في ربيع عام 2019، روت "المنظمة الدولية للمحافظة على الطيور" القصص المذهلة لسبعة أنواع من الطيور، وهي قصص تكشف عن التهديدات غير القانونية التي تواجهها هذه الطيور على طول طريق الطيران الأفريقي الأوروبي-الآسيوي.
شاركت في كتابة القصص التي تحدث لهذه الأنواع الرائعة في لبنان. فمن أصغر الطيور المغردة إلى أقوى الطيور الجارحة، نجد أن الهجرة هي رحلة من أجل البقاء. في كل ربيع، تواجه ملايين الطيور المهاجرة العواصف القاسية والحيوانات المفترسة والمجاعة المحتملة، لأنها تطير آلاف الكيلومترات للوصول إلى أفضل المواقع للتكاثر وتربية الصغار في الشمال.
في فصل الخريف، تعبر الطيور السماء مرة أخرى وتخاطر برحلة العودة المحفوفة بالمخاطر إلى أراضي الشتاء في الجنوب. إنها رحلة الطبيعة المذهلة. ولكنها ممهدة بالسلام والأمان والراحة. على العكس، فإننا نجد أن هنالك مخاطر أخرى تعترضها على طول الخطوط الجوية، والبشر هم المسؤولون عن معظمها.
اقــرأ أيضاً
في كل عام، يتم قتل ما معدله 25 مليون طائر في جميع أنحاء بلدان البحر المتوسط وشمال أوروبا والقوقاز. يتم قتل الأنواع المحبوبة من قبل محبي الطبيعة بلا هوادة، كما يتم قتل الأنواع المحمية والأنواع الضعيفة والهشة الضعيفة التعبة بعد عبور القارات أو الصحاري القاحلة أو البحر العريض، فيتم إطلاق النار عليها عشوائياً وهي في السماء، سواء في الليل أو النهار، وتتلقفها بشكل مرعب عيدان الغراء أو الشباك غير المرئية، أو السموم القاتلة. وهكذا، فإن الأنواع المهددة بالانقراض، لا تتضرر فقط من بنادق الصيادين، بل أيضاً من جراء ضياع الموائل وتغيّر المناخ، فتقترب بذلك أكثر فأكثر من الانقراض. وكل ذلك في تحدّ صريح للقوانين التنظيمية للصيد والمحافظة.
كشفت الدراسات العلمية بإشراف "جمعية الطيور العالمية" عن مذابح جماعية غير قانونية ترتكب بحق الطيور في بلدان حوض البحر المتوسط، من خلال شركائها في هذه الدول الذين يعملون على وضع حد للقتل غير القانوني من خلال طلب الدعم على الأرض من القوى الأمنية والتبليغ عن أولئك الذين ينشرون صورهم مع ضحاياهم من الطيور على صفحات الميديا، ومن خلال جمع الأموال اللازمة للتوعية التي نحن بأمسّ الحاجة إليها لمعالجة مشكلة قتل الطيور التي يتم التغاضي عنها بشكل مأساوي. في هذا الربيع، أطلت حملة "رحلة من أجل البقاء" باحثة عن قصص سبعة طيور رائعة في رحلاتها الملحمية من أفريقيا إلى أوروبا وهي اللقلق الأبيض، الشوحة المصرية، التيان (الهازجة ذات القلنسوة السوداء أو الشقراء)، الفري (السمان)، العقاب الإمبراطورية الشرقية، طيور حوام العسل الأوراسية، وطيور الترغل الأوروبية.
يحمي قانون الصيد 580/2004 وكذلك الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها لبنان، هذه الأنواع، لكن تطبيقها للأسف ضعيف. لمعالجة هذا الموقف، لا بد من زيادة الوعي عند الناس حول هذه الطيور، من أجل زيادة الإحساس بأهمية هذه الطيور وفوائدها للطبيعة والكائنات الأخرى والنظام البيئي والناس. الترغلة التي كانت تعتبر في الماضي طريدة صيد تقليدية في لبنان، أزيلت من قائمة الأنواع التي يمكن صيدها في عام 2015، بعد أن تبين أنها أصبحت قليلة العدد، وبالتالي مهددة بالانقراض على المستوى العالمي. وفشلت محاولات إعادتها على لائحة الطيور الطرائد في عام 2018، كما فشلت محاولات إضافة التيان إلى نفس اللائحة. أما الشوحة المصرية فتعبر لبنان خلال هجرتها مرتين في السنة. وبالنسبة إلى اللقلق الأبيض الذي يحتل مكاناً في قلوب الناس، ربما لأن البعض آمنوا عندما كانوا أطفالًا بأن اللقلق الأبيض جلبهم كأطفال رضع إلى الحياة، فيواجه مجازر مروعة يرتكبها الرماة (الصيادون المضلّلون).
(متخصص في علم الطيور البرية)
شاركت في كتابة القصص التي تحدث لهذه الأنواع الرائعة في لبنان. فمن أصغر الطيور المغردة إلى أقوى الطيور الجارحة، نجد أن الهجرة هي رحلة من أجل البقاء. في كل ربيع، تواجه ملايين الطيور المهاجرة العواصف القاسية والحيوانات المفترسة والمجاعة المحتملة، لأنها تطير آلاف الكيلومترات للوصول إلى أفضل المواقع للتكاثر وتربية الصغار في الشمال.
في فصل الخريف، تعبر الطيور السماء مرة أخرى وتخاطر برحلة العودة المحفوفة بالمخاطر إلى أراضي الشتاء في الجنوب. إنها رحلة الطبيعة المذهلة. ولكنها ممهدة بالسلام والأمان والراحة. على العكس، فإننا نجد أن هنالك مخاطر أخرى تعترضها على طول الخطوط الجوية، والبشر هم المسؤولون عن معظمها.
في كل عام، يتم قتل ما معدله 25 مليون طائر في جميع أنحاء بلدان البحر المتوسط وشمال أوروبا والقوقاز. يتم قتل الأنواع المحبوبة من قبل محبي الطبيعة بلا هوادة، كما يتم قتل الأنواع المحمية والأنواع الضعيفة والهشة الضعيفة التعبة بعد عبور القارات أو الصحاري القاحلة أو البحر العريض، فيتم إطلاق النار عليها عشوائياً وهي في السماء، سواء في الليل أو النهار، وتتلقفها بشكل مرعب عيدان الغراء أو الشباك غير المرئية، أو السموم القاتلة. وهكذا، فإن الأنواع المهددة بالانقراض، لا تتضرر فقط من بنادق الصيادين، بل أيضاً من جراء ضياع الموائل وتغيّر المناخ، فتقترب بذلك أكثر فأكثر من الانقراض. وكل ذلك في تحدّ صريح للقوانين التنظيمية للصيد والمحافظة.
كشفت الدراسات العلمية بإشراف "جمعية الطيور العالمية" عن مذابح جماعية غير قانونية ترتكب بحق الطيور في بلدان حوض البحر المتوسط، من خلال شركائها في هذه الدول الذين يعملون على وضع حد للقتل غير القانوني من خلال طلب الدعم على الأرض من القوى الأمنية والتبليغ عن أولئك الذين ينشرون صورهم مع ضحاياهم من الطيور على صفحات الميديا، ومن خلال جمع الأموال اللازمة للتوعية التي نحن بأمسّ الحاجة إليها لمعالجة مشكلة قتل الطيور التي يتم التغاضي عنها بشكل مأساوي. في هذا الربيع، أطلت حملة "رحلة من أجل البقاء" باحثة عن قصص سبعة طيور رائعة في رحلاتها الملحمية من أفريقيا إلى أوروبا وهي اللقلق الأبيض، الشوحة المصرية، التيان (الهازجة ذات القلنسوة السوداء أو الشقراء)، الفري (السمان)، العقاب الإمبراطورية الشرقية، طيور حوام العسل الأوراسية، وطيور الترغل الأوروبية.
يحمي قانون الصيد 580/2004 وكذلك الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها لبنان، هذه الأنواع، لكن تطبيقها للأسف ضعيف. لمعالجة هذا الموقف، لا بد من زيادة الوعي عند الناس حول هذه الطيور، من أجل زيادة الإحساس بأهمية هذه الطيور وفوائدها للطبيعة والكائنات الأخرى والنظام البيئي والناس. الترغلة التي كانت تعتبر في الماضي طريدة صيد تقليدية في لبنان، أزيلت من قائمة الأنواع التي يمكن صيدها في عام 2015، بعد أن تبين أنها أصبحت قليلة العدد، وبالتالي مهددة بالانقراض على المستوى العالمي. وفشلت محاولات إعادتها على لائحة الطيور الطرائد في عام 2018، كما فشلت محاولات إضافة التيان إلى نفس اللائحة. أما الشوحة المصرية فتعبر لبنان خلال هجرتها مرتين في السنة. وبالنسبة إلى اللقلق الأبيض الذي يحتل مكاناً في قلوب الناس، ربما لأن البعض آمنوا عندما كانوا أطفالًا بأن اللقلق الأبيض جلبهم كأطفال رضع إلى الحياة، فيواجه مجازر مروعة يرتكبها الرماة (الصيادون المضلّلون).
(متخصص في علم الطيور البرية)