نساء ضد حقوقهن

03 مارس 2016
المجتمع بشكل عام لا يثق بالنساء الطبيبات (Getty)
+ الخط -
دار نقاش خلال إحدى الأمسيات بين مجموعة من الشبان والشابات في شمال لبنان بخصوص عمل النساء، وأوضاعهن في سوق العمل.
معظم المشاركين والمشاركات في الأمسية هم من الناشطين في مجال الاستجابة لحاجات اللاجئين في لبنان. من بينهم مهندسات وطبيبات ومساعدات اجتماعيات، وغيرهن. تفاوتت وجهات النظر حول الموضوع. وكلّ واحد وواحدة من المشاركين عبر عن وجهة نظره.. أو نظرها، حول حقوق النساء.

وفي سياق الحديث، أشارت إحدى الطبيبات إلى أنّ النساء بتن يحتللن مواقع ريادية وتنافسية في سوق العمل. تابعت أنّ هذه الفرص التي باتت تنالها النساء في سوق العمل هي في الواقع فرص "ضائعة" من طريق الرجل إلى العمل. وأكدت أنّ على النساء العودة إلى "مكانهن الطبيعي" في المنزل وترك سوق العمل كمكان "طبيعي" للرجل. أخذ شاب دفة الحديث ليعيد النقاش إلى سياق الحق بالتساوي في الأدوار والفرص. لكنّ النقاش انتهى في أنّ لكلٍ واحد وواحدة وجهة نظره ونظرها في المسألة.

قد نستغرب أن يخرج مثل هذا التصريح "الخطير" من امرأة أولاً، ومن كونها طبيبة ثانياً. هي تتكلم بلسان حال المجتمع وثقافته وأعرافه. مقولة "المرأة عدوة المرأة" توصيف ثقيل وسطحي ويراد به باطل. تعيش النساء -كما الرجال- في ظل المنظومة الذكورية. قد تعي بعض النساء ثقل هذه المنظومة وأشكالها الإقصائية فتعمل على محاربتها، أو على الأقل تحديدها وعدم الانزلاق في زواريبها. قد لا يعي بعضهن هذا الأمر، فيعشن بحسب الأطر الذكورية الجامدة، ويبررنها، وقد يتطبعن معها. تأخذ هذه المنظومة الذكورية أشكالاً مختلفة من القانون إلى المؤسسات والأفراد. تعرّض النساء للتحرش الجنسي مثلاً هو أحد أشكالها. وعدم قدرة النساء على الاستفادة من تقديمات الضمان الاجتماعي والصحي لأزواجهن وأولادهن في حالات معينة بقوة القانون هو أيضاً أحد أشكالها. أن تعمل النساء أكثر من 13 ساعة في اليوم بين الوظيفة والعمل المنزلي هو بالتأكيد أبرز أشكالها. وأن تُمنع النساء من التعلّم أو العمل أو السفر هو في صلب تجلياتها.

ربما لا تعلم هذه الطبيبة أنّ النساء في حقل الطب والمجال الصحي عموماً يواجهن تمييزاً صارخاً. تتعرض 56% من الممرضات لتحرش جنسي وتمييز لفظي (بحسب دراسة أجرتها مؤسسة عامل الدولية عام 2012). قد لا تعلم كذلك أنّ المجتمع بشكل عام لا يثق بالنساء الطبيبات ويفضل الرجال الأطباء عليهن. قد يكون الاختلاف في وجهات النظر أمراً طبيعياً بشكل عام، لكنّه ليس كذلك حين يكون موضوع النقاش أحد الحقوق. فالحقوق ليست وجهة نظر!
(ناشطة نسوية)

اقرأ أيضاً: النساء "تحت السيطرة"
المساهمون