عناصر ضرورية لنجاح تمكين النساء

21 يوليو 2017
تمكين النساء لا يقتصر على شأن دون غيره(إنيس كانلي/الأناضول)
+ الخط -
قال أحد المسؤولين في لبنان خلال إحدى المداخلات عن تمكين النساء إن "تمكين النساء اقتصادياً لا سيما بما يؤمنه من فرص تدريب، من شأنه أن يساعدهن على إدارة مدخول ومصروف المنزل، كما أنه سيساعدهن على الاهتمام بأسرتهن وتربية أطفالهن". برأيه أن هذا الأمر هو "الأسمى" والأعلى شأناً بالنسبة للنساء. وأضاف أن سياق التدريبات المتاحة للنساء من شأنه أن يساعدهن على "إدارة مشاكلهن" الزوجية، "ولن يكنّ بحاجة إلى التبليغ عن العنف".

تكثر الأدبيات حول نظريات تمكين النساء. منذ عشرات السنوات والمنظمات النسوية والنسائية تسعى جاهدة إلى تمكين النساء اقتصادياً، باعتباره مدخلاً لتمكينهن على المستوى الاجتماعي. لكن كافة الجهود التي بُذلت في السنوات الماضية لم تؤكد صحة النظرية ولم يُفضِ التمكين الاقتصادي للنساء بالضرورة إلى استقلالية النساء أو تمكينهن من وضع حد لأي وضعية عنيفة قد تواجههن.

بالرغم من كافة الجهود المبذولة منذ عشرات السنوات، وفي الكثير من المجالات، لا نزال في مجال حقوق النساء نسأل أنفسنا مراراً ما هو تمكين النساء ومن أين يبدأ؟ قد لا يكون هناك جواب واحد على هذا السؤال، بل عدة أجوبة. وقد لا ينتهي التمكين بانتهاء تنفيذ مشروع خلال فترة زمنية، بل هو سياق زماني ومكاني مركّب ومتطور. مع ذلك، يمكن تحديد بعض العناصر التي لا بد من وجودها من أجل ضمان نجاح أية جهود لتمكين النساء:

- الرغبة أو الإرادة الفردية التي تعد أول خطوة في مسار التمكين كونه يعكس آراء واتجاهات النساء عن دورهن أو ما يجب أن يكون عليه دورهن، برأيهن.

- القدرة الذاتية والشخصية وبناؤها والتي تتبلور من خلال توفير المعارف والمهارات بحسب الحاجات والتي قد تخلق الرغبة والإرادة الفردية بالتغيير كما ورد في النقطة السابقة أو قد تنتج عنها في بعض الأحيان.

- الفرص المتاحة والتي تتمثل بإيجاد وخلق فرص التدريب والتطوير والعمل والفرص المادية والتي يوفرها غالباً الفاعلون أو المنظمات في مختلف المجالات. ووجود أو إيجاد الفرص من شأنه أن يؤثر على النقطتين السابقتين وقد يتأثر بهما ويكون حصيلة لهما.

- البيئة الآمنة والحاضنة والتي تتمثل بوجود سياسات ونظم وقوانين عادلة، فضلاً عن ممارسات مجتمعية داعمة لأي مسار تمكيني. البيئة العدائية تجاه عمل النساء مثلاً، لن تساهم بتمكين النساء، حتى ولو توفّرت العوامل أو النقاط السابقة الذكر جميعها.

ولعله من المهم عدم اعتبار تمكين النساء وصفة عامة تُعطى لجميع النساء بالطريقة ذاتها. والأهم من ذلك هو عدم النظر إلى النساء كمجموعة هوموجينية متجانسة لديها وظيفة واحدة ودور واحد، أو أنهن خلقن ليكن أمهات وربات منازل. لن يكون هناك تمكين ما دام هناك من يعتقد أنه مسار يكرّس دور النساء التقليدي كما يعتقد ذلك المسؤول.

* ناشطة نسوية

المساهمون