغاثية في إدلب، إذ أوضح أن الوجبة قد لا تكون كافية للعائلة، لكنها تسهم لحد ما بتقليل المصاريف عنها في الوقت الحالي.

ويبلغ عدد النازحين في المخيمات شمال غربي سورية نحو مليون شخص في الوقت الحالي، يتوزعون على 1277 مخيماً، أما المخيمات العشوائية فيبلغ عددها 366 مخيماً ويسكنها 183 ألف نازح، بحسب إحصائيات فريق "منسقو استجابة سورية"، ويقدر عدد النازحين الكلي في إدلب بنحو مليوني شخص.

ذات صلة

الصورة
الهلال الأحمر القطري يفتتح قريتين سكنيتين شمال غرب سورية، 18 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل منظمة الهلال الأحمر القطري العمل في الإسكان الإنساني في مناطق شمال غربي سورية، حيث افتتحت قريتين في منطقة كفر جالس غربي مدينة إدلب.
الصورة
النازح السوري محمد كدرو، نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أُصيب النازح السوري أيمن كدرو البالغ 37 عاماً بالعمى نتيجة خطأ طبي بعد ظهور ضمور عينيه بسبب حمى أصابته عندما كان في سن الـ 13 في بلدة الدير الشرقي.
الصورة
فك الاشتباك جندي إسرائيلي عند حاجز في القنيطرة، 11 أغسطس 2020 (جلاء مرعي/فرانس برس)

سياسة

تمضي إسرائيل في التوغل والتحصينات في المنطقة منزوعة السلاح بين الأراضي السورية ومرتفعات الجولان المحتلة، في انتهاك لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974.
الصورة
معاناة النازحين في سورية، 12 نوفمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواجه عائلة علي إدريس واقعاً قاسياً في ظل الفقر المدقع الذي تعيشه، ذلك بعد نزوحها من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب جنوبي سورية قبل خمسة أعوام