قدمت الباحثة الفلسطينية، نائلة لبس عزام، محاضرة عن الفولكلور العربي الفلسطيني الغنائي من خلال إصدارها الأخير لكتاب "لبستك الأبيض" عن الأعراس والذي صدر حديثا.
ونظمت المحاضرة بدعوة من لجنة النشاطات الاجتماعية والثقافية الأرثوذكسية في قاعة الكنيسة الأرثوذكسية، مساء أمس الثلاثاء، في حيفا.
نائلة لبس عزام ولدت في مدينة الناصرة في عام النكبة، وعملت في تدريس الموسيقى مدة 30 عاما، وتحاضر وتشارك في ورش عمل في الأغنية الفولكلورية برفقة شقيقتها نبيلة أبو شقارة التي تعزف على الأروغ. وتتحدر نائلة من عائلة فنية جميع أفرادها يحترفون الموسيقى من الوالدين إلى الأخ والأخت.
وصدر كتاب "لبستك الأبيض" هذا العام 2019، ويدمج بين تراث الأغنية والصورة، ويوثق صور العرائس ليظهر التطورات التي طرأت على شكل العروس بين خمسينيات وثمانينيات القرن الماضي، وذلك بناء على أرشيف والد الباحثة الذي ولد في حيفا وهجر منها في عام النكبة إلى الناصرة، وعمل مصوراً في استديو "فوتو نبيل" للتصوير في سوق الناصرة من سنوات الخميسنيات حتى عام 2007.
وتحدثت عزام لبس عن بداية عملها في البحث الغنائي النسائي الفولكلوري لـ"العربي الجديد"، بالقول: "البداية كانت في مدرسة عين ماهل التي كنت أدرّس فيها عام 1984 وكان عندي يوم للأغاني النسائية والأغاني التي جمعتها من البلد بالإضافة للأغاني التي حفظتها. فأنا أحفظ كمية كبيرة من الأغاني وعملت عليها دراسة أولى وأصدرت كتاباً بعنوان الأغاني الفولكلورية النسائية لمناسبة الخطبة والزواج".
وكتاب "لبستك الأبيض" هو كتابها السادس الذي تصدره عن الفلكلور والتراث الشعبي ويتميز، بحسب الكاتبة، بأنه "يعتمد على أرشيف الصور عن العروس بثوبها وحليها من الذهب، فنشاهد الذهب وطرحة العروس أو إكليل العروس، لأن كل تلك التفاصيل لها أغان خاصة بها"، مشيرة إلى "الفارق بين الإصغاء للأغنية لوحدها أو سماعها مع مشاهدة الصور مع كل التفاصيل عن العروس".
وأضافت "يوثق الكتاب الأغاني التراثية، ويشمل مجموعة أغان من الأعراس، وهي غير موجودة في كتبي السابقة".
أرادت الباحثة عزام أن تخلد ذكرى والدها في جانب من الكتاب بصوره، مشيرة إلى أن الهدف من الكتاب تناول عنصر من الفلوكلور وترجمته في عمل مستقل. وقالت "أعراسنا الشعبية هي مجموعة طقوس وهي ليست عفوية. مثلا طقس الحناء منذ شرائها حتى استعمالها بمراحلها كثيرة لها أغان ترتبط بها وبطقوسها. وجمعت كل تلك القصص وأقدمها في محاضراتي".
وتختص عزام في الفولكلور الغنائي النسائي منذ عشرات السنين، فهي تجوب البلدات العربية في الداخل المحتل، بهدف جمع أغاني البلاد التراثية. وقالت: "يهتم الكتاب بالفولكلور الغنائي النسائي القائم على التاريخ والجغرافيا"، لافتة إلى "أغنية تراثية وجدتها تعود لفترة الظاهر عمر وتقول: أنا تمنيك خلعة بوجيني، والخلعة هي الهدية الذي تعطى للعروس وهي عبارة عن قطعة من القماش ولها النقش نفسه في وجهيها، وهذا التشبيه يشير إلى سمعة الرجل الإيجابية التي يحكى عنها بحضوره وغيابه".
ونشرت الباحثة أربعة كتب في التراث والفولكلور، هي: "الأغاني الفولكلورية النسائية لمناسبة الخطبة والزواج"، و"أغانينا النصراوية شامية وجاي من الشام"، و"الأمومة والطفولة في الفولكلور الفلسطيني"، و"قريمشة يا قريمشة"، و"صيبة العين"، إضافة الى إصدارها "سي دي" أغان موسيقى عن الأعراس، والطفولة، وقريمشة والنصراويات وأغان شامية.