وقال المهاجر التونسي وليد (32 سنة) لـ"العربي الجديد"، من داخل مخيم مليلة: "الوضع في المخيم كارثي منذ تم غلقه، فلا يسمح لنا بالخروج للتزود بالحاجات الأساسية، أو صرف الحوالات التي يرسلها أهلنا لنتمكن من شراء الغذاء، ونحن مضطرون إلى الانتظار في صفوف طويلة لساعات للحصول على الطعام، من دون أية إجراءات وقائية، كما نتشارك أحيانا الملاعق والأواني".
وبين أنّ "الخيمة الواحدة تتسع لـ400 مهاجر من مختلف الجنسيات، وسط مخاوف من انتشار عدوى كورونا، خاصة أنّ سيارة الإسعاف نقلت، أمس الثلاثاء، 3 مهاجرين، هم تونسيان ومصري، يشتبه في إصابتهم بالفيروس". مطالبا بنقل المهاجرين إلى مكان آمن، أو إطلاق سراحهم. "نحن في مخيم مليلة منذ قرابة الـ6 أشهر، ولابد من إيجاد حل لوضعيتنا".
وأفاد الماجري بأنّه تمكّن، رفقة بعض التونسيين، من البقاء خارج المخيم، لأنهم عاجزون عن تحمّل الأوضاع داخله، مشيرا إلى أنه "لا يحق لمن غادر مركز الاحتجاز العودة، لأن العاملين يخشون من تسرّب فيروس كورونا، وهم يحمون أنفسهم بالكمامات والقفزات، ولكن لا يقدمون أية وسائل وقاية للمهاجرين الذين لا يملكون سوى انتظار مصيرهم المجهول".
وأكد المسؤول الإعلامي في المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، لـ"العربي الجديد"، أن خطرا يهدد المهاجرين السريين المتواجدين في مليلة، وعددهم تقريبا 1500 مهاجر من مختلف الجنسيات، من بينهم نحو 700 تونسي، مبينا أنّ تخفيف العبء عن مركز الاحتجاز مسألة عاجلة، إذ لا يمكن أن يتواجد هذا العدد في فضاء لا يتسع لـ300 شخص.
وأوضح بن عمر، أنه "رغم النداءات الحقوقية الداعية إلى إغلاق كافة مراكز الاحتجاز الخاصة بالمهاجرين، إلا أنّ مصير التونسيين العالقين في مخيم مليلة لا يزال مجهولا، رغم أنّ الوضع خطير. التوجه العالمي هو تخفيف أقصى ما يمكن من أعداد المهاجرين السريين المتواجدين في مراكز الإيواء، وينتظر أن تصدر منظمة الصحة العالمية دليل توجيه لهذه المراكز، إذ إن تواجد عدد كبير من البشر في فضاء صغير من دون وسائل حماية كافية ينبئ بكارثة إنسانية وشيكة".
وأشار إلى أنّ العديد من البلدان مثل البرتغال، بادرت بتسوية وضعية المهاجرين السريين العالقين لديها، ولابد على بقية الحكومات تخفيف العبء عن نفسها، وحماية المهاجرين من خلال توزيعهم على مناطق أخرى، أو إطلاق سراحهم.
وأكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في بيان، أن إعلان فيروس كورونا وباء عالميا، يستلزم إطلاق كل المهاجرين المتواجدين في مراكز "التوجيه والإيواء" التونسية بكل من الوردية وبنقردان، ودعا السلطات التونسية والإيطالية إلى الكف الفوري عن الترحيل القسري للمهاجرين التونسيين، كما دعا السلطات الإسبانية إلى ضرورة إطلاق سراح المهاجرين المحتجزين في مركز مليلة، خاصة النساء والأطفال.