عشر فوائد لاختيار مخيم صيفي لعطلة الأبناء

14 مايو 2015
المخيم الصيفي تجربة مفيدة ومسلية (GETTY)
+ الخط -

بات الصيف على الأبواب، واقتربت السنة الدراسية من نهايتها، هل فكرتم كيف سيقضي أبناءكم عطلتهم الصيفية أثناء وجودكم في وظائفكم ودواماتكم؟ هل سيمضون أغلب أوقاتهم في البيت خلف شاشات الكومبيوتر؟ أم ستتدبرون مسألة تنظيم إجازتهم التي تمتد إلى شهرين تقريباً؟

كثيرة هي الأفكار المناسبة التي تعود بالفائدة على الأبناء، صغاراً وكباراً، ومنها المخيمات الصيفية، خصوصاً إذا كان من ينظمها متخصصون ومن ذوي الخبرة في هذا المجال. وعند اتخاذ القرار في إشراك أبنائنا في مخيم صيفي فكيف نختار المخيم المناسب؟

أن يمضي الأبناء أوقاتاً آمنة بكل المقاييس هي أولى انشغالات الأهل في أيامنا هذه، بعد أن أصبح العنف وكثرة الحوادث على أنواعها المسببين الرئيسيين للقلق والخوف من عدم القدرة على حماية الصغار على مدار الساعة. فهل المخيم الصيفي مكان آمن لأبنائنا؟ الإجابة على هذا السؤال تتطلب معاينة المكان والتأكد من أن المسؤولين عنه قد التزموا كل شروط الأمن والسلامة؟

الأمان مطلوب داخل حدود المخيم والذي توفره إدارة المخيم عبر الطاقم المتابع من حراس، مسعفين، مدربين متخصصين، ومشرفين على الطعام...إلخ. كما أنه مطلوب في محيط المخيم، أي التأكد من أن حصول إدارة المخيم على ترخيص بالنشاط من السلطات المحلية، التي يمكن العودة إليها في حال حصول أية عوائق أو حوادث. ومن الضروري التأكد من أن موقع المخيم الجغرافي، وإن كان في الطبيعة بعيداً عن المناطق السكنية، إلا أنه في الوقت ذاته قريب من مراكز الإسعاف والدفاع المدني والشرطة وكل النقاط الحيوية في المنطقة التي ينظّم فيها.


فوائد وميزات

وبعد التأكد من استيفاء المخيم لشروط الأمن، كأولى الخطوات، عندها يمكن للأهل الاطلاع على نوعية ومضمون النشاطات التي ينظمها المخيم، وإذا تبين أن إدارة المخيم تحرص على تقديم المعرفة وتطوير المهارات بقالب مسلٍ وترفيهي، عندها يتم التأكد بأن تجربة أولادنا في المخيم ستكون مفيدة لهم من نواحٍ عديدة.

1- يشكل البرنامج اليومي المنظم في المخيم تدريباً للمشاركين فيه على الانضباط واحترام النظام والالتزام به، والتعرف على كيفية تقسيم الوقت، والسرعة في الأداء والإنجاز، والاعتياد على مهمات يومية لا بد أن تكون جزءاً من حياتهم.

2- تعزز أنشطة المخيم حسّ التعاون والمشاركة والعمل الجماعي وأهمية تقسيم العمل، لكل حسب عمره، بدءاً من ترتيب وتنظيف الخيم، والمساعدة في غسل الأطباق والمشاركة في إعداد الوجبات، وتنفيذ الكثير من المهمات خلال النهار.

3- يتيح المخيم فرصة التعرف على أصدقاء جدد، خارج إطار المدرسة، فتتسع خبرات المشاركين نتيجة اطلاعهم على مهارات وسلوكيات وخصال الآخرين، ما يجعلهم يدركون اختلاف أنماط الناس وإمكانية التعاون معهم أو التقرب منهم رغم الاختلافات.

4- يوفر المخيم فرصة التعرف على الطبيعة عن قرب، فالعيش في الهواء الطلق يشكّل إضافة قيّمة للمعلومات النظرية التي تنقلها الكتب لأبنائنا. وهكذا يبدأون في تكوين خبراتهم العملية عبر معاينتهم وملاحظتهم المباشرة لكل ما هو حولهم. وبهذه الطريقة تترسخ المعلومات في أذهانهم. فالتعرف على الحياة النباتية أو الحيوانية أو التربة أو الفضاء المنظور ليلاً ونهاراً يقربهم من البيئة، ويجعلهم مدركين لأهميتها وكيفية المحافظة عليها وعلى كل أشكال الحياة فيها.

5- تبعد حياة المخيم المشاركين عن التكنولوجيا ومصادرها لبعض الوقت. فبدل قضاء ساعات النهار بطولها خلال العطلة الصيفية خلف شاشات الكومبيوتر، تتنوع مصادر المعلومات وطريقة التفاعل وسبل تنمية المعرفة ومهارات إبداء الرأي والاستماع واحترام رأي الآخرين. وإذا استخدموا التكنولوجيا ففي الحدود الضيقة بما يساعدهم على إنجاز بعض المهام الخاصة بالمخيم.

6- الحركة والنشاط البدني يشكلان جانباً أساسياً من حياة المخيم. فالسير في الطبيعة ورياضة الصباح والألعاب التي تعتمد الحركة والركض والقفز والتسابق والتسلق والتحديات غيرها، تنعكس جميعها على صحة المشاركين الجسدية والنفسية.

7- تنوع النشاطات والتدريبات بمواضيعها المختلفة تنمي قدرات المشارك ومهاراته. فالتدرب في المخيم على الرقص والتمثيل والغناء والألعاب والمهارات اليدوية كذلك خوض المسابقات الفكرية على اختلافها، تنمي شخصية الصغار والكبار، وتشجعهم على الأداء أمام الآخرين، وتكسر حاجز الرهبة والخجل، وتقوي ثقتهم بأنفسهم. كما تعلمهم معنى الربح والخسارة، ومعنى الفشل والنجاح من خلال التدريب وإعادة التدريب للوصول إلى الإتقان وتقديم الأفضل.

8- تعلم شروط الحماية الذاتية في المخيم. فالتدريب على الإسعافات الأولية حسب الأعمار، والتنبه للسلامة الشخصية في الطبيعة، يقوي لدى المشاركين أهمية الاعتناء بأجسامهم وصحتها وسلامتها.

9- جانب الترفيه والتسلية الذي لا بد أن يكون حاضراً في المخيم، يمكن توفره في كل ما سبق ذكره من النشاطات والتدريبات، التي يجب أن تحصل بقالب مسلٍ ومبهج، يبعث الفرح في قلوب الصغار والكبار، بعيداً عن لوائح التعليمات الصارمة والتعليمية المباشرة.

10- في النهاية يؤثر المخيم الناجح في شخصيات المشاركين، ويدعّم لديهم، بطريقة غير مباشرة، القيم الإنسانية التي يسعى الأهل إلى زرعها في أبنائهم. فيدرك الأبناء معنى الصدق والأمانة والرأفة والمشاركة والمساعدة والاحترام غيرها الكثير.


اقرأ أيضاً:أهمّ مناطق التنوّع الحيوي في العالم

المساهمون