كيف تكون حياتنا من دون فيسبوك؟

11 مايو 2019
فيسبوك أساسي في حياة كثيرين (فلوريان غارتنر/ Getty)
+ الخط -
ينتقد كثيرون موقع "فيسبوك" بسبب الطريقة التي يتعامل بها مع خصوصيتنا، وكيفية تأثيره على علاقاتنا الاجتماعية، وحياتنا الجنسية، وربّما تأثيره على الديمقراطية، بحسب موقع "سايكولوجي توداي". لكن كيف يشعر الناس بعد مغادرتهم فيسبوك؟

وفقاً لدراسة حديثة أعدها إريك فانمان ومجموعة من الزملاء في جامعة كوينزلاند في أستراليا، أظهر مستخدمو موقع فيسبوك الذين شاركوا في تجربة استمرت خمسة أيام، أوقفوا خلالها استخدامهم للموقع، مستويات منخفضة من التوتر (بحسب قياس الكورتيزول)، ورضا أقل عن الحياة. بعبارة أخرى، كانوا أقل توتراً وأقل سعادة.

علمياً، يمكن شرح الأمر. على سبيل المثال، من المعروف أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يزيد أو يقلّل الصحة العقلية اعتماداً على كيفية تفاعلنا مع الآخرين. ويمكن أن تساهم القراءة السلبية للمحتوى في تقليل المشاعر الإيجابية والشعور بالراحة، في وقت يزيد الاستخدام الفعال لهذه المواقع من خلال نشر تعليقات ومشاركة الصور والنقاش وغيرها من جودة حياة هؤلاء. باختصار، يعتمد مزاج الشخص على شعوره بأنه جزء من المجتمع (حتى لو كان افتراضياً)، أو إذا كان أحدهم يشعر بأنه مجرد متفرج على المتعة التي يتمتع بها الآخرون.



هذه العلاقة بين الانتماء إلى مجموعة والسعادة تعد معروفة للباحثين. لذلك، فإن نوعية شبكاتنا الاجتماعية مهمة حقاً. وبحسب دراسات أعدها باحثون في جامعة إكستر في بريطانيا، فإننا نقوم بعمل أفضل عندما تكون مجموعاتنا الاجتماعية متنوعة. كلما زاد تنوع الأشخاص الذين نتعامل معهم، كلما شعرنا بأننا أفضل حالاً. وبنفس القدر من الأهمية، يبدو أنه كلما كانت المجموعات التي نرتبط بها ذات قيمة، زادت نسبة شعورنا بالرضا العام عن حياتنا.

على الرغم من أن هذا البحث لم يركز فقط على مجموعات فيسبوك، إلا أنه يساعد بالتأكيد على توضيح علاقتنا بموقع التواصل الاجتماعي هذا. بعد كل شيء، يتيح لنا فيسبوك الانضمام إلى شبكات متنوعة من الناس، واستكشاف مختلف جوانب شخصيتنا. وفي حال حصولنا على متابعين وعلامات إعجاب، يمكن اعتبار الأمر ذات قيمة. ولا عجب أن "فيسبوك" كان ناجحاً جداً، وقد استوعب نقاط قوة وضعف البشر. مع ذلك، تمكن الاستراحة من مواقع التواصل الاجتماعي لبعض الوقت.