أزمة المياه ترهق أهالي إدلب والنازحين إليها

01 مايو 2017
ينتشلون الماء من أحد الآبار (مصطفى أوزر/فرانس برس)
+ الخط -
يعاني أهالي مدينة إدلب وريفها ومئات الآلاف من النازحين والمهجرين فيها من مشكلة انقطاع المياه، التي تتفاقم مع تزايد الأضرار المادية الناتجة عن عمليات القصف التي تعطل خطوط إمداد الكهرباء والمياه، في الوقت الذي يعاني فيه الآلاف من أمراض ناجمة عن تلوث المياه ومنها التيفوئيد الأكثر انتشارا.

وتعود مشكلة المياه أساسا إلى أضرار القصف التي تصيب محطات توليد الكهرباء، وعدم توفر كميات كافية من الوقود لتوليد الكهرباء اللازمة لتشغيل محطات ضخ المياه، إضافة إلى استهداف الغارات الجوية السورية والروسية الآبار الجوفية التي يُعتمد عليها كمصدر أساسي للمياه في الوقت الحالي، كما حدث أخيراً في بلدة البارة حين دمرت طائرات روسية آبارا للمياه الجوفية فيها.

وأعلن مجلس مدينة إدلب أخيراً أن محافظة إدلب شبه منكوبة من ناحية الأمن المائي، وقال رئيس المجلس لوكالة "سمارت"، "إن كمية المياه التي تُضخ لا تغطي سوى احتياجات ثلاثين بالمائة من أهالي المدينة"، مناشداً المساعدة بهذا الخصوص، مع قدوم فصل الصيف.

ولعل أكثر المتضررين من شح المياه هم النازحون إلى محيط البلدات والمدن، والذين يقيمون في مخيمات عشوائية في الأراضي الزراعية المنعدمة الخدمات، ومنهم أبو كامل من أهالي مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، الذي قال: "مع اشتداد القصف على المدينة منذ ستة أشهر، صرفت كل ما أملك من مال لبناء هذه الغرفة في الأرض التي نملكها، المشكلة الكبرى لدينا أن أقرب بئر مياه  يبعد عنا نحو 15 كيلومتراً، نستطيع أن نعيش بلا كهرباء لكن ليس بدون مياه، أسعار الصهاريج تختلف كل يوم حسب سعر الوقود، نحتاج صهريجين على الأقل في الشهر الواحد".




وفي الوقت الذي يحرم فيه كثيرون من المياه، تتسبب الأضرار الناجمة عن القصف بهدر كميات كبيرة من المياه خلال ساعات الضخ. وأوضحت أم ضحى التي تعيش في مدينة إدلب إن "كميات كبيرة من المياه التي كانت تضخ إلى حيّنا تهدر وتملأ الشوارع، كانت تتسرب من الأبنية المقصوفة، واستغرق الأمر عدة أسابيع حتى استطاع سكان الحي الوصول إلى مصدرها الرئيسي وإغلاق الصنبور".

وتضيف "لم تصلنا المياه منذ عشرة أيام، نستعين بمياه خزان جيراننا الذين نزحوا من بيتهم العام الماضي، في هذه الأيام من لديه المال يشتري مياه الصهاريج ومن ليس لديه يعيش بلا ماء".

ويعتمد عدد من المجالس المحلية على بعض المنظمات الإنسانية لتمويل عمليات ضخ المياه إلى المدن، إلا أن الضخ يبقى أقل من الحاجة. وشكا محيي الدين من قرية سرمين في ريف إدلب من أن "المياه التي تضخ إلى المنازل ملوثة جداً". وقال: "هي ليست صالحة للشرب وللتنظيف والاستحمام أيضا، مليئة بالأتربة ولا نعلم ما فيها من أمراض، لكننا نضطر في معظم الأحيان لشربها بعد غليها وتصفيتها. والدي مصاب بالقصور الكلوي وبات ثمن المياه الصالحة للشرب التي نشتريها له أكثر من ثمن أدويته".

يذكر أن محافظة إدلب تعاني من كثافة سكانية كبيرة في كل من المدينة والأرياف بسبب تدفق أعداد متزايدة من المهجرين والنازحين، آخرهم مهجرو حي الوعر الحمصي. وهذا يعرض كل الخدمات الصحية والمدنية للاستنزاف المستمر بسبب القصف.