الاكتظاظ في الأقسام الدراسية يثير غضب المغاربة

22 سبتمبر 2016
الاكتظاظ يعيق العملية التعليمية (فيسبوك)
+ الخط -
شهدت مؤسسات تعليمية بالقطاع العمومي في المغرب، منذ انطلاق الموسم الدراسي يوم الإثنين الماضي، احتجاجات متتالية أمام أبواب بعض المدارس، خاصة في مستويات الابتدائي والإعدادي التأهيلي، تهم الاكتظاظ المهول الذي تعرفه الكثير من الفصول الدراسية.

وقال آباء وأمهات تلاميذ اشتكوا من حشرهم في قاعات دراسية ضيقة، في شكايات متطابقة، إن أبناءهم فوجئوا بداية السنة الدراسية الجديدة بوجودهم في أقسام يصل عدد التلاميذ فيها أحياناً إلى 72 تلميذاً، ما يعيق عملية التعلم لدى أبنائهم، ويفضي إلى ظواهر سيئة بحسبهم.

وأفادت أم تلميذة اشتكت من الاكتظاظ المهول داخل أقسام الدراسة ببعض المؤسسات التعليمية التابعة للقطاع العمومي، بأن ابنتها تتلقى دروسها في طاولة يجلس بقربها أربعة تلاميذ، بينما من المفترض أن تتسع الطاولة لشخصين فقط، مضيفة أن "هذا الاكتظاظ قد يعرض الفتيات خصوصا لمخاطر التحرش والاغتصاب".



وطالب أولياء أمور تلاميذ في بعض المؤسسات التعليمية، خاصة في مدينتي الرباط والدار البيضاء، وزارة التربية الوطنية بالتدخل العاجل لإيجاد حلول ملائمة لمعضلة الاكتظاظ هذه السنة، إذ إن القسم الواحد يُحشر فيه أكثر من 60 تلميذا، بينما المذكرات الوزارية تشير فقط إلى 30 تلميذاً على الأكثر.

ويعلق الدكتور محمد بولوز، باحث في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، على الاكتظاظ الشديد في مدارس المغرب، بالقول في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "حدة الاكتظاظ ازدادت في بعض المستويات، بسبب عدم مواكبة الوزارة للحاجيات والنقص المهول في أطر التدريس وبنيات التدريس".

واعتبر بولوز أن الاكتظاظ عائق من عوائق تحقيق المقاصد والأهداف المرجوة من العملية التعليمية والتعلّمية، إذا كنا ننطلق من محورية التلميذ في عملية التمدرس، وماذا يحصله من معارف ومهارات وقيم وقدرته على الاندماج الإيجابي في مجتمعه، بما يجعله عنصرا فعالا في النهوض به".

واسترسل بأن الاكتظاظ يعوق متابعة عمل التلميذ داخل الفصل وخارجه، ويمنع حسن مصاحبته والاقتراب أكثر من انشغالاته واهتماماته، فلا ينال حظه الوافر من المشاركة والرعاية وحسن التوجيه، وينتقل المدرس من منشط للعمل التربوي إلى مجرد حارس في سجن مكتظ اسمه القسم والفصل الدراسي".

وتساءل بولوز "كيف يراقب المدرس الإعداد القبلي للتلاميذ؟ وكيف يتيح لأكبر عدد فرصة القراءة أو الكتابة على السبورة أو الجواب عن الأسئلة؟ أو التعبير الذي ينمي لغته أو المساهمة في إيجاد حلول لتمارين؟ فإذا تجاوز القسم الخمسة والعشرين وحتى الثلاثين كان ذلك على حساب الجودة، وأما إذا تجاوزنا الأربعين دخلنا دائرة الحرج".

 

 

المساهمون