سورية: طلاب المعلوماتية والعمارة يحلمون بامتلاك حاسوب

06 فبراير 2017
سعر الحاسوب مرتفع ويعجزون عن شرائه(سعيد خان/فرانس برس)
+ الخط -



في الوقت الذي أصبح فيه الحاسب المحمول جزءاً أساسياً من مستلزمات الطلاب في جميع أنحاء العالم، إلا أنه لا يزال حلماً صعب المنال لعدد كبير من طلاب الجامعات في سورية، خاصة طلاب في كليات الهندسة المعمارية والمعلوماتية، بسبب سعره المرتفع.

ويقول محمد جمال الدين، وهو طالب في كلية المعلوماتية في جامعة دمشق "من يصدق أني درست ثلاث سنوات في هذه الكلية بلا حاسوب، وقد أتخرج دون أن أمتلك واحداً. دخلت إلى هذه الكلية بسبب حبي للحاسوب والبرمجة، في الواقع لدي خطط كثيرة مؤجلة لحين أحصل على واحد، أنا وأهلي نازحون من مدينة دير الزور، بالكاد نتدبر مصاريف الإيجار والحياة في دمشق، ولا أملك ثمنه".

ويضيف "أتدبر الأمر باستعارة أحد حواسيب أصدقائي، لكن الأمر ليس سهلاً علي، في معظم الأوقات يكون علي أن أنجز مشروعاً معيناً خلال ساعات لأعيده لصاحبه في الوقت المحدد، وأحياناً أعيده في وقت متأخر من الليل أو مبكر في الصباح، ولإجراء الأمور البسيطة أستعين بصالة إنترنت أو بحواسيب الكلية".

ويعود السبب في عدم قدرة الطلاب السوريين على شراء حواسيب محمولة، إلى تدني قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية، التي يتم استيراد الحواسيب بها.

أما طلال، وهو طالب في كلية العمارة في حلب، فيشير إلى أنه لجأ إلى حل الحاسوب المشترك مع زملائه في السكن، وجميعهم يدرسون في كليات الهندسة. ويقول "في السوق يمكنك أن تجد حاسباً بمائة ومائتي دولار، لكنها حواسيب لا تصلح للبرامج الهندسية التي نعمل عليها، معظمها مغشوش ومعاد تصنيعه وبقطع مبدلة، لذا قررنا أن نجمع أموالنا ونشتري حاسوباً مشتركاً".

يلجأ الطلاب إلى مقاهى إنترنت لإنجاز مشاريعهم(فرانس برس) 





ويتابع "يسمونه حاسوباً شخصياً، لكن حاسوبنا ليس شخصياً على الإطلاق، أحصل عليه 6 ساعات في اليوم، أحياناً أجده عند الجيران أو عند أحد الأصدقاء".

ويضيف "أقل سعر للحاسوب الذي يمكن لطالب هندسة أن يعمل عليه يصل إلى 250 ألف ليرة، وأنا أعمل بعد الجامعة بدوام جزئي براتب 30 ألف ليرة شهرياً. أكثر ما نعاني منه في هذا الوضع هو الكهرباء، لا تكفي بطاريته أكثر من ساعة، ولا يوجد كهرباء في معظم ساعات اليوم، وحين تأتي تضرب البطارية التي استبدلناها أكثر من مرّة".

سارة الحامد، وهي طالبة في كلية العمارة في دمشق، تصف حاسوبها بأنه "غبي وغير نافع". وتقول "اشتريته بنحو 10 آلاف ليرة ومستعمل، لكنه لا يساعدني، واكتشفت أن قطعه مبدلة. أصلحته عشرات المرات، وكثيراً ما أفقد البيانات منه حين يتوقف فجأة عن العمل، أو تنطفئ بطاريته. في آخر مشروعين أنجزتهما استأجرت حاسوبا بالساعة من أحد المكاتب التي باتت تتيح تأجير الحواسيب الشخصية لطلاب العمارة. في الحقيقة هو حلم فعلاً، حلمي الأكبر أن أحصل على (ماك)، لكن علي أن أتخرج وأجد عملاً قبل ذلك".

أما مهدي وهو طالب معلوماتية فيشتكي من أن عدم امتلاكه للحاسوب يؤثر على تحصيله العلمي في الكلية، ويقول: "تخيل أنك تدرس لغات البرمجة ولا تستطيع تطبيقها، هذا ما يحدث معي تماماً، هذا الأمر جعلني أندم على دخولي هذا الاختصاص، بل صرت أشعر بالإحراج من إخبار أحد أساتذتي بأني لا أملك واحداً، وأكتفي بالأسف لتقصيري. حين دخلت الكلية جمع لي والدي ثمن واحد، اشتريته بمواصفات لا بأس بها، لكنه سرق بعد عدة أشهر حين نزحنا فجأة من بيتنا، خسرنا كل شيء ولم أستطع شراء واحد جديد".

دلالات
المساهمون