المغرب: الشيخ السلفي أبو النعيم في "حالة اعتقال" بعد اتهامه الدولة بـ"الردة"

20 مارس 2020
اتهم بالتحريض على العنف (عن فيسبوك)
+ الخط -
قرّرت النيابة العامة في المغرب، يوم الجمعة، متابعة الشيخ السلفي المثير للجدل عبد الحميد أبو النعيم، "في حالة اعتقال"، بشبهة "التحريض على العنف وترويج خطاب الكراهية".

وكانت الشرطة المغربية قد فتحت، الثلاثاء الماضي، تحقيقاً قضائياً تحت إشراف النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالرباط المكلفة بقضايا الإرهاب والتطرف، في حق أبو النعيم، بعد أن اتهم الدولة بـ "الردة"، على خلفية قرار إغلاق المساجد وتعليق صلوات الجماعة والجمعة مؤقتاً حفاظاً على سلامة المصلين من عدوى فيروس كورونا الجديد.

وكشف بيان للمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الجمعة، أنّ التحقيق مع أبو النعيم يأتي في سياق "الاشتباه في تورطه في التحريض على الكراهية، وتهديد المواطنات والمواطنين بارتكاب أفعال تنطوي على المسّ الخطير بالنظام العام"، مشيراً إلى أنّ "المدعو أبو النعيم كان قد ظهر في شريط فيديو منشور على شبكات التواصل الاجتماعي، وهو يُدلي بتصريحات تتضمن تحريضاً على العنف والكراهية، وتتضمن عناصر تأسيسية لأفعال إجرامية تنطوي على المس الخطير بالنظام العام، فضلاً عن تسفيه وتبخيس جهود السلطات لمكافحة وباء كورونا الجديد".

وأوضح البيان أنّه "قد تم الاحتفاظ بالمعنيّ بالأمر تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجريه المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة التابع للفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن أسباب وخلفيات نشر هذا الشريط التحريضي، الذي يتضمّن تكفيراً للدولة ومؤسساتها، علاوة على تحديد كلّ الأفعال الإجرامية المنسوبة للمعني بالأمر".

وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا، الاثنين الماضي، مقطع فيديو للشيخ السلفي أبو النعيم قال فيه إنّ "البلد الذي تغلق فيه المساجد ولا تصلّى فيه الصلوات الخمس، هذا بلد ارتدّ عن دينه، وكفر بعد إيمانه وأصبح دار حرب وليس دار إسلام". وأثار فيديو الشيخ أبو النعيم جدلاً وصل إلى حدّ مطالبة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي السلطات الأمنية بالتدخل لـ"وضع حد لمثل هذه الإطلالات التي تزرع الفتنة بين صفوف المواطنين"، فيما اتهمه الإمام المغربي مصطفى الشنضيض بـ"إذكاء نار الفرقة والكراهية والخروج على النظام العام، بدلاً من الجماعة والرحمة والطاعة". وقال على "فيسبوك"، الاثنين: "يتكلم عن وزارة الأوقاف وإغلاق المساجد وكأنّها تفعل ذلك في سائر الأيام على الدوام، وكأنّه ليس هناك في المغرب نحو 50 ألف مسجد مرفوعة، ويذكر فيها اسم الله، ويتكلم عن العصاة بالتشفي وبكِبر عجيب، ووصفهم بما لم يصفهم به الرسول".

وسبق للشيخ السلفي أن أثار الجدل في المغرب، بعد دعوته إلى هدر دم عدد من الأدباء والمفكرين المغاربة، لكن من دون أن يجرى تحريك المتابعة القضائية في حقه. وكانت الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس العلمي الأعلى قد أفتت بضرورة إغلاق أبواب المساجد، سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة، ابتداء من يوم الاثنين 16 مارس/ آذار الجاري.

وقال المجلس العلمي الأعلى، في بيان، إنّ الهيئة العلمية للإفتاء بالمجلس "تفتي بطمأنة المواطنين والمواطنات بأنّ هذا الإجراء لن يستمر. وستعود الأمور إلى نصابها بإقامة الصلاة في المساجد بمجرد قرار السلطات المختصة بعودة الحالة الصحية إلى وضعها الطبيعي"، مؤكدة "وجوب استمرار رفع الأذان في جميع المساجد".

المساهمون