أفادت هيئة مستشفى الثورة بمدينة تعز (وسط)، بأن امرأة يمنية مريضة بالفشل الكلوي توفيت، أمس الأربعاء، لعدم توفر مستلزمات وأدوية الغسيل الكلوي في المستشفى.
وقال نائب مدير المستشفى الدكتور، أحمد الدميني، إنّ "حالات مرضى الفشل الكلوي في تدهور مستمر بسبب خفض الساعات الخاصة بعمليات الغسيل للمرضى، لعدم توفر المواد والمستلزمات العلاجية".
وأضاف في تصريح لـ" العربي الجديد" بأن هاجر، وهي مصابة بفشل كلوي، توفيت أمس جراء نقص ساعات الغسيل الناتج عن عدم توفر متطلبات جلسة غسيل الكلى. مضيفاً بأن المستشفى يجري ما لا يقل عن 80 حالة غسل يوميا بمعدل غسلتين أسبوعيا "ومدة جلسة الغسلة الواحدة يجب أن تكون 4 ساعات، ولكن مع نفاد المواد انخفضت المدة لثلاث ساعات، وهذا سبب مضاعفات للمرضى، وأدى إلى وفاة مريض كل شهر". لافتا إلى أن وزارة الصحة تتحمل مسؤولية تجاهل هذه المأساة وإهمال المرضى بعدما عرقلت صرف ميزانية المستشفى.
وتابع: "منذ أكثر من 6 أشهر حذرنا من نفاد مواد الغسيل الكلوي بسبب عدم صرف ميزانية المستشفى لشراء المواد اللازمة لأكثر من 270 مريضاً، لكن التصريحات التي يطلقها المسؤولون في مكتب الصحة بالمحافظة تعمل كمهدئات وللاستغلال الإعلامي، ولا تحل المشكلة جذريا بل كانت سببا أساسيا بتفاقم المشكلة وكسل المنظمات في دعم المركز".
ويستخدم غسل الكلى لعلاج مرضى الفشل الكلوي الحاد عبر جهاز غسل الكلى لتنقية الدم. وتستغرق الجلسة بشكل عام ما بين 3 - 5 ساعات وتتكرر ثلاث مرات أسبوعياً.
وكان العشرات من مرضى الفشل الكلوي في محافظة تعز، قد نفذوا وقفة احتجاجية للتنديد بإهمال السلطات الصحية والمحلية للمرضى وعدم دعم مركز الغسيل الكلوي بالمحافظة. مطالبين خلال الوقفة، المنظمات والجهات العاملة في المجال الصحي بإنقاذ حياتهم وإسعافهم بالمواد والمستلزمات الخاصة بجلسات العلاج لقرابة 400 مريض معرضين للموت بسبب انعدام المواد.
وفي السياق، يقول أحمد عبد الحق: "توفي والدي بعد معاناة كبيرة جراء إصابته بالفشل الكلوي وعدم توفر العلاج والمواد الخاصة بمركز الغسيل الكلوي في تعز". مؤكدا بأن الجلسات الخاصة بالغسيل انخفضت، وهو ما أدى إلى تدهور الحالة الصحية لوالده وتسببت في وفاته. "عدم توفر المال جعلنا عاجزين عن نقل والدي إلى أي مركز خاص بالعلاج في المحافظات الأخرى التي تتوفر فيها مراكز العلاج".
ووفقا لمنظمة أطباء بلا حدود، فإن أكثر من 4400 مريض بحاجة لعلاج الفشل الكلوي في أرجاء اليمن.
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود، جون بيسلينك، في مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي بصنعاء، إن قطاع علاج الفشل الكلوي هو من أكثر القطاعات الصحية التي تعاني من خطر عدم الاستمرارية في اليمن.
وبحسب المنظمة، فأإن 28 مركزاً لمرضى الفشل الكلوي تعمل في مختلف أرجاء اليمن وتعاني من قصور كبير، في حين أغلقت بعض مراكز علاج الفشل الكلوي أبوابها جراء الوضع المضطرب في البلاد.