بالصور: طفل مصري مسجون ساقه احترقت ومعرّضة للبتر

05 يوليو 2015
الطفل يعاني حروقاً درجة ثانية منذ أسبوعين (العربي الجديد)
+ الخط -
يواجه طفل مصري خطر بتر ساقه، بعد اعتقاله عند مروره بالقرب من تظاهرة واحتجازه في سجن كرموز بالإسكندرية، حيث انسكب ماء مغلي على قدمه فتسبب بحروق من الدرجة الثانية، وما زال في سجنه دون رعاية طبية في ظل تدهور حالته، وجدد القاضي حبسه 45 يوماً.

الصبي عبد الرحمن مصطفى محيي الدين، يبلغ من العمر 13 عاماً ونصف عام، خرج من منزله ليشتري أغراضاً لوالدته، في الوقت الذي صادف مرور مسيرة أمام منزله، وحين وقف الطفل لمشاهدة المسيرة، كانت قوات الأمن تهاجم المتظاهرين، فتم اعتقاله مع آخرين من العمر نفسه واتهامهم بالتظاهر والبلطجة والترويع.

وقالت المحامية سمية عادل، عضو الفريق الذي تطوع للدفاع عن الأطفال المتهمين في القضية، إنه حين تم عرض عبد الرحمن على القاضي محمد هاشم، الأسبوع الماضي، كانت قدم الطفل محروقة وآثار الحروق والصديد وعدم وجود أية عناية طبية له ظاهرة أمام القاضي والمحامين، إلا أن القاضي حكم بتجديد حبسه 45 يوماً. 

وأوضحت أنه رغم مناشدات الدفاع لهيئة المحكمة أن تنظر بعين الإنسانية والرحمة لحالة الطفل ودموعه، وحديث المحامين عن انتفاء مبررات الحبس الاحتياطي في حق القصّر، وأن المادة 120 من قانون الطفل تنص على أنه لا يُحبَس احتياطياً الطفل الذي لا يتجاوز 15 عاماً، وأنه يجوز للنيابة إيداعه أحد دور الملاحظة مدة لا تزيد على أسبوع وتقديمه عند كل طلب إذا كانت ظروف الدعوى تستوجب التخفيف عليه، على ألا تزيد مدة الإيداع على أسبوع، ما لم تأمر المحكمة بمدها وفقاً لقواعد الحبس الاحتياطي المعمول بها في قانون الإجراءات الجنائية.

وتعرّض الولد للحرق منذ نحو أسبوعين، ولكنه أبلغ أمه متأخراً لخوفه عليها من الفجيعة، على حد قوله، وتقدمت الأم بطلب نقل الولد إلى أحد مستشفيات الحروق، ولكن مأمور السجن تعلّل بأنه لا بد أن يأتي تصريح له من النيابة.

رسالة عبد الرحمن مصطفى إلى أمه


وأشارت محامية الطفل إلى أن القانون يجعل المأمور مسؤولا عن المساجين الموجودين في حوزته، مضيفة أن "الولد ظل أسبوعا كاملا يتم التغيير على قدمه بصورة بدائية جداً من قبل أحد المعتقلين معه في السجن، وذلك أمر غاية في الخطورة، فقدمه ممتلئة بالصديد وغير مغطاة، ما يعرّضها للتلوث، وهو يتنقل بين النيابة والقسم والسجن".

وبعد فترة من تفاقم جروح الطفل الناتجة عن الحرق، وسماح إدارة السجن بعرضه على طبيب، رفض كل من المستشفى الميري ومستشفى الجمهورية ورأس التين بالإسكندرية استقبال حالته حيث مر على الحرق أكثر من 24 ساعة.
وبعد مرور 12 يوماً على احتراق قدمه، تطوّع أحد الأطباء بمعاينة وتطهير جراحه أثناء وجود الطفل في مقر النيابة، وقام بهذا العمل في ممرات النيابة.

عبد الرحمن مصطفى 


وأوضحت المحامية الحقوقية إنه "ليس المروع والمفجع في نظري صغر سنّه ولا التهم الموجهة له من بلطجة وترويع مواطنين وتظاهر، ولكن المؤلم والمنافي للإنسانية والقيم وكل الأديان، أن الطفل أصيب بحروق في قدمه في سجن كرموز، حيث تحتجزه قوات الأمن، نتيجة سقوط "غلاية مياه" على قدمه، والحروق التي أصيب بها من الدرجة الثانية"، ولكن مشهد قدمه التي أثارت غضب وقشعريرة كل من وقعت عينيه عليها، تقول إن الحرق ينبئ ببتر القدم إذا لم يتم إسعافه بسرعة. 

وما زال عبد الرحمن محتجزاً في سجن كرموز، يعاني تعنت إدارة السجن مع حالته، مع عدم توافر أية ظروف صحية داخل السجن، ما يُخشى معه ان تتعرّض ساقه للبتر.

دلالات