وقال الناشط هاني القطيني، من مدينة خان شيخون في ريف إدلب، لـ "العربي الجديد": "لم تعد أي عائلة في خان شيخون إلى اليوم، وأبسط الأسباب أنه لا يوجد أي منزل صالح للسكن، جراء القصف والتعفيش، إذ تمت سرقة معظم محتويات البيوت والمحلات التجارية".
وأضاف: "حاليا يوجد فقط عدد من الموظفين لدى النظام، دون عائلاتهم، وأعدادهم تقريبا، حوالي 10 عمال من مؤسسة الكهرباء، و8 موظفين من مؤسسة المياه، و10 موظفين في البريد، و10 موظفين في البلدية".
ولفت إلى أن "عائلات النازحين في إدلب تعاني من أوضاع إنسانية سيئة للغاية، وغالبيتهم تعيش تحت الأشجار. وهم محرومون من أبسط مقومات الحياة، في ظل تقصير كبير من المنظمات الإنسانية".
من جانبه، قال مدير المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لمدينة خان شيخون، تيم أبو شمس، لـ "العربي الجديد"، إنه "حتى الآن لم نسجل دخول أي عائلة إلى المدينة، ولكن ما يحدث أن إعلام النظام يأتي بعائلات من خارج خان شيخون ممن يقيمون في مناطقه، ويمثلون مسرحية التأييد، إنها كذبة إعلامية". وأكد أن "من عادوا إلى المدينة هم موظفو النظام فقط، مجموعة أشخاص فقط، لأمور الصيانة".
وبين أن "النازحين يعيشون حياة وحالة نفسية سيئة، وخاصة بعد سرقة كل ممتلكاتهم، وسط ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل، فضلا عن تصميم معظمهم على رفض العودة إلى حياة الذل والانكسار تحت سطوة النظام، الذي نهب وسرق وحرق كل ما جنوه بحياتهم".
من جهته، قال النازح من مدينة مورك بريف حماة، معاذ الحموي، لـ "العربي الجديد": "هناك أقل من عشر عائلات عادت إلى مورك، عبر معبر أبو الضهور، مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة للقوات النظامية، إذ تدفع العائلة على الأقل مليونا ونصف المليون ليرة سورية" (حوالي 1943.4457 دولارا أميركيا).
وأضاف: "المدنيون خائفون من فكرة العودة، في ظل مستقبل مجهول وافتقار المدينة اليوم لأبسط الخدمات، إضافة إلى وجود نسبة دمار كبيرة جدا". وذكر أن "مورك كانت تحتضن نحو 7 آلاف من أبنائها، إضافة إلى عدد لا بأس به من الضيوف النازحين من مناطق أخرى".
وكانت وكالة أنباء "سانا"، التابعة للنظام، تحدثت عن عودة دفعات جديدة تضم مئات العائلات إلى منازلها في بلدة مورك بريف حماة، "بعد تأمين الجهات المعنية والمختصة الظروف المناسبة، وإعادة الخدمات الأساسية"، متهمة فصائل المعارضة بمنع المدنيين من التوجه إلى مناطق النظام عبر معبر أبو الضهور.
يشار إلى أنه في المقابل، شهدت المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي كانت تتعرض للقصف خلال الأشهر الماضية، عودة النازحين منها، في ظل وجود توقف نسبي لعمليات القصف.