وتمكّنت الزعانين، خلال الفترة الماضية، من الحصول على تمويل خاص من إحدى المؤسسات المحلية، بالتعاون مع مؤسسة ألمانية، من أجل توفير المستلزمات الخاصة لمشروعها بطريقة تمكّنها من الاستمرار في إنتاج عدد من المحاصيل الزراعية.
وأنتجت المهندسة ضمن مشروعها الذي أطلقت عليه اسم "Breath"، والذي يرمز لكلمة متنفس، عدداً من المحاصيل، كالباذنجان والطماطم والفلفل الأسود والأخضر والأحمر والخيار، بالإضافة لأصناف أخرى من الفواكه كالبطيخ.
تقول الزعانين، لـ"العربي الجديد"، إنّها خصصت مساحة 70 متراً داخل منزلها استمراراً للتجربة التي خاضتها مع أحد مدرسيها خلال سنوات دراستها للهندسة الزراعية، والتي وجدت فيها اختلافاً عن الزراعة التقليدية التي تتطلب مجهوداً ووقتاً أكبر.
وتوضح أنّ فكرة الزراعة المائية "تقوم على توفير أحواض توجد بداخلها مياه وسماد مغذٍ للنبات، بالإضافة إلى ألواح من الفلين والذي يحمل بداخله ما تتم زراعته من منتجات سواء خضروات أو فواكه جرى العمل على إنتاجها خلال الفترة الماضية".
وخلال الفترة الماضية، تمكّنت الزعانين من زراعة الكوسا الصفراء والبصل والبندورة والفلفل الأسود والشيح والباذنجان والخيار المطعم والبطيخ المطعم والفاصولياء؛ وجميعها أصناف ثمرية أعطت بعد تجربة زراعتها بتقنية الزراعة المائية نتائج إيجابية، بحسب قولها.
وعن مميزات الزراعة المائية، تبيّن الزعانين أنّها "تقلل من نسبة الأسمدة الكيميائية المستخدمة في عملية الزراعة مقارنة مع الزراعة التقليدية، فضلاً عن توفير المياه بنسبة تصل لأكثر من 90%، وتوفير الوقت والجهد على المزارع مقارنة بالطرق العادية".
وتشير إلى أنّ "ما يختلف في هذا النوع من الزارعة هو أنّ الإنتاج يكون بزيادة ثلاثة أضعاف عن المساحة التي يجري زراعتها، فزراعة متر واحد تمنح إنتاج ثلاثة أمتار، بالإضافة إلى اختصار الوقت على المزارع في عملية إنتاج المحاصيل الزراعية".
وتوضح أنّ "المزارع الذي يعتمد على هذه الطريقة، لن يكون بحاجة لزيارة محاصيله يومياً من أجل متابعة المحاصيل الزراعية، إذ بإمكان المزارع أو صاحب المشروع زيارته مرة واحدة أسبوعياً في ظل وجود المياه والأسمدة داخل الأحواض".
وتستذكر الزعانين بأنّ رغبتها الملحّة في اقتناء المحاصيل الزراعية والورود، شكّلت دافعاً للتوجه نحو الزراعة المائية "كونها تمكّنك من امتلاك ما تريد، دون أن يتطلب ذلك منك وقتاً ومجهوداً كبيراً سواء من أجل ري المحاصيل أو توفير الغذاء والأسمدة اللازمة"، وفق ما تقول.
وبحسب الزعانين، فإنّه "رغم مميزات الزراعة المائية، إلا أنّ التكاليف التأسيسية لهذه المشاريع تُعتبر مرتفعة جداً مقارنة مع الزراعة التقليدية، كونها تحتاج لتوفير طاقة كهربائية على مدار الساعة، وهو ما يتطلّب توفير خلايا شمسية وسط أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي يعاني منها القطاع".
وعن الصعوبات التي اعترضتها، تشير الزعانين إلى أنّ أزمة انقطاع التيار الكهربائي دفعتها للاستعانة بالخلايا الشمسية لتوفير التيار بشكل منتظم، فضلاً عن ارتفاع ثمن أحواض الزراعة والأسمدة الخاصة بالنباتات سواء لعدم توفرها أو ارتفاع كلفتها.
وحظي المشروع الخاص بالزعانين باهتمام من المحيطين بها، لا سيما بعد تخصيصها صفحة للمشروع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبإقبال على شراء المحاصيل الزراعية التي تتوفر بكميات تفوق حاجتها، هي وعائلتها، للاستهلاك المنزلي.
وترى الزعانين أنّ "ما يميز المحاصيل الثمرية المنتجة باستخدام الزراعة المائية هي مذاقها مقارنة مع محاصيل الزراعة العادية، والذي يرجع لقلة استخدام المبيدات، بالإضافة لوجود النبات طوال فترة الزراعة في الماء وهو ما يمنحه طعماً مختلفاً".
وتطمح الزعانين إلى أن تتمكن، خلال الفترة المقبلة، من مغادرة قطاع غزة للتوسع في علم الزراعة المائية وتطوير المشروع الخاص بها، في ضوء دعم عائلتها لها.