مصر: وجبات صحية للمعزولين منزلياً وكمامات للفقراء

07 يونيو 2020
بائعة خضار بالكمامة في أحد أسواق القاهرة (زياد أحمد/Getty)
+ الخط -
تحولت دعوة للمساعدة في الحدّ من آثار كورونا في مصر، إلى مبادرة متكاملة لدعم المعزولين منزلياً بالوجبات الصحية

عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تأسست مجموعة باسم "وجبات صحية لمصابي كورونا المعزولين في المنزل". هذه المبادرة التي كما يدلّ عليها اسمها، تعمل بقدرتها على الحدّ من الآثار التي خلفها فيروس كورونا الجديد على مستوى مصر، لا سيما تجاه الأشخاص المصابين بالفيروس المتواجدين في العزل الصحي في منازلهم. خطت المبادرة أولى خطواتها الفعلية، بضمّ أكبر عدد من المتضامنين مع الفكرة والمتحمسين لتنفيذها، خصوصاً بعد رفض بعض المطاعم توصيل الطلبات إلى منازل المصابين، فضلاً عن احتياج هؤلاء إلى غذاء صحي مغذٍّ ونظيف كجزء أساسي من العلاج.



وفي هذا الإطار، كتبت الصحافية بسمة مصطفى، صاحبة فكرة المبادرة، أنّها تهدف إلى إعداد وتجهيز وجبات الغداء للمعزولين في المنازل، والذين ليست لديهم المقدرة الصحية على إعداد الطعام لأنفسهم، وذلك مع تزايد حالات العزل المنزلي لمصابي كورونا في مصر، وامتناع عدد كبير من المطاعم عن توصيل الوجبات إلى العمارات التي يقطن فيها المصابون خوفاً من الإصابة بالعدوى.



بدأت بسمة وأصدقاؤها في جمع التبرعات وإعداد الوجبات بأنفسهم، مع الحرص على أن تكون وجبات صحية متكاملة القيمة الغذائية، فضلاً عن احتوائها على السلطة والخضار والفواكه، ثم بعد ذلك، تولوا بالتعاون مع عدد آخر من المتطوعين، مهمة توصيل تلك الوجبات إلى الأسر والأفراد المستحقين. وشهدت المبادرة دعماً كبيراً وتطوعاً منذ اليوم الأول، سواء ممن أبلغوا عن مصابين يحتاجون إلى المساعدة في محيطهم، أو من تولوا مهمة شراء الخامات المطلوبة لإعداد الوجبات. وهناك من تطوع للمساعدة في الطبخ في مطبخه، وهناك المتطوعون في توصيل الطلبات. وتحمس للفكرة أيضاً عدد من الشخصيات العامة والفنانين، كان آخرهم الفنان المصري طارق لطفي، الذي تبرع بثمن 50 وجبة. كذلك، تطوع عدد من الطباخين المحترفين لتجهيز الوجبات، لخبرتهم في تنسيق هذا العدد الكبير منها، خصوصاً مع تزايد أعداد الطلبات يوماً بعد يوم، تزامناً مع زيادة الإصابات المعزولة منزلياً في فترة انتشار الوباء في مصر.

وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت عن مجموعة من الإرشادات الهامة للأشخاص المخالطين لحالات مصابة بفيروس كورونا، أثناء العزل المنزلي، أبرزها "عدم التواجد داخل غرفة عزل المريض. وفي حال الاختلاط مع الشخص المعزول، حافظ على مسافة مترين بينكما. واستخدام المريض غرفة نوم وحمام منفصلين عن باقي أفراد الأسرة. ومنع الزيارات تماماً. واستخدام أدوات الوقاية الصحية مثل الكمامة في حال الاختلاط ثم التخلص منها. وتغطية الفم بالمنديل عند العطس أو السعال".

مبادرة مجتمعية صغيرة أخرى، بجهود وحماس كبيرين، انطلقت أيضاً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، لتوزيع كمامات بعد تعقيمها وتغليفها ثم توزيعها في عدد من الأحياء الأكثر فقراً في المحافظات المختلفة. ويجري إنتاج الكمامات القماشية التي يجوز غسلها وتعقيمها وإعادة استخدامها، بعد تبرع فاعلي خير بالقماش المطلوب الأصلح للاستخدام، ومن بعدها تطوع مشغل خياطة بتجهيزها. وحرصت صاحبة المبادرة، الشابة ريم العدل، على التذكير بأنّ "الكمامات ليست بديلة عن التباعد الاجتماعي وبقية الإجراءات الوقائية، كما أنّ الكمامات القماشية قد لا تكون الأسلم من الناحية الصحية، لكنّها الأقرب لواقع محدودي الدخل". وداخل كلّ مغلف بلاستيكي يحتوي على الكمامة، وضعت منفذة المبادرة ورقة تعليمات للوقاية من الإصابة، وكيفية وضع الكمامة وخلعها وغسلها وإعادة استخدامها.



يذكر أن منظمة الصحة العالمية، لا تنصح باستخدام الكمامات غير الطبية، وتؤكد "قد تزيد الكمامات غير الطبية أو الكمامات القماشية من احتمال إصابة الشخص بعدوى كورونا، إذا تسببت قذارة اليدين في تلويث الكمامة أو تكرر لمسها أو إبعادها عن الفم والأنف برفعها على أجزاء أخرى من الوجه أو الرأس ثم إعادتها مرة أخرى فوق الفم والأنف. وقد تسبب الكمامة ضيق تنفس، بحسب النوع المستخدم. وقد تؤدي إلى إتلاف بشرة الوجه أو إلى صعوبة في التواصل بوضوح، وقد تكون غير مريحة. وقد يؤدي استخدام الكمامة إلى خلق شعور زائف بالأمان لدى من يضعها، من دون أن يحقق فوائد واضحة، مما يؤدي إلى التراخي في ممارسة التدابير الوقائية المسلّم بفائدتها، مثل التباعد الجسدي ونظافة الأيدي".



ووصل عدد الإصابات بالفيروس في مصر إلى أكثر من 32 ألفاً، مع شفاء أكثر من ثمانية آلاف منهم، ووفاة نحو 1200.