بهدف إعادة الروح إلى مدارس منسيّة واقعة في بعض مناطق الريف التونسي، راح كريم عرفة يرمّم مستلزمات المدارس المهملة والقديمة ويصلح ما أمكن من أضرار في مبانيها، فيطلي الجدران ويجمّل الحدائق والباحات.
وكان عرفة قد اتّخذ قراره قبل نحو عامَين، متعاوناً في البداية مع جمعيات خيرية ساعدته في توفير المعدّات والمواد الأوّلية، لكنّه واصل عمله بمفرده لاحقاً، مع العلم أنّه يعمل في مجال الديكور وهو صاحب شركة للأشغال العامة. وبعدما ذاع صيته، راحت مدارس عدّة تلجأ إليه وتطلب منه إدخال تحسينات عليها.
لا يخفي عرفة، البالغ من العمر 34 عاماً، وهو من محافظة سليانة، شمال غربي تونس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّه واجه في بداية عمله "صعوبات عدّة، إذ كان ثمّة مشرفون يصدّونني ويرفضون تدخّلي، على الرغم من أنّني أقوم بذلك من دون أيّ مقابل". وقد تكلّف في إحدى المدارس نحو 30 ألف دينار تونسي (نحو 10 آلاف و700 دولار أميركي)، من ماله الخاص، لأعمال الصيانة وشراء المواد اللازمة، كالطلاء وغيره.
ويشير عرفة إلى أنّ "مستلزمات المدارس المتهالكة من كراس وطاولات تُجمع عادة في مكان محدد فيها، حيث تبقى لأعوام قبل أن يتخلّص المعنيّون منها، في حين أنّه في الإمكان ترميمها وإعادتها جديدة وإعادة الروح إليها".
ويخبر عرفة بأنّه زار "مدارس عدّة في مدن كسرة وقعفور والكريب بمحافظة سليانة، وفي منطقة حبيب بورقيبة ومدينة جبنيانة بمحافظة صفاقس، جنوب شرقي تونس، وفي مدينة المروج بمحافظة بن عروس، وفي العاصمة تونس، وفي محافظة بنزرت، شمالي البلاد. في خلال عامَين، تولّيت صيانة 12 مدرسة بشكل كلي، فطُليت جدرانها بألوان زاهية وعادت طاولاتها وكراسيها جديدة وحدائقها جميلة، الأمر الذي أسعد التلاميذ وكذلك المدرّسين".
يضيف أنّ "المدارس الريفية شبه منسيّة، وقد اكتشفت أنّ إعادة ترميمها تدخل السعادة إلى قلوب الأطفال، لذا واصلت ما بدأت به وخصّصت وقتّي بمعظمه لهذا العمل الإنساني". ويؤكد أنّه "عند بدء ذلك، لمست فرحة لا أستطيع وصفها ورأيت كيف بكى التلاميذ وهم ينظرون إلى مباني مدارسهم بعد تغييرها. وأنا لن أنسى أبداً تلك الدموع وما شهدته كلّما عاد التلاميذ من عطل نهاية الأسبوع ووجدوا طاولات وكراس جديدة".
بالنسبة إلى عرفة، فإنّ "مجرّد قدرتي على تغيير الواقع وإصلاح ما هو معطوب، يكفي لمنحي شجاعة الاستمرار في هذا العمل الإنساني"، مشدداً على أنّ "المجتمع المدني قادر على الإصلاح وإدخال إضافة ما إلى المدارس التونسية، فلا يُثقَل كاهل وزارة التربية التونسية بأعباء يمكن لسواها تحمّلها. بالتالي، لا بدّ من العمل وإطلاق مبادرات خاصة، كلّ من موقعه. يمكن للبعض تقديم المساعدة بالمال وبعض آخر بالتجهيزات".
يضيف: "أنا لست قادراً بمفردي على الوصول إلى مئات المدارس التي تحتاج إلى صيانة ثمّ التدخّل لتحقيق ذلك. لكن في إمكان أيّ شخص أو مجموعة تقديم مساهمتها في أيّ مكان من تونس".
اقــرأ أيضاً
ويتحدّث عن "تضافر الجهود الذي من شأنها أن تعمّم التجربة، لا سيّما أنّه بعدما نال عملي الإعجاب، رحت أتلقّى اتصالات من مدراء وأولياء أمور يطالبونني بالتدخّل وقد لمسوا أهمية هذا العمل. من جهتي، وردّاً على تلك الطلبات، أقوم بزيارات أوليّة للاطلاع على احتياجات مدرسة أو أخرى، ثمّ أقرّر ما يمكن تقديمه من عمل وكيفية صيانة المستلزمات والتجهيزات". ويشير إلى أنّه تلقّى أخيراً اتصالاً من وزارة التربية من أجل التعاون في ترميم عدد من المدارس.
ويرى عرفة أنّ "مدارس كثيرة تحتاج إلى تدخّل ما، علماً أنّ عدداً منها ما زال من دون أسوار ومراحيض ومياه صالحة للشرب، فيما تفتقر إلى أبسط المستلزمات التي تساعد الكادر التربوي والتلاميذ على العمل"، مشدداً على أنّه "في الإمكان تغيير واقع تلك المدارس بجهود بسيطة فتصير مساحات جميلة، مع تحويل الكراسي والطاولات المنفرة التي يغطّيها الصدأ وتملؤها الحشرات إلى أخرى بألوان زاهية وآمنة للاستخدام".
وما يقوم به عرفة هو "أبسط ما يمكن تقديمه للوطن ولتلاميذ المدارس الذين هم في حاجة ماسة إلى تلقّي التعليم في أجواء لائقة وفي مدارس جميلة. هؤلاء هم جيل المستقبل، وطالما أنّه في الإمكان إسعادهم فلمَ لا تتكرّر مثل هذه المبادرات".
ويلقى هذا العمل التطوّعي إعجاب تونسيين كثيرين يشيدون على صفحات التواصل الاجتماعي بالجهود المبذولة وبأهمية هذا العمل الإنساني، مؤكّدين أن كريم عرفة مثال يحتذى به، فما يقوم به حتى لو بدا بسيطاً إلا أنّ تأثيره كبير في نفوس الأطفال".
وكان عرفة قد اتّخذ قراره قبل نحو عامَين، متعاوناً في البداية مع جمعيات خيرية ساعدته في توفير المعدّات والمواد الأوّلية، لكنّه واصل عمله بمفرده لاحقاً، مع العلم أنّه يعمل في مجال الديكور وهو صاحب شركة للأشغال العامة. وبعدما ذاع صيته، راحت مدارس عدّة تلجأ إليه وتطلب منه إدخال تحسينات عليها.
لا يخفي عرفة، البالغ من العمر 34 عاماً، وهو من محافظة سليانة، شمال غربي تونس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّه واجه في بداية عمله "صعوبات عدّة، إذ كان ثمّة مشرفون يصدّونني ويرفضون تدخّلي، على الرغم من أنّني أقوم بذلك من دون أيّ مقابل". وقد تكلّف في إحدى المدارس نحو 30 ألف دينار تونسي (نحو 10 آلاف و700 دولار أميركي)، من ماله الخاص، لأعمال الصيانة وشراء المواد اللازمة، كالطلاء وغيره.
ويشير عرفة إلى أنّ "مستلزمات المدارس المتهالكة من كراس وطاولات تُجمع عادة في مكان محدد فيها، حيث تبقى لأعوام قبل أن يتخلّص المعنيّون منها، في حين أنّه في الإمكان ترميمها وإعادتها جديدة وإعادة الروح إليها".
ويخبر عرفة بأنّه زار "مدارس عدّة في مدن كسرة وقعفور والكريب بمحافظة سليانة، وفي منطقة حبيب بورقيبة ومدينة جبنيانة بمحافظة صفاقس، جنوب شرقي تونس، وفي مدينة المروج بمحافظة بن عروس، وفي العاصمة تونس، وفي محافظة بنزرت، شمالي البلاد. في خلال عامَين، تولّيت صيانة 12 مدرسة بشكل كلي، فطُليت جدرانها بألوان زاهية وعادت طاولاتها وكراسيها جديدة وحدائقها جميلة، الأمر الذي أسعد التلاميذ وكذلك المدرّسين".
يضيف أنّ "المدارس الريفية شبه منسيّة، وقد اكتشفت أنّ إعادة ترميمها تدخل السعادة إلى قلوب الأطفال، لذا واصلت ما بدأت به وخصّصت وقتّي بمعظمه لهذا العمل الإنساني". ويؤكد أنّه "عند بدء ذلك، لمست فرحة لا أستطيع وصفها ورأيت كيف بكى التلاميذ وهم ينظرون إلى مباني مدارسهم بعد تغييرها. وأنا لن أنسى أبداً تلك الدموع وما شهدته كلّما عاد التلاميذ من عطل نهاية الأسبوع ووجدوا طاولات وكراس جديدة".
بالنسبة إلى عرفة، فإنّ "مجرّد قدرتي على تغيير الواقع وإصلاح ما هو معطوب، يكفي لمنحي شجاعة الاستمرار في هذا العمل الإنساني"، مشدداً على أنّ "المجتمع المدني قادر على الإصلاح وإدخال إضافة ما إلى المدارس التونسية، فلا يُثقَل كاهل وزارة التربية التونسية بأعباء يمكن لسواها تحمّلها. بالتالي، لا بدّ من العمل وإطلاق مبادرات خاصة، كلّ من موقعه. يمكن للبعض تقديم المساعدة بالمال وبعض آخر بالتجهيزات".
يضيف: "أنا لست قادراً بمفردي على الوصول إلى مئات المدارس التي تحتاج إلى صيانة ثمّ التدخّل لتحقيق ذلك. لكن في إمكان أيّ شخص أو مجموعة تقديم مساهمتها في أيّ مكان من تونس".
ويرى عرفة أنّ "مدارس كثيرة تحتاج إلى تدخّل ما، علماً أنّ عدداً منها ما زال من دون أسوار ومراحيض ومياه صالحة للشرب، فيما تفتقر إلى أبسط المستلزمات التي تساعد الكادر التربوي والتلاميذ على العمل"، مشدداً على أنّه "في الإمكان تغيير واقع تلك المدارس بجهود بسيطة فتصير مساحات جميلة، مع تحويل الكراسي والطاولات المنفرة التي يغطّيها الصدأ وتملؤها الحشرات إلى أخرى بألوان زاهية وآمنة للاستخدام".
وما يقوم به عرفة هو "أبسط ما يمكن تقديمه للوطن ولتلاميذ المدارس الذين هم في حاجة ماسة إلى تلقّي التعليم في أجواء لائقة وفي مدارس جميلة. هؤلاء هم جيل المستقبل، وطالما أنّه في الإمكان إسعادهم فلمَ لا تتكرّر مثل هذه المبادرات".
ويلقى هذا العمل التطوّعي إعجاب تونسيين كثيرين يشيدون على صفحات التواصل الاجتماعي بالجهود المبذولة وبأهمية هذا العمل الإنساني، مؤكّدين أن كريم عرفة مثال يحتذى به، فما يقوم به حتى لو بدا بسيطاً إلا أنّ تأثيره كبير في نفوس الأطفال".